الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقدمة بحث عن الدولة والقبيلة

مناف الحمد

2014 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


مقدمة بحث عن القبيلة والدولة(العشيرة جزء من القبيلة ولكن استخدامنا هنا لمصطلح القبيلة لأنه أكثر قابلية للاستثمار المنهجي في البحث فحيثما استخدم المصطلح فنحن نعني به مرادفاً لمصطلح العشيرة قد لا يكون مغفوراً واقعياً ولكنه مسموح به إجرائياً) .

تمثّل القبيلة وحدة يتداخل فيها السياسي مع الاقتصادي مع الاجتماعي ويعتبر الوطن العربي حاضناً أكبر لهذه الظاهرة لأنه يحتوي على أكبر مساحة صحراوية في العالم.
وتداخل الأبعاد السابقة هو ما يمكن أن يساعد في تفسير بعض الظواهر التي تبدو مستغربة لمن لا يدرك هذا التداخل.
فغياب الاقتصاد الإنتاجي التراكمي الكفيل بتفتيق الوعي وتطويره إلى وعي كوني هو سبب أساسي -وليس وحيداً كما تقول النظرة الماركسية العتيقة- لاقتصار الولاء السياسي على ما تفرضه العلاقات الاجتماعية في هذه الوحدة وعلى ما يحقق استقرار نموذج الاقتصاد الرعوي والزراعي.
في منطقة القبائل في شرق سوريا كرّس نظام البعث انغلاق هذه الوحدة إلا على ما يتيح لها التواصل عبر قنواته مع سماسرته ورجالات أجهزته الأمنية.
ولأن شيوخ القبائل لم يعودوا يمتلكون السلطة نفسها التي كانوا يتمتعون بها في أزمنة سابقة فقد وجد معظمهم في الاستتباع للنظام وسيلة أخيرة للإبقاء على قدر من السطوة والهيبة.
وقد استثمر الأسد الأب هذه الظاهرة في تكريس العصبية القبلية وفي جريمته الكبرى في أحداث الثمانينيات عندما استغل الولاء المطلق والجهل لأفراد من أبناء العشائر في تنفيذ جرائم لا تزال جراحها تنزف في نفوس أهالي الضحايا وتأبى الاندمال إلى اليوم.
عندما انطلقت الثورة في سوريا كانت مياه كثيرة قد مرت من تحت الجسر فقد عمل ترييف المدينة الذي قصد حافظ الأسد أن يعمّمه في أنحاء سوريا في ازدياد نسبة التعليم العالي بين أبناء القبائل؛ وهو ما حقق قدراً من التغيير الطفيف في التداخل المشار إليه في البداية.
كما صار ملاحظاً أن تجنب الحديث عن الانتماء القبلي في أماكن الدراسة صار سلوكاً يتكلّفه الكثير منهم على اعتبار أن هذا عيب ولا يجوز.
كما ساهم اغتراب أعداد كبرة منهم خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات إلى دول الخليج في رؤية عوالم جديدة، فبالرغم من تشابه تلك المجتمعات من حيث البنية العميقة مع بناهم القبلية إلا أن النعيم الذي يرفل به أبناء تلك البلدان دفع بأسئلة كثيرة إلى السطح كانت كفيلة ببذر بذور التمرد على المتسبّب في حرمانهم من الاستفادة من ثروات بلادهم.
قبل الثورة بقليل كان نظام بشار الأسد قد عمل على تدمير القطاع الزراعي والحيواني وظهرت ظاهرة النزوح لأبناء الشرق السوري إلى أطراف المدن السورية بحثاً عن لقمة العيش .
التخفّف من عبء التداخل بين الأبعاد الثلاثة بسبب التطور البسيط للوعي ورؤية عوالم جديدة وعدم اكتفاء نظام الأسد الأب والابن بسرقة الثروة النفطية وإنما تدمير قطاعي الزراعة والثروة الحيونية، والتسبّب في إذلال أبناء العشائر في أطراف المدن بحثاً عن ما يقيم الأود أسباب قلبت ظهر المجنّ على نظام الأسد الذي ظنّ عندما بدأت إرهاصات الثورة أن الولاء المطلق لشيوخ القبائل على الأقلّ له ولأجهزته الأمنية سيبقيها بعيدة عن الثورة إذا لم يستثمرها في قمعها.

يتبع........ [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها