الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوليس النوفمبري يستعيد ألاعيبه... والمجتمع المدني يجي يطبّها يعميها

سيف الدين عفانة

2014 / 5 / 16
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


البوليس النوفمبري لم ينقرض ولن يختفي فجأة أو يضمحلّ من تلقاء نفسه. فهو ليس أشخاصا ولكن منظومة متماسكة من الفساد والتآمر على مصلحة تونس وشعبها. كذلك كان وهكذا نراه اليوم. ومن يعتقد أن البوليس التونسي قد يتخلّى عن فساده القديم بتغييرات فوقية نعلمه أن الفساد إما أن يجتثّ كله أو أنه كالطاعون سيعود من جديد. وهذا ما نراه اليوم إذ يتحول الناشطون المدنيون وأصحاب الرأي إلى أهداف لوزارة الداخلية التي تعادي كل من يتدخل في شؤونها ولكن بطرق بن علي.

المدون و الناشط عزيز عمامي و المصور صبري بن ملوكة من الضحايا الجدد. ضحايا لأنهم دفعوا ثمن صراخهم في وجه السلطة بطريقة بشعة مفبركة. فسبحان الله هل تعتقد وزارة الداخلية بأن الشعب التونيس شعبا أحمقا حين تحاول إقناعنا أنها تركت كل مروجي "الزطلة" الذين يجولون أمام أعينها وتعرفهم واحدا واحدا لتوقع بصدفة الأقدار ناشطين سياسيين بتلك التهمة؟

هذا من جانب الفعل المضحك الذي اقترفت وزارة الداخلية وتواصل في فبركته لتستطيع إخراجه للرأي العام البسيط وكأنها خلّصت الشعب من مجرم يفسد عقول الشباب. وللأسف فإن بعضا من التونسيين انطلت عليهم هذه الخدعة المهزلة.

أما من جانب ردود الفعل، فإني أستنكر ردود فعل بعض الناشطين الذين دعوا إلى تدخين "الزطلة" وهي القنّب الهندي أمام وزارة الداخلية. فهل هي ردة فعل طبيعية؟ أليس ذلك تشجيعا للعصابات المروّجة لهذا السّم؟ ومن هم مروجوه؟ أهي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حتى تستفيد منه لحملاتها الإنسانية؟ أم منظمة العفو الدولي هي المروّج الأساسي له؟ ألم يسعف تفكير المفكرين لمساندة الزميلين بن ملوكة وعمامي بطريقة أخرى تكون أكثر نجاعة وأكثر حضارة؟ ثمّ إنّهم بذلك يحيدون عن المسألة الأساسية وهي انقام البوليس التونسي من "أعدائه" عبر التلفيق. هم أيضا يأكدون التهمة على الزميلين وكأنم يقولوا " نعم لقد مسكوا بأكثر من رطل من الزطلة ونحن نشجّع على ذلك".

إنّ تحرّك المجتمع المدني انتصارا لقضاياه واجب وطني ملحّ خاصة في مثل هذه الظرفيات العصيبة التي نمرّ بها. ولكن أليس من الحكمة أن نتعلّم أنّ النّضال تفكير وعمل؟
فحينها فقط سيخرج الناشط عزيز عمامي و المصور صبري بن ملوكة كغيرهما من المظلومين من السجن رغم أنف السلطة الغاصبة وسسينتهي عصر المظالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ