الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العودة الى الثوابت فيي ظل العواصف!!!

يحيى رباح

2014 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


علامات على الطريق
العودة الى الثوابت فيي ظل العواصف!!!

أحداث المنطقة العربية انطلقت فعليا في نهاية 2010 في ظل ارهاصات وتحولات لا تتجاهلها الا العقول الجامدة ، فقد كانت هناك نتائج غزو العراق واسقاطه في فوضى الصراع الطائفي والعرقي وتوهم الدول العربية التي شاركت في ذلك الغزو بانها فريق المنتصرين ،ولم تريد الاقتناعبانها موضوعيا مع فريق الخاسرين .
ثم توالى سقوط الققلاع العربية دون ان ينتبه النظام الاقليمي العربي الى عمق وشمولية ما يجري داخله وحوله في المنطقة ،فكانت الأثار العميقة في اليمن ،وكان الانقسام الفلسطيني ، وكانت احداث البحرين ، وكانت التجزئة بالسودان ، وفقدان الحد الادنى من الاستقرار في لبنان ، وصولا الى مرحلة الانهيارات الكبرى ،والظاهرة التي تكرست خلال ما يزيد عن ثلاث سنوات ونصف ان النظام الاقليمي العربي كان عاجزا عن فعل اي شيء في توجيه هذذه الاحداث ، وليته اعترف بالعجز الى ان تاتيه لحظة قوة ، بل خدع نفسه بالمشاركة سلبيا في هذه الاحاث التي لم يكن هو صانعها !!!
ربما لم يكن ذلك التدخل العاجز عن سوء نية ، بل كان من قبيل البحث عن دور اي دور ، او اسداء خدمة للحلفاء الدوليين ،او الثأر بمعناه الجاهلي من عداوات صغيرة سابقة بين الدول العربية ، ولكن النتيجة كانت وما تزال وبالا على الجميع ، ويكفي ان نعطي المثال الاكبر ، بان اعلى مؤسسة للعمل العربي المشترك وهي القمة العربية قد انعقدت منذ نهاية 2010 حتى يومنا هذا اربع مرات دون ان يصدر عنها قرار واحد ذو شان في تغيير وجهة الاحداث ، بل كانت جميعها قرارات تسلم بما يجري وتعطي للفاعليين الاصليين الكبار الحرية والغطاء فيما يفعلون .يوجد لدينا الان اشارات تدل على بداية جديدة ، نوع من المراجعات ولو بصوت خافت واعادة للحسابات وترتيب الاولويا لاسباب كثيرة ،لعل اهممها ان اولويات القوى الدولية لم تكن متطابقة مع ما قدمناه الان ،انظروا ماذا يجري في ليبيا ان تضييق الخناق على الهجررة غير الشرعية يفوق في الاهمية لدى اوروبا كل الاولويات العربية !!! وانظروا ماذا يجري في سوريا حيث وحدة سوريا وبقاء الدولة السورية لدى روسيا والصين هي موضوع الصراع القائم على زعامة النظام الدولي الحالي ، وحيث ايران تععلن صراحة ان حدود امنها القومي تصل الى سوريا وجنوب لبنان في حين نتجاهل عربيا ان حدود الامن القومي العربي يجب ان تبدا من خرسان واسيا الوسطى !!!
وسط هذه الانهيارات الكبرى ثبت ان القلاع الرئيسية في الوطن العربي اقوى مما كان يعتقد الجميع والنموذج الاول هو مصر التي تكالب عليها الارهاب من الداخل والخارج ولكن الدولة المصرية بحماية جيشها الكبير ضربت المثل في الصمود ،وكذلك الحال مع القلعة الشمالية وهي سوريا ، فقد اثبتت ان لديها مخزون من الصمود والقوة والتماسك يفوق كل التوقعات ، وان الجيش السوري حتى في عيون اعدائه يستحق الاحترام والاعتبار .
في ظل هذه الاحداث :شكل اليمين الاسرائيلي الديني والعلماني حكومتين بقيادة نتنياهو ، وحشد في هاتين الحكومتين ذروة العنصرية والعدوانية على اعتبار ان سقوط القلاع الرئيسية في النظام الاقليمي العربي سيمنح اسرائيل كامل الفرصة لانهاء القضية الفلسطينية !!! ولكن صدمة اليمين الاسرائيلي ان هذا لم يحدث ،وان اسرائيل اصبحت في حالة انكشاف ، بل وامام احتمالات اكثر مما كانت تعتقد .
امام هذه البانوراما :
كيف نعود عربيا الى الثوابت ؟؟؟ كيف نستعيد سوريا قلعة رئيسية للامن القومي العربي ؟؟؟ كيف نخوض المعركة بالكامل الى جانب مصر ،كيف نعود الى فلسطين قضية مركزية موحدة هي منذ بدايتها جوهر الامن القومي ؟؟؟ كيف نستفيد من فوران الاحداث باادة اكتشاف ذاتنا ،كيف لا نحجر على الادوار العربية سواء جاءت من دول صغيرة ام كبيرة وتجعل التنافس يدور ايجابيا وليس سلبيا ؟؟؟
هذه الاسئلة مطروحة الان موضوعيا ،حتى لو تجاهلناها فسوف تظل تدوي بحثا عن اجوبة ،وربما تكون الاجوبة الشجاعة عن هذه الاسئلة ، هي المعادل الموضوعي الوحيد المقبول لما دفعناه في هذه السنوات العجاف على مستوى الدمار والدماء .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا