الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لتوفيق الطيراوي .. نعم لدولة واحدة !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2014 / 5 / 18
القضية الفلسطينية


قد يبدو العنوان مبتذلاً، ولكن الحقيقة هي أن العثور على شخصيات قيادية فلسطينية تؤكد على الحق الكامل في عودة اللاجئين يعد أمراً نادراً وطاريء على القيادة الرسمية الفلسطينية خاصة لدى من يعتقدون أن حق العودة مجرد " هراء " !

والسيد الطيراوي ليس فقط عضو لجنة مركزية بحركة فتح، بل وهو من الأشخاص الذين حصلوا في كعكعة أوسلو على مرتبة عالية جداً، فقد كان يشغل منصب رئيس جهاز المخابرات في الضفة الغربية، وبالتالي، فهو من ندرة الناس الذين لم يأسرهم الراتب الفخم والامتيازات الشخصية، على عكس ما حدث مع العشرات إن لم يكن مع السواد الأعظم ممن شغلوا مناصب كبرى بالسلطة، ولهذا كان واجباً تحية هذا الإنسان لما يمثله من روح خلاقة في تحدي الخطاب السياسي السائد الذي تكلس وتحجر عند شعار الدولة الفلسطينية على حدود 67، مع أن حدود 67 قد تم التهام معظمها بالمستوطنات والطرق الالتفافية والجدار، ما يعني أن القيادة الرسمية الحالية، تقبل بدولة على أقل من 13 % من فلسطين التاريخية مع التبرع المجاني للحركة الصهيونية بالتنازل عن حق عودة اللاجئين.

ما قاله الطيراوي لصحيفة هآرتس الإسرائيلية:
http://www.milad.ps/arb/index.php/news/View?id=76283

من الممكن الحديث بالطبع عن معيقات الدولة الواحدة، وأهمها عنصرية الحركة الصهيونية المسلحة بأجهزة الدولة والجيش والمستوطنين، خاصة في ظل تنامي نزعات الكراهية للعرب " الجوييم "، ثم يتهمون غيرهم بـ " اللاسامية " !

الصهيونية صادرت الدين اليهودي وأصبحت المتحدث الوحيد باسم اليهود في العالم، وهي تدعي بأنها المنقذ الوحيد لليهود من نزعات الكراهية ضدهم، وهي التي صنعت اعتقاداً خاطئاً يحول الانتماء الديني إلى قومية أو عرق، رغم وضوح انتماء اليهود في العالم للعديد من القوميات المختلفة الأصول، فمنهم الأوروبي " الأشكناز " والشرقي " السفارديم "، ومنهم اليهود العرب. يشار في هذا السياق إلى أن مركز أبحاث بريطاني قد أثبت مؤخراً انتماء اليهود الأشكناز إلى أصول وراثية أوروبية طبقاً لاختبار الحمض النووي وليس إلى الأصول الشرق أوسطية كما تفترض الرواية الصهيونية.

من جهة أخرى – مهمة جداً – فإن الرواية الصهيونية حول مملكة يهودية مزعومة قامت في يهودا والسامرة تكذبها الأدلة الأركيولوجية التي تنفي وجود سور لمدينة أريحا في حقبة يوشع بن نون ! لكن لا يجب أن ننسى أن الرواية الصهيونية ذاتها مدعومة ( ليس بالتاريخ ولا بالآثار التوراتية ) بل بالدبابات وطائرات الفانتوم الأمريكية، أي أن الصهاينة يعتمدون حق القوة وليس قوة الحق !

في الواقع أن الرواية الصهيونية أو ما تصطدم إلا بزعم أن فلسطين أرض بلا شعب، وهي كذبة كبيرة نشروها في أوروبا والعالم لكي يشجعوا اليهود على الهجرة إلى فلسطين، لأجل أن تقام دولة " يهودية "، ولا نعلم ما حاجة اليهود إلى دولة، فرجل يهودي مثل بيل جيتس يعتبر من مبدعي العالم يعيش في الولايات المتحدة كمواطن أمريكي، فما الذي تضيفه لحياته دولة إسرائيل ؟! ما الذي أضافه قيام إسرائيل إلى الفنانة المصرية ليلى مراد ؟؟! العالم الفيزيائي العبقري ألبرت آينشتاين رفض الهجرة إلى إسرائيل وترك رسالة ينتقد فيها الديانة اليهودية !

لا يجب إنكار أن من بين اليهود الكثير من المبدعين والعلماء ( قديماً وحديثاً )، وأنه يجب ذكر معلومة هامة تتعلق بالجبن والشجاعة، فحين يشاع بين العرب أن اليهود جبناء ويحرصون على الحياة، يجب أن يقال أن الحرص على الحياة هو ميزة نفتقدها نحن كعرب، وأن هذا الحرص ليس مرادفاً للجبن، فاليهود كانوا يحتلون المرتبة الخامسة عشر من جهة تعداد السكان بالنسبة للأقليات في روسيا، ولكنهم احتلوا المرتبة الخامسة في الأوسمة والرتب العسكرية في الجيش السوفييتي، وهذا يعني أننا لم نفهم الكثير عن حياة اليهود ولا عن المحرقة ولا عن بطولتهم في مواجهتها !

لكن السؤال الذي يجب أن يوجه لجميع الإسرائيليين هو ما ذنب الشعب الفلسطيني الذي يسكن هذه الأرض منذ آلاف السنين ؟؟! ما ذنبنا في المحرقة التي ارتكبتها النازية لكي ندفع وطننا فلسطين ثمناً لتلك الجريمة البشعة ؟؟! بصرف النظر عن ردة فعل الفلسطينيين في رفض مبدأ التقسيم سنة 1947 لكن ما ذنب المدنيين والقرويين لكي ترتكب العصابات الصهيونية أكثر من 50 مذبحة ذهب ضحيتها 40 ألف نسمة ؟؟! لماذا تم تهجير 531 قرية ومدينة ؟؟؟ لأن قيادتهم رفضت التقسيم ؟؟! هل هذا مقنع حقاً ؟؟!

من المعيقات التي تواجه حل الدولة الواحدة هو تلك الأجيال الإسرائيلية التي ولدت هنا في فلسطين ولا تعرف وطناً سواه، بأي منطق نطالبهم بالعودة إلى بلاد أجدادهم ؟؟ إن على أي باحث عن السلام في هذه الأرض أن يتعامل مع الأمر الواقع، وهو أن هناك شعبين يتصارعان على قطعة أرض واحدة .. الحل الوحيد هو التعايش معاً بسلام، تماماً كما عاش اليهود الفلسطينيون هنا منذ آلاف السنين. لماذا يجب على الفلسطيني أن يقتل الإسرائيلي وأن على الإسرائيلي أن يقتل الفلسطيني ؟؟! لماذا استمرار القتل منذ 1948 وحتى الآن ؟؟!

يقول درويش:

السلام هو رثاء فتى ثقبت قلبه شامة امرأة
لا رصاصٌ ولا قنبلة ..
السلام هو غناء حياة هنا في الحياة
على وتر السنبلة !

نعم علينا أن نتجه لتغيير الميثاق الوطني الفلسطيني نحو هدف إقامة جمهورية فلسطين الديمقراطية على كامل التراب الوطني، ويجب أن يمنح الأمل لحياة جديدة لجميع مواطني هذه الأرض من المسلمين واليهود والمسيحيين والدروز والشركس والأرمن، ففي هذا التنوع الحضاري ما يجعل من فلسطين واحة غناء تقدم الكثير للعالم من حولها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: إسبانيا تكتسح جورجيا وإنكلترا تفوز بصعوبة عل


.. الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية: نتائج ودعوات




.. أولمرت: إذا اندلعت حرب شاملة مع حزب الله قد يختفي لبنان.. وا


.. إسرائيل تتحدث عن جاهزية خطط اليوم التالي للحرب وتختبر نموذجا




.. ميليشيا عراقية تهدد باستهداف أنبوب النفط المتجه إلى الأردن|