الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هرتزل، والسلطان عبد الحميد ونكبة فلسطين

عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)

2014 / 5 / 17
القضية الفلسطينية


هرتزل، كما هو معروف مؤسس الحركة الصهيونية، أما السلطان عبد الحميد فهو آخر خليفة عثماني، في عهده وتحت ناظريه تشكلت النواة الأولى للدولة الإسرائيلية، وقد التقى الرجلان خمس مرات .. فما الذي جرى بينهما ؟ وإلى أي مدى يتحمل كل منهما مسؤوليته التاريخية عن نكبة فلسطين ؟

في الوقت الذي كان فيه هرتزل قد بدأ بدراسة القانون، كان السلطان عبد الحميد يسير في موكبه المهيب نحو قصره الجديد، لتولي العرش. كبر الرجلان في عالمين مختلفين، بل متناقضين؛ الأول مات مبكرا بعد أن نجح في بعث الشتات لجموع يهودية متناثرة مضطهدة وتشكيل شعب منها، ومن ثم بناء دولة له، بينما الثاني أخفق في الحفاظ على إمبراطورية مترامية الأطراف، ورثها عن أجداده في الفترة التي كان يسميها الغرب "الرجل المريض"، ويراقب احتضارها تمهيدا لوراثتها.

عاش الصحافي اليهودي النمساوي 44 سنة فقط، وتوفي قبل أربعة سنوات من خلع السلطان عبد الحميد، لكنه قبل وفاته كان قد أسس الحركة الصهيونية، وأنجز اللبنات الأساسية التي قامت عليها دولة إسرائيل .. بدأ نشاطه السياسي بمقالة عن قضية "دريفوس" التي قال إنها هزت مشاعره، ونبهته لتنامي ما أسماه "اللاسامية"، وفي نفس السنة (1895) أصدر كتابه الأول والأهم "الدولة اليهودية"، وبعد سنتين جلب 250 شخصية يهودية إلى "بازل" لعقد المؤتمر التأسيسي للمنظمة الصهيونية، والتي أخذت على عاتقها مهمة ترجمة أفكار "هرتزل" وتحويلها إلى واقع، أي حل "المشكلة اليهودية" بإنشاء دولة لليهود في فلسطين (أو في اي مكان آخر).

في السنوات القليلة التالية كرس "هرتزل" جهوده بالاتصالات مع ملوك ورؤساء العالم وقياداته السياسية والاقتصادية، وفي تأسيس الأذرع التنفيذية للمنظمة الصهيونية، وجمع التبرعات، وإقناع يهود العالم بمشروعه، ودفعهم للهجرة إلى "الأرض الموعودة" .. وبعد خمسين سنة من انطلاقة المؤتمر الأول كانت دولة إسرائيل قد أصبحت أمرا واقعا، تجثم فوق الأرض العربية.

تولى "عبد الحميد" الحكم مدة ثلاث ثلاثين سنة (1876 ~ 1909)، بعد سنتين من جلوسه على العرش قام بحل البرلمان وإلغاء الدستور الذي مضى على إقراره عامان فقط، وخلافا لسلفه "بايزيد الثاني"، الذي كان قد أصدر فرمانا يقضي بتحريم المطبعة ومنع دخولها أراضي الدولة العثمانية واعتبارها رجس من عمل الشيطان؛ فإن "عبد الحميد" تلقّف اختراع التلغراف، وعمّمه على كل الولايات، وجعل منه أداته في تثبيت المركزية، والتأكيد على مرجعية الخليفة في كل صغيرة وكبيرة.

إذا كانت حياة "هرتزل" تبدو كقصة ملهمة في السردية الإسرائيلية، أضاف عليها الإسرائيليون فيما بعد الكثير من مبالغاتهم، وأضفوا عليها من خيالهم الخصب، وجعلوا منه أبو "القومية اليهودية" .. فإن قصة "عبد الحميد" في السردية العربية الإسلاموية تأتي في نفس السياق ولنفس الغرض؛ فاليهود كانوا بأمس الحاجة لشخصية ملهمة تُحاط بهالات من القداسة، يُسند إليها مهمة بعث "الشعب اليهودي"، وتخليصه من عذاباته، لتبرير الأبعاد الاستعمارية في المشروع الصهيوني، وإقناع العالم بِ"عدالة القضية اليهودية" وووو .. في المقابل فإن الإسلام السياسي كان بحاجة أيضا لشخصية تاريخية يسند إليها مقولة أن الأيديولوجية الإسلاموية هي الوحيدة القادرة على ضمان سلامة الأوطان وصد الأعداء ... لذلك فقد جعل خطاب الإسلام السياسي من السلطان بمثابة السد المنيع الذي وقف في وجه التهديدات والإغراءات الصهيونية، رافضا التنازل عن شبر من فلسطين .. فإلى أي مدى تتطابق هذه المقولات مع حقائق التاريخ ؟؟!!

شهدت السنوات العشرين الأخيرة من عهد السلطان عبد الحميد ذروة النشاطات التأسيسية للحركة الصهيونية، حيث تضاعف عدد اليهود في فلسطين ثلاث مرات، من أربعة وعشرين ألف عام 1882 إلى أكثر من ثمانين ألف عام 1908، حتى وصلت نسبتهم إلى 11% من عدد السكان، وازداد عدد المستعمرات من مستعمرة واحدة (بتاح تكفا) عام 1878، حتى 33 مستعمرة إلى جانب (68) مستعمرة زراعية وتجارية في العام 1908. كما تواصلت الاستثمارات اليهودية في فلسطين وازدادت كمّا ونوعا، وتواصلت عمليات تسريب ملكية الأراضي لليهود، حتى تجاوزت الأربعمائة ألف دونم في نفس العام. وهذه المنجزات والأرقام كانت في غاية الأهمية والحساسية بالنسبة للمشروع الصهيوني، وقد شكلت الأساس المادي له.

في علم المنطق، من السذاجة الربط بين حدثين وقعا في نفس الحقبة ولا تجمعها روابط حقيقية، كأن نربط بين حصول المرأة على حقها في الانتخاب وبين انتشار الأسلحة النووية. ولكن يمكننا الربط بين حدثين متتاليين زمنيا أو وقعا في نفس الزمان، ولكن تجمعها علاقات السبب والنتيجة، كأن نربط الحرب العالمية الأولى مع وباء الأنفلونزا الإسبانية (التي قتلت ما يربو عن العشرين مليون إنسان في بداية العشرينات من القرن الماضي) وكانت بسبب الحرب، فالعلاقة بين الحدثين ليست زمنية وحسب، بل علمية وعملية.
فهل كان عبد الحميد مسؤولا عن تغلغل النشاطات الصهيونية في فلسطين، لمجرد أنها حدثت في عهده ؟ وهل سياساته المترددة والبراغماتية هي التي أدت عمليا إلى ضياع فلسطين، وتسربها تدريجيا إلى المنظمات الصهيونية ؟؟!

الحقائق التاريخية تؤكد بأن السلطان كان متابعا لأدق التفاصيل لما يحصل في فلسطين، وكان على دراية تامة بالمخططات الصهيونية، وفي ذلك الوقت كانت فيه الحركة الصهيونية طفل يحبو، ولا تتمتع بالقوة والنفوذ التي هي عليه اليوم؛ وبالتالي فإن الأرقام ودلالاتها التي تحققت في عهده تعني أن هناك تسهيلات في الهجرة اليهودية، وغضٌ للبصر عن بناء المستوطنات والنشاطات التهويدية الأخرى، وتسامح إزاء عمليات تسريب الأراضي لليهود، والتي ساهم فيها السياسات الضريبية الظالمة بحق الفلاحين الفلسطينيين، رغم أن موقفه الرسمي واللفظي المعلن والمضمر كان التشدد في رفض التنازل عن فلسطين مقابل المال اليهودي. وعدم التفريط بها, لكن سياساته العملية على الأرض افترقت واختلفت مع ذلك الموقف، وأتت بنتائج معاكسة.

وحتى نكون منصفين في المقاربة بين الرجلين، لا بد من التذكير بأن القوى الاستعمارية الكبرى قد وضعت كل ثقلها لإنجاح المشروع الصهيوني، وكل ثقلها لهدم الدولة العثمانية وتقاسم أراضيها .. ما يعني أن الظروف الموضوعية كانت تعمل بقوة باتجاهين مضادين. ولكن ومع ذلك، فإن هذا لا يلغي ولا يقلل من أهمية البعد الشخصي في تحمل المسؤولية التاريخية للنكبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقة هيرتسل
فؤاد النمري ( 2014 / 5 / 18 - 04:37 )
هيرتسل أسس المؤتمر اليهودي في بازل 1898
وهو رجل علماني يؤمن باليهودية كثقافة وليست كدين ولذلك هو ليس صهيونياً وعليه رفض أن تكون فلسطين وطناً قومياً للصهيونية واستقال من أمانة المؤتمر بعد أن نحا المؤتمر في غير منحاه
وفيل مات كمداً وقد استولى اليهود في القيصرية الروسية على المؤتمر بسبب ما عانوا من اضطهاد وحولوه إلى دعوى صهيونية
الصهيونية تنطلق من منطلق ديني يقول أن الملك داؤود كان قد استولى على جبل صهيون اليبوسي في القدس قبل ألف عام قبل الميلاد والصهيونية تدعو إلى بعث مملكة داؤود رغم أن دلائل كثيرة تقول أن داؤود وابنه سليمان لم يكونا يهوديين حيث تشكلت الديانة اليهودية بعد عودة أسرى بابل إلى فلسطين في العام 537 قبل الميلاد

أؤمل من الرفيق عبد الغني سلامة أن يحقق في هذه المعلومات ويفيدنا عن رأيه فيها مع وافر شكرنا وتقديرنا له


2 - و ماذا عن دور الشريف الحسين
جابر الحياني ( 2014 / 5 / 18 - 07:20 )
يقال بأن الثورة العربية بقيادة الشريف و بتآمر مع الانجليز على الخلافة العثمانية كان له دور بارز بإتفاقية استيطان اليهود في فلسطين.

هنالك وثيقة موقعة من الشريف بالسماح لليهود القدوم الى فلسطين بشروط.
و ربما السلطان العثماني لم يستطع الا ان يكون متفرجً و حال سلطانه ينحدر نحو السقوط


3 - الأخ فؤاد النمري
عبد الغني سلامه ( 2014 / 5 / 18 - 10:54 )
أشكرك أخي فؤاد على مداخلتك القيمة
بالنسبة لما تفضلت به عن هرتزل فلا معلومات دقيقة لدي تنفي أو تؤكد ما قلته، ولكني أجده منطقيا وأعتقد أن هرتزل لم يكن متدينا ، وعند تأسيس المنظمة الصهيونية لم تكن فلسطين المرشح الوحيد لإقامة وطن قومي لليهود عليها، ولم يحسم أمر فلسطين إلا في المؤتمر السادس 1903 اي قبل وفاة هرتزل بسنة
الديانة اليهودية تاسست بالفعل في القدس على يد العائدين من الأسر البابلي بأمر من كورش الفارسي، وليس لليهود علاقة تاريخية حقيقية بسليمان وداوود، وكل ما قيل عن مملكة إسرائيل في القرن العاشر ق.م هو مجرد خيارات وشطحات لا أساس لها من الصحة
تقبل احترامي


4 - رداً على تعليق السيد فؤاد النمري والكاتب المحترم
زرقاء العراق ( 2014 / 5 / 18 - 15:51 )
لو كان صحيحاً بأن الديانة اليهودية تشكلت بعد عودة أسرى بابل إلى فلسطين , فهذا معناه بأن نبوخذنصر حين احتلاله للقدس اختار بعض الناس حسب القرعة واخذهم اسرى الى بابل.-
ثم عاد هؤلاء الأسرى من بابل الى فلسطين لتشكيل الديانة اليهودية؟
بربكم هل هذا منطق معقول ؟
ثم لنفرض بأن هذا كان وارداً , اذن مخطوطات نبوخذنصر الموجودة في
المتحف البريطاني كلها مزورة .- ومن منطق -حدث العاقل بما لا يعقل.
انا علمانية ولست يهودية ولكن لا يجوز تزوير التاريخ لأجل عيون فلسطين , فهذا لن يخدم احداً- ثم لماذا كل هذا الحقد والكراهية لليهود ؟
اليهود وهرتسل وجماعته اغبياء, حيث كان عليهم ان يطالبوا بأقامة وطن لليهود في خيبر حيث هناك اكثر من برهان بأنهم كانوا هناك لأكثر من 1500 عام قبل الأسلام, ولأن فلسطين ليس فيها لا نفط او معادن مع شحة في الماء والتربة الخصبة .
من غير المعقول الغاء التاريخ بأكمله من اجل لا قضية استغلها الحكام الدكتاتوريين والمتاجرين وبسببها او بحجة تحريرها تم دمير اغلب دولنا العربية حتى الغنية والعريقة منها واصبح لدينا عشرون فلسطين تنتظر من يحررها


5 - السيدة زرقاء العراق
فؤاد النمري ( 2014 / 5 / 18 - 20:05 )
كيف تفسرين يا زرقاء حقيقة الديانة اليهودية تتشكل بصورة رئيسية من الأساطير السومرية والبابلية وأن جدهم المزعوم ابراهيم هو سومري لحماً ودماً ولا يمكن أن يكون هو ابراهيم الوارد في التوراة
وكيف تفسرين أن جميع أنبياء التوراة هم من الأسرى العائدين من بابل
بل إن عزرا صاحب اكبر كتابين في التوراة إنما كان المندوب السامي للفرس في شرق
المتوسط

عندما احتل الرومان شرق المتوسط منحوا جميع الشعوب حكما ذاتياً ا عدا اليهود لأنهم كانوا عملاء للفرس
والمسيحية ولدت للحصول على الاستقلال
أنصحك يا زرقاء بقراءة ورقة الرسالات السماوية من موقعي على النت


6 - فؤاد النمري وخياله الخصب
سامر علي ( 2014 / 5 / 18 - 20:24 )
فؤاد النمري يتحدث عن قضية تاريخية مهمة جرى تأكيد انتقال ابراهيم الخليل من العراق عبر وثائق تاريخية تفضح الافتراءات التي يحاول البعض التشكيك فيها وآخرها الكنز الكبير الذي وجده الامريكان في العراق والذي يحوي على مئات القطع الحجرية البابلية التي حاول العرب طمس معالمها لتشويه التاريخ لكن شمس الحقيقة لا يحجبها غربال , ارجو من فؤاد النمري وأي شخص يتحدث في مواضيه التاريخ الشرق أوسطي أن يأتي بدليل واحد ووثيقة واحدة تؤكد افتراءاته يبدو ان فشل النمري في الماركسية سيقوده تدريجياً الى الحديث في التاريخ والدين والصوفية ..
ورقة الرسالات السماوية التي اشار اليها النمري تخلو من ذكر المصادر وهذا يعني يا سيد نمري انها ( ... )
والحليم بالاشارة يفهم
ارجع الى خبر الارشيف اليهودي المكتشف أخيراً في العراق وستعلم حجم الافتراءات والاكاذيب التي تتناول تاريخ الشرق الاوسط ممن يسمون انفسهم بالمثقفين بئس الثقافة التي تتأثر بأكاذيب قومية ضيقة


7 - زرقاء العراق
عبد الغني سلامه ( 2014 / 5 / 19 - 09:12 )
الأخت الفاضلة زرقاء العراق والأخ المحترم سامر علي
لضيق الوقت أعتذر عن الرد بشكل تفصيلي .. ولكن أقترح عليكم ولأي مهتم بدراسة تاريخ اليهود الرجوع إلى دراسة مختصرة من جزئين كنت قد نشرتهما على الحوار المتمدن. للإطلاع
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=281032
وهي تعتمد على دراسات فراس السواح، وعدد من الباحثين اليهود أبرزهم شلومو ساند، إسرائيل فلنكشتاين، وباحثين أمريكان كيت وايتلام، وتوماس واطسون، ومؤرخين عرب مثل أحمد سوسة
وغيرهم .. ارجو أن تكون مفيدة لكم .. مع بالغ احترامي وتقديري .. وأكرر اعتذراي


8 - مصادر فلسطينية
سامر علي ( 2014 / 5 / 19 - 10:34 )
السيد الكاتب قرأت المقالة التي أشرت اليها في الرابط والحقيقة لا قيمة علمية أو تاريخية لأي كلمة فيها لأنها تعتمد على مصادر شوفينية فلسطينية متعصبة لا تعلم شيئاً عن تاريخ الشرق الأوسط , فراس السوّاح هو مؤرح النظام السوري وأغلب طروحاته تم تفنيدها على كبار الباحثين الأمريكان والألمان في زياراتهم للعراق والشرق الأوسط يبدو أنك لا تستطيع أن تفهم أن الشرق الأوسط كان يتحدث الآرامية لأنها كانت لغة عالمية والتوراة كان مكتوباً بالآرامية قبل ان يكتب بالعبرية , نحن نتحدث عن تارح والد ابراهيم الخليل وحافظ أسرار الوجود البشري التي نقلها لابنه واختار مكاناً مقدساً لحفظها وطوال حقبة تاريخ الكنعانيون والعبرانيون كانت لغة الدولة الرسمية لهذه الشعوب هي الآرامية فإذا كان فراس السوّاح لا يعلم المعنى الآرامي لكلمة سوريا فكيف يمكنني اعتباره مؤرخاً كما قلت لك الحديث عن التاريخ وتثبيته يتطلب زيارة ما لا يقل عن ستة متاحف عالمية ورؤية المخطوطات قبل ترديد ما يكتبه الفلسطينيون في المجلات التي اعتبرتها مصادر تحياتي


9 - ملاحظة مهمة
سامر علي ( 2014 / 5 / 19 - 10:39 )
عندما تقرأ لأي كاتب يدعي أنه ملم بالتاريخ عليك أن توازن في المصادر أولاً وثانياً عليك قراءة سيرة من يعتبر نفسهُ مؤرخاً فإذا لم يغادر بلده ولم يطلع على أي أثر كالأهرامات وزيارة المتاحف أعتقد أن قذف الكتاب الى سلة المهملات هو أفضل بكثير من ضياعة ساعة في قراءته

اخر الافلام

.. الانتخابات التشريعية بفرنسا.. ما مصير التحالف الرئاسي؟


.. بسبب عنف العصابات في بلادهم.. الهايتيون في ميامي الأمريكية ف




.. إدمان المخدرات.. لماذا تنتشر هذه الظاهرة بين الشباب، وكيف ال


.. أسباب غير متوقعة لفقدان الذاكرة والخرف والشيخوخة| #برنامج_ال




.. لإنقاذه من -الورطة-.. أسرة بايدن تحمل مستشاري الرئيس مسؤولية