الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟

سمر يزبك

2005 / 7 / 21
كتابات ساخرة


لاعجب أن عالم الاجتماع الفرنسي "بيير بورديو" سارع الى إصدار كتاب عن التلفزيون، عندما أنشأ داراً للنشر، وكان كتابه عن أهمية الاهتمام بهذه الوسيلة الاتصالية دون الشعور الذي يلازم المثقفين بدونية التنظير لما يبثه وما يتلقاه المشاهد منه، فكل وسائل اتصالنا مرهونة في الغالب باستغباء العقل، والغث والخداع والتأصيل للغيب، والشعوذة والدجل، والتلفزيون السوري الذي لو اضطر بورديو رحمه الله، أن يشاهده لساعة واحدة على الأقل، لكتب كراسات جديدة تطالب بالاستغناء عن التلفزيون برمته! ولاعجب أيضاً أن قناة الفضائية، والمفترض أنها نافذة سورية على العالم الخارجي، أن تحمل في برامجها كمية من الابتذال والشعوذة والضحك على عقل المشاهد، والاستخفاف به، وتغييبه وتعويمه.
في البرنامج الصباحي اليومي (صباح الخير) والذي يبدو أنه منتج وموجه لسيدات البيوت اللواتي، يقلبن فناجين القهوة، المسترخيات اللواتي يشاهدن مشعوذة الفضائية الجديدة التي تخرج كل يوم لتضرب في المندل، مع ابتسامة المذيعات البليدات، ولتستقبل هواتف الممسوسات، والخائفات،والعاشقات والباحثات عن حل لمعضلات حياتهن، وبغض النظر عن الربح الذي تجنيه شركة الاتصال التي قامت، بجلب السيدة ( نجلاء قباني ) الى التلفزيون، وعن البرامج المعتمدة في فضائيات كثيرة أخرى، حيث سنسلم بالسخف والابتذال الذي يقتضيه الترويج والمُشاهدة على الشاشات العربية، ولكني أشك، وأتجرأ لأقول، اتحدى أن يكون هناك فضائية ما في العالم كله، تجعل قارئة أبراج تجلس أمام الكاميرا لساعة، تحدد مصائر البشر وتنصح الزوجات والأزواج ( أحيانا بقلة أدب وتلميحات واضحة) وترشدهم الى الصواب والخطأ، وإن كانت تعتمد في موهبتها تلك على الفضول وغواية الكلام والعقل الغيبي، والتسطح الذي تعيش فيه أغلب النساء العربيات،، فهذا لايعني أن لايكون هناك في التلفزيون السوري ، صوت واحد يتجرأ ويقول لها: توقفي عن الشعوذة.
وإذ كان لابد لشركات الربح والاعلان، زيادة أموالها ، فليخرج صوت حيادي، هادئ ويشير إليها، فنحن لانحلم بتغيير واقع الحال في التلفزيون السوري ( فساد ورشوة وروتين وبيروقراطية) ولكن أضعف الايمان، أن لا ندع تلك السيدة تبتذل علم الفلك من جهة وتستخف بعقول البشر من جهة أخرى، والأهم من ذلك، وفي أسوأ الأحوال، أن تخصص لها فترة زمنية أقل من السخاء الزمني الذي تسرح وتمرح فيه .
كنت في أحد الصباحات أغادر منزلي الى التلفزيون نفسه، لمتابعة مونتاج فيلمي، بعد أن قضينا شهوراً لمونتاج بسيط لفيلم وثائقي، ولم ننته حتى الأن! لأن جزر المونتاج مشغولة دائما؟! لحساب من ؟ لا أحد يعرف؟ استوقفتني جارتي وطلبت مني حمل هدية للسيدة نجلاء! أرادات الجارة تقديم شكر وعرفان، بعد أن أنقذتها من خيانة زوجها لها بعد اتصال مباشر وعلى الهواء أخبرتها فيه عن اسمها واسم زوجها فقط، لاغير ! لقد ارتد الزوج المسكين عن الخيانة! بعد أن تركت أطفالها الثلاثة في البيت لوحدهم أسبوعا كاملاًً، لأن السيدة المشعوذة، لفتت انتباهها وبكل تبجح، الى ضرورة الحزم مع زوجها( أبو عين بيضا ونفس خضرا)
أما كيف ارتد المسكين ، فعليكم ان تسألوا مشعوذة الفضائية، السورية، كيف تتصل بالله في الليل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05