الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم فلسطين ستيريو دي جي يختزل عبثية الحالة الفلسطينية

محمد جردات

2014 / 5 / 17
الادب والفن


فلسطين ستيريو فيلم روائي من إخراج رشيد مشهراوي، وبأداء الممثلين محمود أبو جازي، صلاح حنون، عرين عمري وميساء عبد الهادي وحسام أبو عيشة وآخرين. يذكر أنّ الفيلم من انتاج شركة سينسيبال للتطوير المرئي والمسموع في فلسطين وشركة سينيتيلي فيلمز في تونس وبمشاركة ودعم من مؤسسات نرويجية واماراتية وفرنسية وفلسطينية.
يروي الفيلم قصة الشقيقين ستيريو وسامي اللذان يقرران العمل على تأجير وتشغيل معدات صوت لجميع المناسبات السعيدة والحزينة في فلسطين كوسيلة سهلة لتوفير المال للهجرة من مخيم جنين إلى كندا. ولأنّ شروط الهجرة تتطلّب توفير عشرة آلاف دولار في حسابة، عمل ستيريو وأخوه على تأجير وتشغيل أجهزة صوت للاحتفالات والأعراس والمظاهرات والتظاهرات والخطابات في فلسطين.
ستيريو - الأخ الأكبر - صاحب فكرة الهجرة، توقف عن الغناء في الأعراس بعد فقدان زوجته خلال قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل العائلة مما دفعه للتفكير بالهجرة، فيما فقد أخوه سامي حاستي السمع والنطق من خلال القصف نفسه، احترف مهنة تشغيل أجهزة الصوت، وألغى مشروع الزواج من حبيبته ليلى، ليضمن استمرارية مشروع الهجرة وأثناء الانخراط في تفاصيل الواقع دخل في صراع داخلي بين الأحداث التي يمرّ بها وموضوع السفر، والصراع بين الهجرة والبقاء في فلسطين
الفيلم الذي تدور أحداثه بين مخيم جنين ورام الله، يتحدث عن مواجهة الاحتلال والفساد. يسير الشريط في خطيّن دراميين متوازيين بين تقديم الأخوين خدماتهما للأعراس، والمؤتمرات، والمظاهرات والمهرجانات الوطنية، وبين ليلى التي تحمل شخصيتها رمزيّة للوطن، فمنذ بداية الشريط، تحاول ليلى منع حبيبها من الهجرة، يتلقّى سامي رسالة من حبيبته، فيضعها في حقيبته من دون فتحها. تبلغ الدراما ذروتها حين يضع «ستيريو» قائمة التسعيرات لخدماته، فيجد نفسه يتاجر بالقضية، وتحديداً عندما يفكِّر في التسعيرة التي يطلبها لذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا. نجده يردّدها ثلاث مرات، مما يجعلنا نجزم بالنهاية العاطفية التي جاءت بمشهد استشهاد صديقه لينقله بسيارة الإسعاف التي يستخدمها لنقل معدّات الصوت.
وتظهر في الفيلم الصورة النمطية للسلطة الفلسطينية؛ هذه الصورة التي كثيراً ما استدعتها السينما الفلسطينية إلى الواجهة في نقد صريح أو مبطن للسلطة، إذ يُظهر الفيلم التناقضات البصريّة التي تغرق فيها رام الله العاصمة الزجاجيّة للسلطة الفلسطينية كذلك، تحضر هذه الصورة في مشهد المؤتمر الصحفي حول مقاطعة المنتوجات الاسرائيلية، الذي يعقده الوزير الفلسطيني الذي يجسده المغني وليد عبد السلام ، وسلوك القمع نفسه على يد هذا الوزير الفاسد المترهل الذي ينفجر غضباً حين تتعطل أجهزة الصوت التي يديرها ستيريو وأخوه سامي. وفي مشهد آخر في وقفة التضامن مع الأسرى، يقوم هذا الوزير بإلقاء الخطب الاستعراضية الكاذبة الجوفاء المكررة التي ملها الشعب الفلسطيني، ثم يسقط علم فلسطين على رأس هذا الوزير ليغطيه من رأسه حتى أخمص قدميه في دلالة رمزية على أن الوطن يرفض هذه القيادات العاجزة التي لا تبيع إلا الكلام.
ينتهي الفيلم بإصابة صديق ستيريو وسامي في مواجهات حاجز قلنديا، مما يستدعيهما لترك الاستيريو ( دي جي ) وإسعاف المصاب، الذي يغطي دمه أرجاء السيارة، وسرعان ما يستشهد عند وصله المستشفى، وتظهر آخر المشاهد في الفيلم حين تخط حبيبة سامي ( ليلى ) على جدران بيت ستيريو وسامي عبارات تنهاهم عن الهجرة وترك الوطن، فيما ينتهي الفيلم بنهاية مفتوحة يتطيع المتلقي تأويلها وإحالاتها لقراءات عديدة. فلسطين ستيريو فيلم تحدث عن اختزال الاستيريو ( دي جي ) للحالة الفلسطينية بتراجيديتها وعبثيتها وتناقضاتها الكبيرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي