الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة والعنف

كوسلا ابشن

2014 / 5 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الثورة والعنف

النظرية الماركسية اللينينية تأمن بان الثورات على الانظمة الاستغلالية الاستبدادية لا تتحقق الا بتوفر شرطين ضروريين لقيام الثورة وهما الظروف الموضوعية والظروف الذاتية , الظروف الموضوعية ينتجها النظام الطبقي الاستغلالي الاستبدادي في البلدان الطبقية و منها كذلك البلدان السيطرة الكولونيالية المباشرة او التابعة .
عبر صيرورة التطور الاقتصادي و ما ينتج عنه من تفاقم الفوارق الطبيقية بين الشرائح الاجتماعية المسحوقة والفئات الاجتماعية الاستغلالية وازدياد القهر الاجتماعي والاستبداد السياسي ومعانات الجماهير الشعبية في بنية النظام الاستغلالي وازماته المتلاحقة , تدخل فيها قوى الانتاج في تناقض مع علاقات الانتاج وتؤدي الى تحطيم النظام الطبقي الاستغلالي في جدلية مع الذات الفاعلة , ورغم توفر العامل الموضوعي الا ان الثورة لا تأتي بشكل ميكانيكي , حتمي , بل تقوم عبر صيرورة النضال الذي تخوضه الفئات الاجتماعية المسحوقة الواعية , وقيادتها الثورية المنظمة القادرة على تحفيز المسحوقين على النضال الهادف , والقادرة على ضبط اللحظة الحاسمة لاندلاع الثورة وتحقيق التحول الثوري والتغيير المنشود بفعل الدور الاساسي للذات الفاعلة .
ليس كل قفزة نوعية في تطور المجتمع و ليس كل انقلاب مجتمعي ثورة , يفهم بالثورة الاجماعية تلك القفزة النوعية في تطور المجتمع التي تؤدي الى احداث تحول وانتقال من نظام اقتصادي – اجتماعي قديم الى نظام سسيو – اقتصادي جديد , ومع الثورة يتحقق تحول جذري في المجالات الرئيسية في المجتمع, الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية .
الميزة الرئيسية للثورة هي انتقال السلطة الى ايدي القوى الثورية الجديدة لتحطيم هياكل النظام القديم وبقايا جند الثورة المضادة المحتملة .
الثورات في المجتمعات الطبقية المستقلة طبيعتها اجتماعية , اما الثورات في المجتمعات الخاضعة للكولونيالية فهي ناتجة عن الصراع بين الاستعمار وعملائه الرجعيين المحليين من جهة وبين القوى التحررية من جهة اخرى , هذا الصراع الذي يأخذ منحى مضاد العلاقات الاستغلالية ونافيا لها وبالتالي يدخل في صراع ضد القوى الامبريالية المساندة للانظمة الكولونيالية , ولذا فكذا النوعيين مرتبطين ومدعميين الواحد للثاني , فالاطاحة بالانظمة الاستغلالية تقدم مساعدة للشعوب المحتلة المضطهدة وتأثيرها الحاسم في نوعية نضال الحركات التحررية ( الوطنية ) وتطويره لحالة الانتقال في اللحظة الحاسمة للعنف الثوري واعلان الثورة على النظام الكولونيالي .
العنف نتاج المجتمع الطبقي الذي يفرض من خلال العامل الاقتصادي اوغيره من الوسائل ( القانون , المؤسسات السلطوية , البوليس , ... ) لارغام اغلبية الشعب للخضوع للشرائح الاجتماعية المهيمنة ولذلك فالعنف السياسي والاجتماعي والنفسي يستند على العامل الاقتصادي المؤسس على الملكية الخاصة , يمارسه جهاز الدولة لحماية المصالح الطبقية للشرائح المهيمنة ( بورجوازية , اقطاعية ... ) , عنف اقلية مسيطرة , استغلالية , مهيمنة على كل الثروات , ممارسته غير شرعية لكونه موجه ضد اغلبية شعبية مضطهدة ومظلومة ومحرومة من كل الحقوق .
الاقلية الاستغلالية بجانب اجهزتها القمعية , تقوم بتكوين مجموعات وعصابات ارهابية تقوم بتعنيف القوى الشعبية وترهيبها ( العنف الرجعي ) للحيلولة دون مواصلة الدفاع عن حقوقها المشروعة في التقسيم العادل للثروات والقضاء على استغلال الانسان للانسان وبناء المجتمع الخالي من القهر الطبقي والقومي .
العنف الثوري هو اداة التغيير و التحول الثوري , مورس عبر التاريخ باعتباره الوسيلة الضرورية في التغيير الاجماعي , وقيام انظمة سسيو – اقتصادية جديدة ونهاية لانظمة قديمة , عنف تمارسه القوى الشعبية وطليعته الطبقية ( اغلبية الشعب ) ضد الاقلية الاستغلالية المضطهدة للاغلبية الشعبية .
التجارب العالمية عبر التاريخ بينت استحالة تخلي الفئات الاجتماعية الاستغلالية و الاستبدادية عن السلطة سلميا وبارادها ولذا فارغامها للتخلي عن السلطة لا يأتى الا باستعمال القوة باي شكل من اشكال العنف المرتبط بظروف المعينة للثورة هدفه الاساسي الاطاحة بالنظام السوسيو – اقتصادي والسياسي القديم وتغييره بنظام جديد بقيادة القوى الثوية القادرة على ايصال مهمتها التاريخية حتى النهاية لصالح الاغلبية الشعبية .
العنف والقهر الاجتماعي والسياسي اساسه اقتصادي في كل البلدان , الا ان الاختلاف يكمن في طبيعة القوى الممارسة للعنف والقهر , بين ممارسة العنف في البلدان الاستغلالية المستقلة وممارسته في البلدان الكولونيالية , ففي هذه الاخيرة تعاني اغلبية الشعب من عنف وظلم مزدوج , عنف السلطة الكولونيالية ليس في جانبه الاقتصادي والسياسي حسب بل في شكل محو الوجود المستقل للمستعمر ( فتح الميم ) , بالاضافة لعنف القوى المحلية الرجعية العميلة للكولونيالية .
السلطة الكولونيالية تمارس العنف والقهر السوسيو – اقتصادي والسياسي والنفسي , العنف العرقي المصبوغ باللون القانوني يمارس بشكل اللاانساني ولا طبيعي في استعباد واذلال للشعب المحلي واغترابه عن ذاته ومنتوجه المادي والثقافي . بجانب العنف الرسمي او السلطوي , تنشط الكتائب والعصابات الغير النظامية في ممارسة العنف ضد من هو غير منتمي الى تخميناتها المفاهيمية من جهة ومن جهة اخرى ضد من تراهم اعداء لوجودها العرقي وسيطرته المطلقة , ونصنف في خانة الايدي الضاربة للمخزن العروبي الغير النظامية , العصابات التحريفية في الجامعة المروكية وخارجها .
ممارسة العنف للعصابات التحريفية تخدم استمرارية الكولونيالية كضرورة وجودية سلطوية محسومة بين اطراف البنية الكولونيالية , وهدف العنف الرجعي للتحريفية ترهيب الجماهير الشعبية واعاقة نشاطها من مواصلة دربها النضالي الهادف لانهاء الاستبداد والاستغلالي والتهميش والاقصاء الكولونيالي , وما ممارسة الصبية التحريفية العروبية داخل الجامعة المروكية من عنف رجعي ممارس بصفة عامة ضد كل من لا يشاركها في توجهاتها الصبيانية وتخميناتها الطوبوية وبواسطة اسلوبها العنفي تنفي التعدد والرأي الاخر , وهذا العداء والنفي يشمل حتى اوساط من داخل بنيتها الاثنو – ثقافية , فصراعها ضد احد مكوناتها الاثنو- ثقافية ( صراع الالحاد والايمان السماوي ) , نتج عنه قتل صبية التحريف العروبي لطالب اسلامي , وهذا ما أثار قلق السلطة الكولونيالية الموجهة للصراع والعنف , في خطورة خروج احد بيادقها في الجامعة عن خطتها المرسومة في توجيه الصراع والعنف , الذي رسمه المخزن و اراد ان يكون له الدور الحاسم في انهاء للعمل النضالي الامازيغي داخل اسوار الجامعة الا ان العاهات المستديمة وعلامات جروح السيوف على اجسام المناضلين الامازيغ لم تمنع اشطتهم النضالية السلمية .
عصابة الصبية تطبق اوهامها وتحريفاتها المفاهمياتي من حين الى اخر ضد الجميع حتى ولو كان الضحية اخوة في لعرق والهدف دون الرجوع للمحرض المخزني .
ما تمارسه العصابات العروبية داخل الجامعة من عنف هو مضاد لمفهوم الماركسية – اللينينية حول العنف الثوري ودوره الفعال في ازالة الانظمة الرجعية , و تعد العصابات العروبية جزء من هذه الانظمة الرجعية وايديها الضاربة في الجامعة .
اسلوب العنف رسمته السلطة وهو نابع من الموقف القومي للبنية العروبية ( السلطة ومكوناتها ) المعادي لحركة التحرر و المقاومة للسيطرة الكولونيالية العروبية سواء داخل اسوار الجامعة او خارجها .
استعادة الحرية والكرامة والاستقلال الاقتصادي والسياسي لا يأتي الا بالعنف الثوري المشروع ,( ما دام استحالة الانسحاب السلمي ) للقضاء على العبودية والاستبداد والاغتراب والنهب الغير المشروع لثروات الشعب و ما هو اساسي وضروري في ممارسة العنف الثوري عند المناضلين الامازيغ هو القضاء على السلطة الكولونيالية العروبية اللقيطة .
المشروع الامازيغي تحرري ثوري وتقدمي معادي للكولونيالية وعملائها ومرتزقتها ومضاد للامبريالية مخططاتها الرجعية المعادية لحرية الشعوب واستقلالها , مواجهة العنف الاستعماري بعنف مضاد ثوري , ثورة شعبية كونها ضرورة تاريخية لتحقيق الهدف الاستراتيجي , اندلاعها مرتبط بالواقع الملموس ومعرفة اللحظة الحاسمة لاندلاعها بعنف ثوري في مواجهة الاستعمار وعصابات الثورة المضادة المتربية على العنف الرجعي في الجامعات والثكنات المخزنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تستعد لتغيير حكومي تاريخي وتوقعات بأن يطيح حزب العم


.. الانتخابات البريطانية.. قبل ساعات من التصويت توقعات بتفوق حز




.. أخبار الساعة | حزب العمال في طريقه لفوز تاريخي في الانتخابات


.. أستراتيجية الحرب بين أمريكا وإيران - د. م. سفيان التل.




.. البيت الأبيض يسارع لنفي تقرير نيويورك تايمز حول انسحاب بايدن