الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مِرساةُ الكون

حنان بن عريبية
كاتبة

2014 / 5 / 18
الادب والفن


وكل نفس لا تبحر في نفسهاَ
أصابني منها المللْ و التّعَبُ
و كل ذي بشرٍ لا يقرأ سطور الكونِ
في بعده يكون العقلُ معتمرُ

و كل من شاع صوته كذباً
طرب له النحاس لا الذَّهبُ
في الحياة أربابُ معرفةٍ
لا هوامش ماضٍ منصرِمُ

و ذرني إن لمتَ هجري لمعرفتِكَ
متى في هجر الجاهل لَوْمُ
سجيّتي في البعدِ أحقُّ
و بقائي مع فيهِ الباطلِ علَّةٌ و كلَلُ

أيا دنيايا رأيتُ فيك رجسا
ما كدَّر حالي و حولها عطبُ
لأياَّمي كانوا صيادينَ
و كنت صائبة فيما خطه القلمُ

دعْ عنكم الأحاديث و المواعظَ
و نفوسكم خرساءَ عند الحقِّ تضطربُ
علِمتُ منكم زهاءَ سنةٍ
ما تفرِّ من بعده الروح و الجسدُ

فهلاَّ أنصفتم ما حقَّ إنصافه
و أصلحتم من أصبتموه عبثُ
بلغتم الظلم حدًّا لا يطاقْ
و كنتم في ميزان العدل خلل

حتى الثكلى طالتها شروركم
و همستم أنها متعة و نصب
و لا ضيْر في مضاجعتها
حتى و إن كانت تنتحبُ

أراكم كالضّواري لا فيكم خير و لا أملُ
أفسدتم نورَ غسقِ الفجرِ
فلا يُرجى منكم بعدهُ
لا الصّفح و لا المحبّةُُ

ليلِي و إن طالت حلكتُهُ أهون من قربكم
فقربكم فيه العجز و المرض
بعدي عنكم نعمةٌ
و قربكم مقتٌ و كربُ

زيّنتُمْ وجوهكم بالشهامة و المروة
و كنتم لناري حطبُ
أياَ نفسي فيك مرساةُ الكونِ
فكيف أعاشر قلوباً للحب تفتقِرُ

و كيف أُرحب بهم من جديدٍ
وهم جعلوا توهجي يفنى و يحترقُ
فكم من سفيه جحد بلؤمه
نكر الاحسان و الكرم

وكم من مقتدر على الأذية
لا يخشى العالي القادر
لن يحزنني فراق الناس
فمعاشرة بعضهم افك و ندم

ولن تترنح عزيمتي
فالكون مرساتي و الصبر
حروفي و ان نضبت مياهها
فلا القلب يبكي و لا العين تدمع

و قلمي و إن جف حبره
فلا اليأس يطالني و الفزع
و إن كان لغوهم فيه مصلحة
فعالم بخساستهم القادر المقتدر

و إن كان قربهم غنيمة
فالوحدة أشهى الي و أطيب
و إذا حجبوا نور الشمس عنى
ففي ثنايا نفسي القمر بدر مكتمل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى