الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم مترو : الوصول بالسينما إلى الحضيض

احمد عسيلي

2014 / 5 / 15
الادب والفن


تقدم في الولايات المتحدة الأمريكية جائزة تعرف باسم (جائزة راتسيز) ، و هي جائزة سنوية تعتبر نقيض لجائزة الأوسكار ، و تقوم باختيار أسوء فيلم ، و أسوء ممثلة ، و أسوء إخراج ، قيمة الجائزة حوالي خمسة دولارات ، و تعتبر كنوع من السخرية بالمخرج و الممثل .
للأسف لا يوجد في عالمنا العربي جائزة مماثلة لجائزة التراتسيز هذه ، بالرغم من أن الجو العام و الإنتاج السينمائي العربي مشجع و بشكل كبير لإقامة مثل هذه الجوائز ، وأعتقد أن فيلم مترو ، الذي بدأ عرضه بالأمس ، له حظوظ كبيرة للفوز بهذه الجائزة ، و سيدخل المنافسة بقوة مع العديد من الأفلام الأخرى التي أتحفنا بها المخرجون خلال الأشهر السابقة ، لكن سوء و ركاكة فيلم مترو لها طابع خاص ، تلفت نظر المشاهد منذ اللقطات الأولى و حتى نهاية فيلم ،
فكل شيئ متصنع و تافه ، أداء الممثلين كان ممل جدا و بدائي جدا ، التصوير و كأنه بعدسة شخص اكتشف بالأمس هذه المهنة ، أما تقطيع المونتاج فهو بحد ذاته مدرسة في الفشل ، و يستحق أن يدرس هذا الفشل في المعاهد و المادرس الفينة،
تدور أحداث الفيلم حول فتاة (هيام الجباعي ) تتعرض لحادثة اغتصاب أثناء عودتها بالسيارة برفقة حبيبها و خطيبها (رامي وحيد ) ، لتتعقد العلاقة بينهما ، و يدخل الإثنان في أزمة نفسية حادة ، تدفع الشاب ليقتل رجل في الطريق كان يحاول التحرش بفتاة ، و ذلك انتقاما لعجزه السابق عن حماية حبيبته ، و يدخل السجن عدة سنوات ، أما الفتاة فتصاب بمرض نفسي ، يدفعها للقتل و لحالة أشبه بالفصام ، و لإسباغ نوع من الصبغة العلمية على الفيلم ، ينهي المخرج شريطه ببعض الكلمات النفسية التي جمعها بشكل سريع و اعتبطابي من الإنترنت .
تدور معظم أحداث الفيلم في محطة مترو بالقاهرة ، حين تدخل بطلة الفيلم هذه المحطة و هي عائدة من حفلة عيد ميلاد صديقتها ، لتغفو داخل المحطة ، دون أن ينتبه لها أحد ( لاحظوا أننا نتكلم عن محطة مترو القاهرة !!!! ) و تصحو لتجد نفسها وحيدة و يطاردها شخص مجهول يقوم بعمليات قتل مجانية ، و يحاول الفيلم إدخالنا في جو من الرعب و الخوف الذي عانته المثثلة داخل تلك المحطة .
و لكنه بالتأكيد يختلف عن كل أفلام الجريمة التي يمكن أن نشاهدها ، فميزة أفلام الجريمة هي اللعب على حبل العقلانية ، كي تستفذ المشاهد أو القارئ (في حالة الرواية ) في تحديد المجرم ، لذلك يجب أن تصدر كل تصرفات المرتبطين بمسرح الجريمة ، متوافقة مع العقل و المنطق ، أو مع العلم و الطب النفسي في حال وجود خلل نفسي لدى أحد هؤلاء ، و إلا أصبح لا معنى لكل الحبكة السينمائية ، و يجب أن يكون كشف الجريمة منطقي أيضا ، و فيه بعض الإشارات داخل العمل ، و التي تدلل عليه بشكل باهت ، ليعود و يتذكرها المشاهد بعد انتهاء الفيلم ، و يكتشف معها ذكاء المخرج ، و أي خطأ مهما كان صغيرا سيؤثر على تلقي الفيلم و على التشويق الذي من المفترض أن يحدثه العمل لدى المتلقي ، هذه مواصفات أفلام الجريمة بشكل عام ، أما في فيلم مترو : كل شيئ دون ترتيب أو تصميم ، و كأنهم يعرضون الفيلم لمجموعة حمقى ، أو فاقدين للذاكرة البصرية ، فمن أخطاء الفيلم الواضحة :
1ـ أثناء تواجد البطلة داخل المحطة تتصل بمراقب الأمن كي تطلب منه المساعدة ، و كي تخبره أن هناك مجرم ما داخل المحطة ، يسلط مسؤول الأمن كاميرا المراقبة عليها ، و يعرف أن هناك بالفعل قتيل بجوارها ، و هناك مجرم داخل محطة الميترو ، فلا يهتم لكل هذه الظروف الطارئة و الخطيرة التي تجري داخل المحطة ، بل يبتهج لوجود فتاة مثيرة ،و يوعد نفسه بقضاء ليلة حمراء معها ؟؟
2ـ يستعرض الفيلم قصة الحب التي جمعت بين البطلين ، و من ثم دخول الشاب إلى السجن بتهمة القتل ، و مكوثه عدة سنوات داخل السجن ، و يخرج الشاب ليلاحق خطيبته الذي يعشقها ،و يطلب منها العودة إليه كي يتزوجها و تواجهه بالرفض ، و قد تكرر عدة مرات في الفيلم حقيقة مضي سنوات طويلة ، هي عدد سنوات حكم من قام بجريمة قتل ، و مع ذلك فإن الشاب بقي بذات الشكل دون تغيير ، و الفتاة أيضا دون تغيير ، حتى أن حذاء الشاب الاصفر اللون و الذي ظهر واضحا في سياق الفيلم عدة مرات قد بقي دون تغيير ، فيا سبحان الله
3ـ تظهر الممثلة في اللقطات الأولى للفيلم ، و هي تركض في النادي ، و تأخذ استراحة تشرب أثنائها من زجاجة ماء معدنية ، فتبدوا أصابعها و قد وضعت عليها طلاء أظافر أزرق اللون ، و بعد عدة دقائق و مازال المشهد مستمرا ، تشاهد خطيبها الذي يأتي لوداعها ، فيتغير لون طلاء الأظافر إلى الأحمر .......هكذا خلال دقائق ، يبدوا أن المخرج إلتقط المشهدين الفاصلين بين لحظة الجري و لحظة لقاء الخطيب بفترتين زمنيتين متباعدتين ، و نسي موضوع طلاء الاظافر هذا.....يعني موضوع غير مهم بالنسبة للمخرج و بالنسبة للسكريبت !!!!!!!!!!
لا أريد ذكر المزيد من الأمثلة عن ركاكة الفيلم ، و أستطيع التأكيد أن مثل هذه الأخطاء كانت بالجملة ، لكن ما لفت نظري أنني أشاهد الممثل رامي وحيد للمرة الثانية في السينما خلال الأشهر السابقة ، ففيلمه السابق كان بعنوان 31 ـ12
مع الممثلة علا غانم ، و بالرغم من أن دوره في العملين يكاد يكون متشابه حد التطابق ، بنفس الإنفعالات و نفس الحالة النفسية ، فقد فشل في الدورين ، و ظهر بكليهما بمنتهى التكلف ،
صراحة ، لا أتمنى لنفسي و لا لغيري خوص تجربة مشاهدة فيلم مشابه في المرات السابقة ، أعاننا الله نحن عشاق السينما و محبي الأفلام مما يعرض في صالاتنا العربية هذه الايام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع