الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نص : رنين الهاتف النقال بوصفِه صرخات استغاثة

سعدي عباس العبد

2014 / 5 / 17
الادب والفن


نص : رنين الهاتف النقال بوصفِه صرخات استغاثة

_____________________________


• حياتنا , بريد ..بريد يركض سريعا , يركض كسلحفاة .. هذا فيما يتعلق ببريد حياتنا نحن
• العاطلين عن السعادات ..السعادة خبر ..خبر يأتي عبر البريد ..وفي الغالب نعي .. يأتي عبر البريد
• المستعجل ..... البريد العراقي ليس الحمام الزاجل كما كان شائعا
• ولا رسائل الساعي محمولا على دراجة .. او على قدمين منهكتين
• بريدنا موصل بين نقالين .. او شهقتين او دمعتين .. بريدنا نقّال : كورك او آسيا سيل او عراقنا
• وهذا الاخير هو من يحمل رسائلنا وتوابيتنا .. تأتي الرسائل في النهار ..وعند اوّل المساء
• لكلّ رسالة لوّنها ولكلّ صوت رأئحة .. ولكن رنين النقال يبقى ملزما وهو يرسل النعي
• او الخراب ارسال ذات الرنين .. على وفق ما كان يفعل او يرن , قبل حدوث الانفصال بين
• الروح والارض...
• الارصفة صناديق نعي وجثث ومقابر مؤقّته حفرت على عجل ..ونقالات ترن .. ترن
• والمشترك لا يرد .. ربما خارج التغطية . .. اقصد خارج الحياة .. خارج مدار الكون .. خارج
• تغطية الامّهات .. خارج الذكريات والاحلام .. خارج .تغطية المفخّخات ..
• رنين النقال مراثي النادبات قبل بلوغ النعي ..وصوت الانفجار رسالة الميت ..وصرخته الاخيرة
• الصرخة التي لا تشبهها صرخة ولا يمكن انّ تكون صرخة اخرى .. او تحلّ بدلا عنها صرخة اخرى
• كل صرخة بما كسبت رهينة ..وكلّ صرخة لها هويتها ..كما لكلّ نقال نغمته او رنينه
• كما لكل رحيل طقوسه ومذاقه ومساره ...

• الرحيل عبر بريد الانفجار المحمول على نقال او هواتف تلاميذ المدرسة الابتدائية
• هو جراح على جسد اموّمي .. هو رنين الروح .. هو نقال القلب ..الخارج تغطية
• البراءة ..
• ساعي البريد .. روح في رسالة ..روح من هذا الزمن .. زمن الرنين .. كلّ شيء في هذا
• الزمن , يأتي عبر الرنين .... رنين الهواتف النقالة .. الموت الذي يحدث دائما
• ويجيء بلا مواعيد .. الموت العراقي المجاني .. الموت الذي ينزل ماشيا في الشوارع
• الموت الذي يقتعد تخوت المقاهي والمطاعم والارصفة .. الموت المسمّر عند ابواب المساجد
• وعند ابواب الله وابواب الرزق وابواب البيوتات ..جميع تلك الميتات وسواها .. يبلغ عنها
• ساعي البريد .. الساعي في هيئة نقال .. يبلغ عنها الرنين ..رنين يتصاعد في فضاء غرفة
• الأمّ .. يتصاعد في فضاء الروح .. يتصاعد في طريق العودة للبيت .. يتصاعد في الشركة
• في الملعب .. في الكراج .. والزقاق .. عند محال بيع النت .. بيع الهواتف النقالة ..
• متاجر بيع الخضار ..
• رنين ينبعث من جيوب ثياب الموتى .. الموتى الذين قضوا في الانفجار ..يتصاعد
• من الجوار ... ينبعث من الموت نفسه .. رنين يجيء من كلّ الجهات .. وحتى من
• الجهات البعيدة ....... حياة غدت كلّها رنين .. الموتى والاحياء محاصرين بطوفان
• من الرنين ..حصار من رنين ...
• الهواتف النقالة .. نقالات جثث .. رنينها رسائل موتى .. نغماتها رسائل عشاق في اوّل
• الموت ..النقال تابوت الأمّ ... والرنين انذار يفصح عن طيران الولد باجنحة مركبة مفخّخة
• كان ذلك دهشة الرنين الاوّلى . الدهشة التي عقدت روح الأمّ .. والرنين الفاصل بين نقالين
• .. وبين تابوتين .. وبين اثرين ..
• رنين الهاتف النقال برقيات مستعجلة ..برقيات على هيئة توابيت ..برقيات مرسلة عبر
• المقابر ......... المقابر انصال عزلة .. وصمت .. يذبح الرنين , من السكوت إلى السكوت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باللغة العربية والإنجليزية.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة يكش


.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تقديم الأدوار الكوميدية صعب




.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة يوضح كيف تعلم اللهجة السعودية بس


.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تغيير مصيري من الهندسة المعماري




.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: والدي لم يدعم قراري بترك الهندس