الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رياح التعصب ومافيا الأراضى يستهدفان دير سانت كاترين

مجدى خليل

2014 / 5 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


رياح التعصب ومافيا الأراضى يستهدفان دير سانت كاترين
مجدى خليل
فجأة وبدون مقدمات اصبح 37 من الرهبان المسالمين فى دير سانت كاترين يهددون الأمن القومى لمصر ، ومتهمون بالعمالة للموساد والأتحاد الأوروبى وحلف شمال الاطلسى والإستيلاء على %20 من مساحة جنوب سيناء، ويغيرون خرائط سيناء، ويشوشون على الطائرات الحربية من أعلى منطقة فى مصر!!! ، وذلك رغم أنهم محاطين بأكثر من مائة عامل وموظف فى الدير أغلبهم من المسلمين،ورغم أن الدير يخضع لإشراف وزارتى الأثار والثقافة المصرية، وتحرسه القوات المسلحة المصرية،، ورغم أن الخرائط تصدر عن هيئة المساحة المصرية وليس عن الدير،ورغم وجود الرهبان فى هذا المكان منذ مئات السنيين ولم تحدث منهم شكاوى على الاطلاق ولم يسمع أحد فى ذروة الحروب والأزمات أنهم شوشروا على أحد، ورغم أن كل أملاك الدير لا تتجاوز 300 فدان كلها مدعومة بحجج للملكية،ورغم أن قبيلة الجبالى المسلمة هى التى تتولى حراسات الدير منذ قرون،ورغم أن معظم خيرات الدير توزع على بدو سيناء،ورغم أنه الدير هو الوحيد فى العالم الذى بداخله مسجد مبنى منذ عهد الحاكم بأمر الله،.
مافيا الأراضى ومافيا التعصب انفتحت شهيتهم فى السنوات الأخيرة على الرمال الساخنة التى تحيط بالرهبان،رغم أن الرهبنة عمرت هذه الصحارى القاحلة القاسية منذ مئات السنيين. اجتمعا معا على دير سانت كاترين المقدس العظيم الأثرى الذى يقترب عمره من 16 قرنا، والذى يعتبر واحدا من أعظم الأثار المسيحية فى العالم، والذى تحتوى مكتبته على 6000 مخطوطة تعتبر الاكبر بعد مكتبة الفاتيكان فى هذا الصدد،والذى تجتمع على تقديسه وتبجيله اليهودية والمسيحة والإسلام معا نظرا لقدسية وطهارة هذه المنطقة التى أستلم فيها نبى الله موسى لوحى الشريعة حيث تكلم الله مرار مع موسى من هذا الجبل المقدس الذى كان يتحول إلى نار ودخان رهبة من صوت الرب المهيب.
فى يوم واحد من أيام حكم الاخوان الأغبر، وبالتحديد فى 26 مايو 2012 هبت رياح التعصب الاخوانى من خلال رئيس مدينة متعصب وهو عبد العال صقر،الذى قام بتحرير 71 مخالفة وقرار إزالة تشمل معظم المنطقة الأثرية بما فيها كنيسة جبل موسى وكذلك إزالة دير سانت كاترين بالكامل تقريبا والمبنى على مساحة 6775 مترا مربعا، رغم أن ما يسميه إزالة التعديات هو إزالة للأثار نفسها التى اقرت وزارة الثقافة أن الدير لم يتعدى على شئ منها، ورغم أن أثار هذا الدير مسجلة فى اليونسكو ويخضع لإشراف اليونسكو، ورغم أن المنطقة بالكامل مسجلة كمحمية طبيعية عالمية.
أما اللواء أحمد رجائى عطية الذى أقام قضايا تعدى ضد الدير محتميا بزميله وصديقه اللواء عبد العال صقر، فقد صدق ما يروجه من أكاذيب عن الدير ورهبانه ورئيسه رغم أنها قصص مختلقة من وحى خياله ومصالحه جاءت فى توقيت غامض وبدوافع مريبة. الخطورة أن كرة الثلج اصبحت تتدحرج،وحدث توالد لهذه الأكاذيب من صحيفة لأخرى ومن وسيلة إعلام إلى أخرى،حتى وصل الأمر لتصريحات مستهجنة ومرفوضة كتبها الدكتور مصطفى الفقى،مستشار جهاز المخابرات العامة وأحد رجال الدولة العميقة، يوم 6 مايو 2014 يصف فيها الدير بأنه مستعمرة يونانية ويدعو الكنيسة القبطية للإستيلاء عليه. من قال لك يا سيد مصطفى أن الكنيسة القبطية تشتغل بالبلطجة وتستولى على أملاك الكنائس الأخرى؟ الا تعلم ، وأنت المثقف الذى تقول أنك على تماس مع الثقافة القبطية ، أن هناك اتفاقيات بين الكنائس حددتها منذ قرون المجامع المسكونية واتفاقيات وتفاهمات الشراكة المسيحية؟،الا تعلم أن طائفة الروم الأرثوذكس التى تشرف على الدير هى طائفة مسيحية مصرية وعضو فى مجلس كنائس مصر؟،إلا تعلم يا دكتور أن الآب داميانوس أسقف الدير حائزا على أعلى وسام عسكرى مصرى من الرئيس السادات وهو نجمة سيناء لدوره الوطنى البارز فى منع الإسرائيليين من بناء مستوطنة فى هذا المكان المقدس ومنعهم من تهويد الدير؟،الا تعلم يا دكتور مصطفى أن هذا الأسقف يحمل الجنسية المصرية ومصدق على تعيينه فى موقعه هذا بقرار من رئيس الجمهورية المصرية؟، وهو كطبيب باطنى قبل الرهبنة يعالج سكان المنطقة منذ عقود مجانا؟، الا تعلم يا دكتور أن الدير نفسه يتبع نظام الرهبنة الباسيلى القبطى الذى أسسه الأنبا باسيليوس الكبير؟،وأن الرهبان حافظوا على هذه المنطقة وأثارها وحفظوا أثار الدير الثمينة بكل أمانة ووطنية وزهد حتى اصبح الدير مقصدا لآلاف الحجاج والسواح والعلماء والباحثين من كل أنحاء العالم؟، الم تستمع لما قاله رئيس قبيلة االجبالى من أن كل غايات الرهبان هى الصلاة وتوزيع خيرات الدير على البدو؟،هل تعلم قدر محبة أهل المنطقة من البدو للدير وحرصهم عليه وحمايتهم له لما شاهدوه على مدى قرون من محبة وتفان من الرهبان فى خدمتهم؟،هل سمعت ما قاله رئيس هيئة الأثار بجنوب سيناء أسامة صالح عن أن الدير حافظ على أثار المنطقة ولم يعتدى على أماكن أثرية؟،الا تعلم أن الدير تعاقب عليه 23500 راهب عبر تاريخه كانوا مثالا للإلتزام الوطنى والأمانة وتسلموا أكثر من 2000 اتفاق وفرمان من الحكام والولاة تعطيهم الآمان والحرية الدينية وتشيد بأمانتهم وزهدهم وحيادهم التام تجاه السياسة وحفاظهم على الأمن القومى لمصر؟.
أيها السادة ابعدوا الأيادى الأثمة عن دير سانت كاترين، واوقفوا التحريض ضد الدير فورا،فهذا الدير مصرى مائة فى المئة يقع على أرض مصرية وتحميه القوات المسلحة المصرية ،ويسكنه رهبان مسالمون زاهدون وطنيون شرفاء لا يستطيع أحد أن يزايد على وطنيتهم وأمانتهم ومحبتهم وتفانيهم فى خدمة المصريين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ المحترم/مجدي خليل
شوكت جميل ( 2014 / 5 / 16 - 17:33 )
يا سيدي ،هم يعلمون تماما كل ما ذكرته من قيمة لدير سانت كاترين و وطنية و بطولات قاطنيه..بل يعلمون أكثر..و لكن بقلوبهم مرض،و تلاحظ أن مصدر هذه العنصرية،هذه المرة_ ليس من -طائفة دينية متطرفة-بل من رموز الدولة ذاتها،و بعض نخبتها،و هي دلالة خطيرة،و تدق ناقوس الخطر و السؤال:هل تبقى بمصر أحد -ممن تربى بعصر السادات-لم تطله العنصرية الدينية و التعصب؟!

اخر الافلام

.. شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا


.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف




.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار


.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا




.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم