الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوهابية فى مصر من محمد على الى حسنى مبارك الجزء الثامن والعشرون ( مصر الناصرية والوحدة الاسلامية )

محمود جابر

2014 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


مصر الناصرية والوحدة الإسلاميــة:
لم يأتي عداء الوهابية والإمبريالية لمصر الناصرية من فراغ، فمصر الناصرية وبحق كانت طليعة الثوار والأحرار كانت قاطرة العالم نحو فجر جديد، وإذا كانت مصر الناصرية احتضنت كل حركات التحرر الوطني سواء في أمريكا الجنوبية أو آسيا أو أوروبا أو أفريقيا، فكان لزاما عليها أن تكون في طليعة مشروع الوحدة الإسلامية فقد نشطت دار التقريب في مصر أيما نشاط، وبما أن سعود ثم فيصل قد أصبحا بأوامر أمريكيا بابا للإسلام – الإمريكى- فقد أصبحت مصر الناصرية خادمة للإسلام المحمدي لإسلام النهضة والعزة، لا إسلام الطائفية ففى مصر اجتمع كل علماء المذاهب الإسلامية سنة وشيعة وزيدية واباضية، وقد ظهر هذا الاحتضان جليا أثناء وبعد عدوان 1956حين زار وفد من علماء النجف وقم مصر وميادين المواجهة في بورسعيد والسويس، ونشط العلماء في لعب دورا سياسية في منع الطائرات الإنجليزية في مطار الحبانية من ضرب مصر، ثم قاموا بأكبر حملة تبرعات لصالح مصر، وبعدها صدرت فتوى فضيلة شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت بجواز التعبد بالمذهب الشيعي الاثنى عشرى ، وتوالت الزيارات الشخصية والرسمية لمراجع التقليد الشيعة العظام إلى مصر ، ولم تبخل مصر عليهم فقد دعمت جبهة نواب صفوي الثائر ضد الشاة عميل الأمريكان وحليف آل سعود ، ولا نغالي إن قلنا أن مصر كان لها دوراً كبيراً الدعم الأولى للثورة الإسلامية الإيرانية التي وقعت فى 1979 بقيادة آية الله العظمى الإمام الخمينى ، وكذلك النهضة الشيعية المقاومة في لبنان بقيادة سماحة السيد موسى الصدر .
لهذا كانت لحظة سقوط الفارس عن صهو جواده لحظة مناسبة للوهابية والإمبريالية معا لينقضوا فوق مصر، وهو ما ذكره هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في مذكراته إذ يقول: إنه شعر بالسعادة البالغة لنبأ وفاة الرئيس عبد الناصر لأن وجوده بسياسته الراديكالية المعادية للمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط كان يمثل أكبر عائق لتنفيذ الأهداف الأمريكية فى المنطقة الأهم للولايات المتحدة فى العالم، ويحلل كيسنجر أوضاع المنطقة عقب وفاة عبد الناصر، ويصل أن الوقت أصبح مناسب للوصول لحل سلمى للصراع بين مصر و إسرائيل بشرط أن يكون هذا الحل أمريكي، وأن يتضمن ثلاثة شروط:
1- طرد النفوذ السوفيتي من المنطقة كلها
2- يترك مصر ضعيفة غير قادرة على التأثير بأي نفوذ على الإطلاق فى العالم العربي.
3 – أن تظهر التجربة الثورية التي قادها عبد الناصر فى مظهر التجربة الفاشلة.
وإذا كان يوم التاسع من يونيه الذي تنحى فيه الرئيس عبد الناصر عن منصبه قد وصف " باليوم الأسود وأتعس أيام الأمة العربية " ،فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للأسرة السعودية التي كانت عاملاً رئيسياً في الهزيمة بسبب استنزافها مصر على جبال اليمن وفي وديانه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ونفسياً طيلة السنوات الممتدة من 1962- 1967 حيث كان يتابع أفراد الأسرة هزائم مصر بلهفة وحماس ويتعجلون نهاية الرئيس عبد الناصر ولما أعلن استقالته أخذوا يتبادلون التهاني ، ويذبحون الخراف والجمال كتعبير عن الفرحة التي عكست " عقدة محمد علي"، وإذا كانت هزيمة يونيه مثلت العيد الصغير للوهابية السعودية ، فقد مثل موته العيد الأكبر،وهكذا انتهت فترة عبد الناصر التي أعادت لأذهان الوهابية والسعودية صورة مصر القومية ، وحين نقول مصر القومية نقول محمد على باشا وولده إبراهيم باشا الذي استطاع أن يدخل الدرعية ويحطم الأسطورة الوهابية ، وكذلك كان ناصر حتى وإن لم يعبىء جيشا باتجاه الجزيرة، فإن خطب وإطلالات ناصر من خلال الإعلام وزياراته القليلة للحجاز كانت تفجر ثورة الثائرين على نظم العسف والجور السعودي ، كانت تطلق الحناجر المغلقة لتتحدث عن خيانات آل سعود للإسلام والمسلمين للعرب وحتى لأنفسهم .


رايط الجزء السابع والعشرون :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=409171








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب