الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة تبديل الأقنعة

رشيد كرمه

2005 / 7 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ ان لفظت الدكتاتورية البعثية آخر نفس لها , والبعثيون في هرج ومرج, بين خانع لهذا , ومنبطح لذاك, وبين مبررٍٍلهذه العائلة عن فعلة ٍمنكرة ٍ,وتبويسٍ ٍاللحى والأيدي لتلك العشيرة,
وتفيد الأخبار الواردة من العراق بإختفاء عدد كبير من المجرمين (البعثيين )الى أماكن مجهولة بعد افتضاح امرهم من خلال أطنان التقارير على الجار والصديق والأخ , مما حدا بالبعض اللجوء الى ( الفصل العشائري ) ودفع الدية للآلاف من الضحايا الذين أضحوا ما يعرف بشهداء المقابر الجماعية , ولقد سارع الكثير منهم وممن تورط في ممارسة التنكيل والبطش بحق المعارضين وذويهم التي خلقها وغذاها النظام البعثي باللجوء الى الأحزاب الدينية والمؤسسات التابعة لها تحت هذا الإسم وذاك لكي يضمنوا عاقبة المصير ويأمنوا من العقاب الذي لابد منه مهما طال الزمن وتقادمت الأيام , ويجب ان يكون يوم الحساب علنيا ًورسميا ً ويقام ُعلى اسس قانونية تنفذها جهات ذات صلاحية قضائية .
ولاشك ان البعض منهم وممن تضررت مصالحهم بسقوط صنمهم وهزيمة حزبهم بالطريقة المعروفة لايزال تحت الصدمة , ويحاول استيعاب ماحدث , بينما يحلم الآخر بعودة الرئيس المؤمن مرة أُخرى مجددا ً, وهذا ما يدلل على تعاون هذه الفئة المجرمة مع المتسللين من التكفيريين والأسلاميين الأصوليين ( الوهابيين ) ومن لف لفهم الى العراق , عبر توفير كافة اشكال الدعم اللوجيستيكي لهم , من مأوىومأكل وملبس , وسلاح وذخيرة وإعداد الخرائط وإرشادهم الطرق والممرات والخ ..ولقد اصبح بحكم المؤكد انه لولا هذا الدعم لما استطاع هؤلاء الحركة في عرض البلاد وطولها بحرية ٍ تامة يجوبون طرقات العراق ومدنه بسياراتهم ومركباتهم المفخخة ولولا هذا الدعم و الإسناد من قبل زمر الجلادين البعثيين لما استطاع الصومالي أو المغربي أو الموريتاني أو غيرهم من إنتقاء أهدافهم بحرية وهدوء في مدن بغداد والحلة والمسيب وبعقوبة , ولقد استطاعت فلول النظام الهارب من تنفيذ عدة عمليات قتل ضد كوادر الأحزاب الوطنية وشخصيات سياسية وآخرها حادثة قتل ثلاثة من المشاركين في كتابة الدستور والحقيقة ان ضعف وهشاشة الحكومة هما السبب في الكثير من هذه العمليات رغم بهرجة الإعلام الذي مارسته وزارة الداخلية . فاذا كانت الأجهزة الأمنية _ الشرطة والمخابرات والحرس الوطني عاجزة عن إيقاف دوامة العنف والإنفجارات كما يحدث في أغلب مناطق العالم كما حدث في لندن ومدريد فان هذا لايبرر مطلقا الإنفلات الأمني في كل شئ , حتى بات القتل يطال العامل والطالب والكسبة الذين يمارسون اعمالهم العادية .والغريب في الأمر ان أغلب الأغتيالات تطال قادة عسكريين وما حدث لقائد في جهاز الإستخبارات يوم أمس لهو دليل على ميوعة هذه الأجهزة وعجزها من توفير حماية لمنتسبيها فكيف تستطيع ان توفر الحماية للمواطنيين البسطاء الذين يمارسون أعمالهم الأعتيادية ولقد تواردت ألأخبار من منطقة العامرية في بغداد ان سطوة المسلحيين من البعثيين باتت هي المسيطرة على كل مايشاع من عمليات البرق والذئب وذهب ضحيتها أكثر من شاب قتلوهم بدم بارد وبمنتهى القسوة وأدخلوا الرعب في قلوب الجميع , وقد أفاد شاهد عيان بانه سمع من أحد المسلحين يخاطب الآخر بقوله : هل خلصت عليه ؟ويعني هل انت متأكد من قتله ؟وليعود مرة اُخرى وليطلق رصاصة أخرى الى رأس الضحية !!!!!
وهذا مما يدفعنا الى القول ان الأجهزة التي تعتمدها وزارة الداخلية أغلبهم من البعثيين الذين اندسوا الى هذه المؤسسة وتلك بأقنعة أخرى أدواتها المسبحة واللحية الكثة والصلوات بمناسبة وأُخرى ناهيك عن لبس الخواتم التي نشطت تجارتها هذه الأيام عن طريق إيران الجارة الودودة !!!!
إن اغلب دوائر الدولة تمتلأ بمجرمي النظام البائد ولا أحد يستطيع محاسبتهم على افعال سابقة فلقد بات شعار عفا الله عما سلف مشاعا وقديما ً , وان الله غفورا رحيم هي السائدة , الى جانب التفاخر بالإنتماء الى جيش محمد , وجيش المهدي , وثأر الله , ومنظمة العمل الإسلامي ومنظمة بدر , و14 معصوم, وحزب الدعوة والدليل جبهة بان عليها اثر السجود , وعيون مسلهمة تلهج : ( بأمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ,)وهذا قناع آخر لجأ اليه كثيرون , ويشن هجوم على اليسار وأحزابه وتسفه الديمقراطية ويلعن مروجوها بحجة علمانيتها ويقذف المتأدلجون من الإسلاميين( السنة والشيعة على حد سواء ) بالسب والشتم الشيوعيين ووصمهم بالإلحاد والكفر والزندقة والإباحية وهم لايختلفون في هذا عن البعثيين ودعاة القومية , كل هذا بقصد الظهور بقناع جديد وبرهان على الأنتماء لعترة المصطفى والبراءة من أعداءه !!!!!!
وفجأة تظهر المرأة المسلمة في اكثر من مكان لتدافع عن مساواتها بالواجبات دون الحقوق التي تنازلت عنها للمتبرجة من النساء الجاهليات و لتهرع بسرعة كم كبير من البعثيات ممن ساهمن مع منال الآلوسي في إيذاء نسائنا الى الحجاب واللطم على الصدور والتظلم على مصيبة الحسين ولا أجدى من هذه الأقنعة في هذا اليوم !!!!!!
وألأقنعة وطريقة لبسها سلعة قديمة حديثة مارسها الكثيرون , ولعل الدكتاتور صدام ومن هم على شاكلته اكثر وأشهر من تداولها في الوقت المتأخر من تأريخ العراق, فمن قناع اليسار الى الأعتدال ومن العلمنة الى التدين ومن قناع البساطة والحصاد الى قناع الأمارة والجاه وهكذا هو شأن حزب العفالقة .
ماوددت طرحه هو ان القناع الأخير السائد هو ما لبسه البعض من عتاة مجرمي البعث الذين أفلحوا في الوصول الى الدول الأوربية وتحديدا دول اللجوء الأنساني والسياسي التى لازالت تعطي أو تمنح حق اللجوء وفق ما تمليه الحالة التي يقدمها طالب اللجوء ومن هنا تبدء شطارة البعثيين بتبديل اقنعة كان يتمشدقون بها سابقا ًوهي كثيرة ومتعددة كقناع امة العرب أوطانى وقناع المؤتمر الآسلامي وقناع اليسار العالمي وهكذا الى أقنعة المظلومية وحقوقهم في حفظ حياتهم المهددة من المحتل الأجنبي أولا ومن الكافر العراقي سواء الشيعي والشروقي والشيوعي ثانيا ً وهذا مما حدا بالجلاد الكبير( صدام حسين ) تقديم التماسه الى هئية المحكمة عبر محاميه الذي يقبض اتعابه من دنانير وأموال عراقية مسروقة بمحاكمته في السويد وهذا ُ قناع آخر يحاول المجرم ارتداءه( بمَسكَنة ٍعالية جدا ً) بعد ان ازيحت عنه كل الأقنعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA