الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيصل القاسم والثورة الأمريكية في سورية

محمد جمول

2014 / 5 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


فيصل القاسم
والثورة الأمريكية في سورية

في واحدة من أحدث مقالات فيصل القاسم في جريدة " القدس العربي"، يشعر
القارئ أنه أمام مجموعة من الهلوسات والهذيانات التي لا يراها إلا في الكوابيس التي تتلو عشاء دسما مبالغا فيه. فبعد أن يحدثنا عن فرادة " الثورة " السورية واستثنائيتها من حيث الطهر والنقاء والسلمية وشعبيتها الكاسحة التي جعلت كل الشعب السوري ينخرط فيها، يكمل تناقضاته بالقول إن الأمريكيين تخاذلوا وخذلوا هذه الثورة. ويضيف لو أن الأمريكيين أرادوا انتصار هذه الثورة لكانت انتصرت وأسقطت النظام في سوريا، كما أن فشلها وعجزها كان بقرار أمريكي أيضا. ويستشهد فيصل القاسم بتجربة المعارضة العراقية حين جمعهم الأمريكيون في لندن وأبلغوهم أنهم مجبرون على التوحد تحت السوط الأمريكي وأن هذا هو الخيار الوحيد أمامهم. ولكن لم يقل لنا فيصل القاسم لماذا قال الأمريكي لمعارضته السورية في موقف مماثل" كلوا خ...." فلماذا كان الموقف مختلفا عما حصل مع المعارضة العراقية؟هل لأن بضاعته السورية كانت رديئة إلى درجة إهانتها بهذه الطريقة، وأن البضاعة العراقية كانت أفضل؟ أم لأن الظروف الدولية مختلفة كل الاختلاف؟ وهذا ما أخفق مقاولو الثورة السورية من أمثال القاسم وعزمي بشارة وبرهان غليون في إدراكه، أو كانوا يعرفونه وأخفوه عن أتباعهم الذين بدأوا يسألونهم: لماذا ورطتمونا في هذه المآسي وأنتم تعرفون أن النصر والهزيمة بيد الأمريكي والإسرائيلي؟ ولماذا كان علينا أن نخسر بيوتنا وأرزاقنا وأولادنا بينما انتم تنعمون بأمان الفنادق وحسابات البنوك؟ لماذا لم تقولوا لنا إن الأمريكي لا يفكر إلا بمصالحه، وتدمير سوريا مصلحة أمريكية كما يروي هيثم مناع عن السفير الأمريكي؟ لماذا لم تقولوا لنا إن الأمريكي ومعه كل أعداء الشعوب عبر التاريخ لم يعودوا قادرين على خوض الحروب بعد هزائمهم العسكرية وأزماتهم الاقتصادية، وأن أهم ما يمكن أن يفعلوه هو إدارة حروب الآخرين ضد بعضهم إلى درجة الإنهاك أو الفناء، وبيع السلاح الذي تدفع ثمنه بعض دول الخليج؟ أليس هذا ما يجري في سورية والعراق وليبيا واليمن وتونس....؟
أما كان يمكن أن يعفونا من رؤية منظر المقاتلين السوريين وهم يرمون أسلحتهم من الرشاشات الخفيفة وقواذف الأر بي جي بكل أدب وهدوء قبل أن يغادروا حمص مخفورين بعناصر الجيش العربي السوري. أما كان يمكن توقع هذا المشهد قبل شهور، وإعفاء السوري، أيا كان موقفه، من هذا المشهد الذليل؟ وهل بقي في هؤلاء ما يكفي من العقل للتفكير في إنقاذ ما بقي من الأرواح والأرزاق وماء الوجه؟ أم أن حنفية التمويل لا تزال مفتوحة لهؤلاء الذين يكدسون الأموال من التجارة بدماء وأعراض السوريين؟
أم أن أوهام استجابة إسرائيل لدعوات اللبواني وائتلافه الذي لم يعترض على اعتبار إسرائيل قوة تحرير في سورية وحليفا للسوريين، لاتزال تشدهم إلى المزيد من حفلات التدمير الجنوني لسوريا؟ في البداية، ربما استخف كثيرون بما حدث في حمص خلال الأيام الأولى من هذه "الثورة" المجهولة النسب. في حينه استغرب الناس كيف يُرفع العلم الإسرائيلي ويُحرق علم حزب الله الذي لم يكن له أي دور أو وجود في سورية. إلا أن التطورات اللاحقة أثبتت أن كل شيء كان مدروسا ومحسوبا. لقد جاءت التطورات اللاحقة لتثبت ذلك، ومنها استضافة جرحى هذه الثورة وزيارة نتنياهو لهم في المشفى ثم تدريب رئيس أركان الجيش الحر( النعيمي) في اسرائيل.
هذا بعض ما تم الكشف عنه حتى الآن عن العلاقة بإسرائيل. وستتكفل الأيام المقبلة بكشف الباقي ليقتنع الجميع أن أمريكا هي إسرائيل وأن من يطالب أمريكا بصناعة ثورة له على النموذج الليبي، هو في الحقيقة يطالب إسرائيل بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن من أرادوها ثورة من أجل الحرية والديمقراطية لم يكونوا سوى حالمين مغفلين يسيرون بالبلد إلى جهنم على طريق مفروشة بالنوايا الحسنة أو خبثاء كانوا بانتظار البترو دولار والإحسان الأمريكي الإسرائيلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف