الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وأنا انتخب ...فرحت ثلاثاً.... وبرجل ديناميكي إسمه سامر محمد

فاروق صبري

2014 / 5 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رنّ تلفوني وكان الصوت قادم من الوطن صوت الإعلامية الراقية شيماء صميم وهي تقول لي ، أنت على الهواء مباشرة مع اذاعة الناس البغدادية ، حدثنا عن أجواء الانتخابات عندكم .... قلت : في هذه الجزيرة البعيدة وضع أول عراقي الدكتور خليل الجنابي واولى عراقية هي السيدة زهرة محمد علي باقر – أم ميض الحكاك ) وهي زوجة الشهيد ( إبراهيم الحكاك) أوراق الإقتراع الاولى في اول صندوق الانتخابات المركز الذي افتتح حديثاً في اوكلاند - نيوزلندا و سجل بدء الانتخابات السبق الاول في العالم والعراق.
وبالنسبة لي غمرتني ثلات حالات من الفرح ، فرحة حريتي وأنا اشارك لأول في انتخاب من أتمنى واشعر بانه يساهم في إنتشال العراق من جحيم الفاسدين واللصوص والقتلة ..
أما الفرحة الثانية وهي التي أزاحت من روحي غبار سنوات المنافي ، هي فرحتي بإبنتي رهام صبري وهي تنتخب لعراق لم تولد فيه لكنها تأمل بان تعيش فيه بآمان وحرية ، عراق التحضر والتمدن .
إنقطع الأثير مع إذاعة الناس البغدادية قبل أن اشير إلى الفرحة الثالثة وهي الاخرى شحنتي بالتفاؤل من أن العراق لا يخلو ابداً من أمثال سامر محمد عبدالمحسن وهو موظف أرسلته المفوضية العليا للانتخابات من أجل فتح مركز إنتخابي وفور وصوله أجرى مقابلات مع عراقيين كي يعملوا بعد تدريب إمتد نحو 15 يوم أو أكثر تعلم هؤلاء وبثقة عالية كيفية إجراء الإقتراع وكان سامر لوحده تقريبا يدير حوالي 36 موظفاً بإسلوب مدّرب يمتلك الخبرة والمعرفة ويتصف بأخلاق عالية وبهدوء جميل وهناك أمثلة كثيرة ولنأخذ مثالا واحداً .. في داخل مركز الإقتراع سمعنا شخصاً يصرخ لعدم قبول وثائقه كي ينتخب ، وكل محاولات الموظفين لتهداته وفهمه بقواعد وشروط قبول الوثائق لم تزده غير صرخات اعلى ومن ثم شتائم ووووووو وفي اللحظة وصل سامرعند هذا الشخص وباسلوب راق ولغة هادئة وبوجه مبتسم فرّغ كل غضب هذا الرجل وجعله يترك المركز بسلام .
خلال يوميات التدريب إلتقينا جميعاً كعائلة عراقية متنوعة الإنتماءات القومية والدينية والطائفية وهذا التنوع زادنا التفاعل من اجل إنجاح اول تجربة إنتخابية تجري في نيوزلندا وحتى جلسات الراحة ووجبات الاكل صارت فسحة رائعة مليئة بالود والإحترام والغناء وتبادل الاراء والاحاديث الشيقة والتعارف والتقارب مع بعضنا وكان جميع الحاضرين يعملون بجد ونشاط وإخلاص حتى استوعبوا دروس وقواعد وماهية عملية الإقتراع بصورة جيدة وقد نفذوها ومارسوها في يومي الإنتخابات بصورة متقنة تقريباّ في محطات المركز الست ولعل دور أو متابعة أو إشراف الديناميكي سامر محمد كان واضحاً في الإرتقاء بعمل الموظفين إلى هذا المستوى المشرّف .
الرجل الديناميكي سامر محمد لم ألتقي به الا وهو واقف يحاور احداّ او يعطي ملاحظة يصحح خطأً وطالما رأيته يتحرك لساعات دون توقف ، يحمل الوراق والوثائق والكارتونات ويساهم في ترتيب صالة التدريب ومحطات الإقتراع ويتدخل لمساعدة مدرائها وموظفيها وحينما يحدث خطأ ما ، هفوة ما يعالج الأمر بهدوء أيوبي يحرّض الاخرين بأن يكونوا دقيقين وصادقين في عملهم وهذا صفة من صفات مالك الشئ يعطيه بمحبة وطيبة وعراقية إتسم بها هذا السامر المتألق الذي يحتاج العراق والعراقيين لحضور أمثاله في جميع صعد الحياة.
أقترح ويشاركني العراقيون هنا أن يمنح الديناميكي سامر محمد وشاح التميّز والاخلاص من قبل المفوضية ووضعه في مكانه المناسب فهو يستحق منصباً متقدماً في أية مؤسسة من مؤسسات الدولة وبهذا الإجراء تدعم المفوضية أجواءها ومفاصلها ودوائرها بالمخلصين والمختصين وتنظفها من الفاسدين والطارئين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وردة جوري عراقي
علي فهد ياسين ( 2014 / 5 / 19 - 08:23 )
وردة جوري عراقي لقلبك الجميل واخرى لسامر العراقي المجتهد النبيل , على هذه المقالة التي تدخل البهجة الى نفوسنا المتعبة من تصرفات الذين على غير شاكلة سامر , ومااكثرهم ياصديقي

دمت رائعا

اخر الافلام

.. زيارة الرئيس الصيني لفرنسا.. هل تجذب بكين الدول الأوروبية بع


.. الدخول الإسرائيلي لمعبر رفح.. ما تداعيات الخطوة على محادثات 




.. ماثيو ميلر للجزيرة: إسرائيل لديها هدف شرعي بمنع حماس من السي


.. استهداف مراكز للإيواء.. شهيد ومصابون في قصف مدرسة تابعة للأو




.. خارج الصندوق | محور صلاح الدين.. تصعيد جديد في حرب غزة