الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد العربي ... بين توزيع الأراضي واللمبات الموفرة للطاقة

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 5 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


البعد العربي ... بين توزيع الأراضي واللمبات الموفرة للطاقة

أتابع باهتمام بالغ كما يتابع غيري من العرب الغيورين في وطننا العربي من المحيط الى الخليج ، الحملات الانتخابية التي يقوم بها مرشحا الرئاسة المصرية ، من منطلق قناعتي بأن مصر هي زعيمة العرب وهي الوحيدة التي تستطيع قيادة العرب ليأخذوا مكانتهم في هذا العالم كما كانت محاولاتها في عهد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر ، فقد أثبتت الأحداث منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد المشؤومة بلا ما يدع مجالاً للشك بأنه حين يتراجع دور مصر على الصعيد القومي تهتز مكانة العرب في العالم ويرتفع شأن أعداءهم ، فقد أدت كامب ديفيد فيما أدت إلى تراجع الموقف القومي وتقديم التنازل تلو التنازل على صعيد قضيتنا الأولى والمركزية فتراجعت قضية فلسطين على الصعيدين العربي والعالمي ، وذلك على الرغم مما نسمعه من صوت هنا وجععة هناك ، وأدى الأمر في الآونة الأخيرة إلى ظهور أدعياء كثيرين قاموا بتوجيه الجهاد نحو سوريا ونسوا فلسطين والأقصى الذي " باركنا حوله " وكانت الخسائر كبيرة وعلى كافة المستويات وكان الدمار والخراب والقتل والتنكيل مع الانهيار الحاد في القوى والجيوش العريية تلك الجيوش التي كانت أملنا في يوم من الأيام لمحاربة العدو الصهيوني ، بل ولحق عدم الاستقرار بالعديد من الأقطار العربية فيما اصطلح تجاوزاً على تسميته بالربيع العربي ، ربيع ، كلمة أضحى وقعها عربياً كوقع قنبلة تريد تدمير البيت العربي من أساسه ، بعد أن كانت تحمل فيما تحمل الحلم والأمن والجمال ، ولا أكاد ألمس أو أرى ربيعا في أي من تلك الأقطار ، بل أرى عواصف الخريف التي هبت على تلك القطار والتي أدت إل زلزلة الأنظمة والدول وإلى سيلان الدم الطاهر وكأنه زهر ربيعهم الأحمر القاني كما زهر الدحنون أو شقائق النعمان في الربيع .
الحملات الانتخابية لكلا المرشحين تركز على الشان الداخلي ، فيما تمر مرور الكرام على البعد العربي ، فعلى الرغم مما عرف عن ناصرية حمدين صباحي وانتماء المشير السيسي للتيار الناصري " كما يتم الترويج لذلك " إلا أنني أكاد أجزم بأن اياً منهما لم يقنعنا ولو للحظة بانتماءه للتيار الناصري وعروبة هذا التيار ، فكليهما لم يعط البعد العربي احقيته ولو كانت الأفضلية النسبية بهذا الشأن تميل لمصلحة السيد حمدين صباحي إلا أنهما كليهما ، لا يلبيان الحد الأدنى مما هو منتظر من الناصرية والناصريين ، وينطبق ذلك بشكل قطعي على العلاقة مع العدو الصهيوني والموقف من اتفاقية كامب ديفيد ، فقد غابت تماماً مواقف صباحي المعروفة سابقا ً وانحصر حديثه بتعديل الاتفاقية " وفقاً للقانون الدولي " بدلاً من إلغاءها كما كان متوقعاً ، فيما لم يظهر من المشير السيسي اي موقف واضح ضد هذه الاتفاقية ف " مصر تفعل ما تريد " " وتحارب الارهاب في سيناء لتحمي نفسها وجيرانها " وسيزور اسرائيل فقط بعد إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ... كلام إنشائي وشعارات فضفاضة لم تعط ما كان متوقعاً من مرشحين ينتميان للتيار الناصري فالبحث عن اتحاد عربي كما أشار السيد صباحي بدلاً من الجامعة العربية سبق وأن تم طرحه من قبل العديد من القادة والكتاب واصحاب الرأي وما كنت أنتظره من السيد صباحي هو أن يقوم بطرح آلية واضحة لتحقيقها بما يعزز التضامن العربي وقيام الاتحاد العربي لا أن تقتصر على رفع شعار بالاتحاد والعملة الواحدة التي يستلزم تحقيقها سنوات وسنوات على الأقل بعد أن يتم الوصول إلى الاتحاد الجمركي والسوق الواحدة ...
أما في الشأن الداخلي فقد اتفق المرشحان على محاربة الارهاب ، وعلى عدم وجود مستقبل للإخوان المسلمين على أرض مصر بحجة دعم الإخوان للإرهاب فكليهما سيعززان مبدأ حظر حركة الإخوان المسلمين مصرية الأصل والمنبت ، والتي لا أشك لحظة بأن لها الكثير من الأنصار والأعضاء بين جماهير الشعب المصري الشقيق ، وبهذا الشأن فكليهما يذكراني بقانون اجتثاث البعث في العراق الشقيق ، متناسين أنه من الأفضل لمصر وشعب مصر تبني برنامج واضح لتحقيق المصالحة الوطنية دون استبعاد الآخر وأن لا يتم تكرار خطيئة الإخوان عندما احتكروا السلطة واستبعدوا الآخرين .
ومما لفت نظري في طروحاتهما ، ما ورد على لسان صباحي بعزمه تمليك الشباب وذوي الحاجة من 1- 3 أفدنة ، وتوفير القروض السهلة لهم وإعفاء الفلاحين الصغار من الديون المتراكمة عليهم بنسب مختلفة ، من إعفاء كلي لمن يملك اقل من 3 فدادين إلى 50% لمن يملك أقل من 5 أفدنة و 25% لمن يملك اقل من 10 أفدنة .. فهل تم حساب ذلك بتأثيراته وقيمته أم انها شعارات انتخابية تصلح للاستهلاك المرحلي فقط ، أما ما ورد على لسان المشير من آليات لمعالجة البطالة من خلال ألف " عربية "- سيارة - يتملكها الشباب ، وقد يكون ذلك بقروض ليقوموا بشراء الخضار والفاكهة من سوق العبور وبيعه للمستهلكين ، وأتساءل هنا هل ذلك يكفي للقضاء على بطالة 12 مليون مصري ....
وأما في مجال الطاقة فمعالجة صباحي جاءت باللجوء إلى الاستثمار بالطاقة البديلة بالتعاون مع اوروبا التي بدأت معها مشاورات لاستغلال الطاقة الشمسية وكأن ذلك أشبه بغزة الإبرة " الحقنة " للشفاء من المرض متناسياً أن ذلك يحتاج إلى استثمارات كبيرة وجهد كبير وفترة قد تزيد عن فترة دورة الرئاسة ، ومع ذلك فإني أقول انها خطوة بالاتجاه الصحيح ، أما ما ورد على لسان المشير من معالجه لأزمة الطاقة فقد انحصر في استبدال لمبات الإضاءة باللمبات الموفرة للطاقة ، أتساءل عن نسبة استهلاك الإضاءة المنزلية " اضاءة فقط " وليس الاستهلاك المنزلي من الكهرباء مقارنة باستهلاك بقية القطاعات بما في ذلك الاحتياجات المنزلية الأخرى التي نعرفها جميعاً فلم يعد استهلاك الكهرباء محصوراً بالإضاءة ، ناهيك عن كلفة استبدال اللمبات الحالية بأخرى موفرة وفيما إذا كانت الدولة ستساهم في هذه الكلفة أيضاً ولعل ما يقوم به بعض أنصار المشير حالياً بتوزيع اللمبات الموفرة في بعض المحافظات ينسجم ويقدم لما سيكون مستقبلاً ، ولن أشبه ذلك بقيام الاخوان المسلمين بتوزيع الزيت والسكر عند حاجتهم لأصوات الناخبين الفقراء ولكني أقول أن هذا إجراء لا يسمن ولا يغني من جوع كما هو الحال في الألف عربية المشار اليها .
المهم هنا المشاركة في التصويت وانتخاب الأفضل من المرشحين المتقدمين آخذين بعين الاعتبار أن انتخابات أخرى قادمة للبرلمان وهي التي ستحدد إلى حد كبير مستقبل مصر ومستقبل العملية السياسية فيها.
ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
17/5/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي