الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الساردة حنان المسعودي : صرخة التابو

سعدي عباس العبد

2014 / 5 / 17
الادب والفن


مقال *
مقال : الساردة حنان المسعودي : صرخة التابو ......



• ...... حنان المسعودي قاصة من هذا الزمان .. وانّ شئت صرخة مدوّية تدفقت عبر جسد المرأة
• ..... المرأة بوصفِها جرحا ..او شرخا يشطر روحها بانصال القيم والتقاليد .. التقاليد التي تاخذ
• ملامح وشكل التابوات .. التابو , الحارس والرقيب , الرقيب الذي سينمو مع المرأة / الطفلة , كما
• ورد في قصة : مبروك إنها فتاة .. , ينمو داخليا في ارض خصبة , ارض بكر .. ارض حرثتها قيم
• العائلة بسيوف ومخالب الشرف ..حرثتها بانصال من الخوف والمحرّمات والعيب .. ستتضافر كل
• تلك التابوات مجتمعة لتشكّل ملامح الرقيب ,ّ الرقيب الذي انتجه الخارج ..المتمثل بوصايا العائلة
• تلك الوصيا المتوارثة سيكولجيا عبر عهود يسودها القهر والكبت والقمع . وعبر اجيال تنشقت
• هواء الشرف عبر رئتها الملوّثة بغبار الافكار , الافكار التي تصوغ مفهوم الشرف على وفق
• طقوس ومعابد الكهوف ..فالشرف في تصور العائلة كما ورد في القصة , يتعلّق بجسد
• الفتاة .. الشرف والجسد , نظيران صنوان , مفهومان احدهما يؤدي للآخر .. او يفسّر الاخر .. فالشرف لا
• يتعدى عن كونه اختراق للعذرية , تلك الارض البكّر .. كما يشير النص ضمنا , في تضاعيفه
• المضمرة .. فالفتاة كما ورد في استهلال النص ..خرجت إلى الدنيا محمولة على صليبها ..
• محمولة على خشبة ثقيلة من الوصايا والتقاليد والخوف .. تنؤ باحمال ثقيلة من الافكار والتصورات
• الذهنية والممنوعات والتابوات وهي لم تزل عودا طرّيا اخضر .. تلك الافكار كانت بمثابة الاغلال
• القيمّية التي سوف تلازمها طوال رحلتها الحياتية ..وتتخذ هيئة الرقيب الداخلي القسري
• الرقيب الذي تنامى وترعرع في الداخل عبر رعاية العائلة ومفاهيمها عن التربية والشرف
• الكاتبة الدكتور حنان , اعتمدت في بناء القصة ,على ثيمة الشرف طبقا للمفهوم الشرقي وما
• يتناسل عن تلك الثيمة من افكار ومناخات وعوالم وردت ضمنا في تضاعيف النص . وشكّلت
• جدارا فنيا يشير إلى العزل والفصل والخوف .. جدار اقرب مايكون إلى الحاجز القيمي المتوارث
• شفاهيا .. حاجز يفصل بين , البنات والاولاد ..كما افصح عن ذلك النص على نحو ما ..
• هذا الحاجز هو نتاج بنية الشرف ..والبناء الفني الذي اعتمدته الكاتبة في ارسال خطابها
• عبر صياغة فنية تتأرج بين السرد الفني المتخم بمسحات رقيقة من الجمال , وبين جمل تنزع
• نحو التقريرية اقرب ماتكون إلى الموعظة .. لكن هذا الخرق لم يحدث شرخا في البنية الجمالية
• للنص .. بقدر ما الحق بالنص مسحة طفيفة من الاضطراب الفني اربك جمالية النص على مستوى
• الصوغ الفني ..
• كنت فيما مضى , قد لاحقت العديد من قصص الكاتبة .. سيما تلك التي اطالعها في بعض المواقع
• ..... استشفيت عبر مطالعتي الدؤوبة , انّ اغلب ما تتناوله .. موضوعات لها تماس حميم
• بعالم المرأة ... تلاحق اغلب الاشياء التي تتعلق بالمرأة وربما هذا الامر ناتج عن كونها إمرأة
• وإحساسها المرهف بما تعانيه المرأة .. من تهميش واقصاء وعزل عن المجتمع الذكوري
• او كلّ ما له مساس او وشيجة تتعلق بالشرف ..
• عالم المرأة , عالم عميق وشفاف ويتميّز غالبا بالمسحة الرومانسية , ومناخ مكتظ بالعواطف
• الجياشة .. كما هو مزدحم بالاسرار والمكبوتات .. وبتلك الاحلام الرقيقة المقموعة .. او المكمّة
• بكم هائل من الممنوعات .. الاحلام التي تحول التقاليد دون انطلاقها وتجسيدها على الارض
• فالمرأة كثيرا ما تصطدم بذلك الجدار القديم الذي شيّده المجتمع الذكوري او النصف الاخر
• المهيّمن والحاكم والنصل والسيف وصانع الممنوعات والعاهات والتشوّهات ..
• هذه اغلب موضوعات الكاتبة المبدعة حنان المسعودي على نحو تقريبي .. او اغلب الثيمات
• التي عالجتها في نصوص طالعتها في اوقات متباعدة .. وجلّ تلك النصوص لاتكاد تخرج
• عن دائرة او إطار هموم واحلام ومعاناة المرأة .. اما فيما يتعلق بالبناء الفني للنصوص
• فهو يتفاوت من نص إلى آخر .. على مستوى الشكل الفني .. اما المضامين فتترواح مكانها
• اقصد معالجات قضايا المرأة المعاصرة ..نصوصها لا تخلو من عناصر الفن .. سيما عنصر
• التشيوق الذي يعدّ روح النص .. فاذا ما خلا النص من توافره ..فقد النص رائحته ولونه
• وبات في عداد خانات النسيان .. تجدر الاشارة هنا .. ان القصة موضوعة المقال . منشورة
• على موقع زيتونة / تاريخ النشر 8 / 3.. هذا العام عنوانها : مبروك انها فتاة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: تغيير مصيري من الهندسة المعماري


.. الفنان التونسي حكيم بالكحلة: والدي لم يدعم قراري بترك الهندس




.. صباح العربية | رهف ناصر تتحدى الحرب بالموسيقى وتغني للأمل


.. تجمع ضخم لعشاق سلسلة أفلام -حرب النجوم- في بوينس آيرس




.. وداعًا للعلمى والأدبى .. التعليم تكشف ملامح الثانوية العامة