الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات الأوربية القادمة / نهاية عصر الأحزاب الكلاسيكية

سيمون خوري

2014 / 5 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات البرلمانية الأوربية القادمة
نهاية عصر الأحزاب الكلاسيكية.



تعتبر الميثولوجيا اليونانية القديمة ، الانتخابات عيداً للديمقراطية . وهو يوماً يتضمن مجموعة من الطقوس الاحتفالية ، ينتهي بتناول النبيذ احتفالاً بالفائزين. دون إطلاق عيارات نارية ولا تبادل اتهامات وشتائم . لأن صوت المواطن الانتخابي لا يباع ويشترى بكيلو من اللحم ولا بوعود زائفة . فصوت المواطن غير قابل للسرقة. ولا شرطيا يحمي مركز الاقتراع.
في أثينا جرت ممارسة أول انتخابات ديمقراطية قبل الميلاد، ويوم الأحد 18 / 5 / 14 / جرت في اليونان واحدة من أهم الانتخابات المفصلية التي ستؤرخ لفترة انتقالية جديدة من حياة ومستقبل اليونان على الصعيد اليوناني المحلي وموقعها على خارطة بلدان الإتحاد . وستجري في الأسبوع القادم إعادة انتخابات للمناطق التي لم يتمكن فيها المتنافسون بالحصول على أغلبية من مجموع الناخبين المسجلين في دوائر المحافظة والبلديات.وتحديدا محافظة وبلدية أثينا وتسالونيكي .
كما ستجري انتخابات ممثلي اليونان لعضوية البرلمان الأوربي كما هي في كافة بلدان الإتحاد .
أبرز الملاحظات حول انتخابات دوائر البلدية والمحافظات هي التالية:
تمكن اليسار اليوناني " سيريزا " من تحقيق تقدم ملحوظ على منافسه حزب " الديمقراطية الجديدة " لكن هذا التقدم ليس كافياً لإخراج خصمه من رئاسة البلديات والمحافظات . وستحسم إعادة الانتخابات في محافظة أثينا وتسالونيكي ومناطق أخرى الصراع بين القوتين المتنافستين . اليمين واليسار.
اضمحلال حزب " الباسوك " كذوبان الملح في الماء . إضافة الى حزب اليسار الديمقراطي " كوفيلي " كذلك حزب الإنذار الشعبي اليميني " يورغوس كرزا فيلي " لصالح صعود حزب أقصى اليمين الفاشي " الفجر الذهبي " الذي احتل المرتبة الثالثة في نتائج الانتخابات المحلية بسبب عاملين الوضع الإقتصادي والبطالة وتدفق الهجرة غير الشرعية.مع تقدم طفيف لصالح الحزب الشيوعي .
وبتقديري انه من المهم ملاحظة ، أن الانتخابات القادمة للبرلمان الأوربي ستضع الى حد كبير نهاية غير متوقعة لعدد من الأحزاب الكلاسيكية المعروفة في بلدان الإتحاد . أي أنها ستغير الخارطة السياسية لأوربا . ربما ليس بالشكل المطلوب، بيد أنها ستوفر أرضية أكثر خصوبة لتنامي قوى سياسية معارضة جديدة أكثر التصاقاً بمصالح الناس سواء أطلقت على نفسها اسم يسار أو مسميات أخرى.
عموماً التسمية لا تعني شيئاً بقدر ما يعني في المحصلة الأخير حجم الإنجاز ميدانياً. لاسيما على صعيد معالجة مشكلة البطالة التي تقدر بأكثر من 27 مليون عاطل عن العمل ومشكلة تزايد الهجرة الغير شرعية التي ساهمت في صعود اليمين الفاشي.
هنا يمكن الإشارة الى المناظرة التلفزيونية التي تمت في بروكسل بين خمسة مرشحين لرئاسة البرلمان الأوربي ومنهم السيد " اليكس تسيبرا " رئيس اليسار اليوناني " سيريزا " تشير الى حصول السيد " تسيبرا " على نسبة 18% في استطلاعات الرأي العام وهي أفضل نسبة حتى الأن بين المرشحين المتنافسين الخمسة . ومن المتوقع حصوله على نسبة اكبر في الانتخابات المقبلة الأحد القادم . لكن أيضاً هذا النسبة قد لا تخوله هزيمة مرشح اليمين المدعوم من البنوك والدوائر السياسية الأمريكية. إلا إذا قررت هذه الدوائر إجراء تعديلات ما على سياساتها المحلية والعالمية على ضوء التطورات الحاصلة في المنطقة . فعلى سبيل المثال شخصية مثل الرئيس الفرنسي " هولا ند "تراجعت شعبيته نتيجة فشلة في تحقيق وعودة الانتخابية وأصبح يرمز اليه كممثل من الدرجة الثالثة أو " كومبارس " لصالح السياسية الأمريكية وأمراء النفط .
وبالتالي ما هو متوقع هو زيادة كبيرة في حجم المعارضة الأوربية للسياسات الإقتصادية الراهنة ، وتحديداً لمعسكر السيدة " مركيل " المستشارة الألمانية القوية . بيد أن هذه المعارضة أيضاً ستوفر لها فرصة الابتعاد نسبياً عن المعسكر الأمريكي وأكثر قرباً من معسكر الرئيس الروسي القوي " السيد بوتين " لأن مصالحها مع روسيا الاتحادية ( 40 % من التجارة الألمانية مع روسيا ) عدا عن موضوع النفط والغاز . أهم من مصالحها مع القطب الأمريكي المتراجع عالمياً أو المتوجه نحو جنوب شرق أسيا.
طبعاً هناك كميات كبيرة من المناديل الكافية لمسح دموع الأحزاب الكلاسيكية التي أفل نجمها.سواء أكانت يساراً أو يميناً مقابل صعود تجمعات جديدة شابة أو هو بالتعبير الجديد ( اليسار الإليكتروني ) الذي يعتمد على تقنيات العصر. وليس كأحزاب المنطقة العربية المسماة " يساراً " وأمينها العام الأبدي يمارس سلطته المطلقة حتى بعد انتقاله الى رفيقه الأعلى .انتهي عصر الزعامات الفردية والفترينة السياسية ، والدكاكين الصغيرة سواء أكانت نقابية أم سياسية . حتى تلك الاتحادات النقابية الكبيرة أصيبت بمرض الهرم والشيخوخة والضمور. وتحولت الى مجرد يافطات لعمال وشغيلة وهميين .
تراجعت الشعارات الأيديولوجية لصالح البراغماتية . ماذا يحتوى برنامجك وماذا يمكن أن تقدم بشكل عملي وبنتائج محددة. هذا هو سؤال المواطن الأوربي ..؟
هنا يمكن القول أنه في حال فوز القوى الجديدة الصاعدة الى المسرح والمشهد السياسي الأوربي فهذا يعني تحولات وتغييرات جدية في الانتماءات السياسية للشارع الأوربي وبعيداً عن المظلة والهيمنة الأمريكية سياسياً .أنه عصر التحولات وموديل جديد من العمل السياسي ينتظر الساحة الأوربية سينعكس بصورة ايجابية على العلاقات أولاً مع بلدان الإتحاد الروسي . ثم لصالح تراجع البروباغندا الأمريكية فيما يتعلق بالشرق الأوسط .
في المنطقة العربية ...لا زلنا نعاني من ذات الإشكال الجوهري في تفكيرنا السياسي فما يسمى بأحزاب معارضة تفكر بعقلية حاكمها. ولم تتجرأ على طرح تقييم لعملها وتقديم رؤية وطنية مستقبلية واضحة ومحددة . ولازالت مفاصل العمل والأدوات القديمة هي التي تتحكم بصنع القرار. كما حالة الأنظمة العربية الفاشلة. فالجميع لازال يتمسك بالماضي القريب والبعيد . ولم يغادر عصر الخلافة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ الفاضل سيمون خوري تحية
مريم نجمه ( 2014 / 5 / 19 - 10:16 )
الصديق والأخ العزيز سيمون شكراً على مقالك الجديد الجميل بمعلوماته

لقد زدتنا ثقة بالتغيير السليم لمجتمعاتنا المترهلة بطغاتها وأحزابها التقليدية المنخورة والمتقاعدة عن التغيير والإنتفاضات الداخلية فكراً وممارسة

تبقى اليونان هي بارومتر التغيير في أوربا - وهي من بدأت في عام 2010 وما قبلها بالتظاهرات والإعتصامات والإضرابات ضد السياسة المحلية والأوربية ومنها انتقلت لباقي دول أوربا الفقيرة .. ومنها إلى بلادنا العربية وفجر الثورات

الإستمرار بالتغيير السليم بعناصر شابة وطنية وفكر منفتح هو ما يجب أن يستمر في مجتمعاتنا المقهورة والمذبوحة حتى الساعة مع تقييم المسيرة الصعبة

أجمل تحية .. مع التقدير


2 - الاستاذ سيمون
عدلي جني ( 2014 / 5 / 19 - 16:06 )
اعتقد ان مصلحة الفرد الناخب صارت هي مؤشر الترمومتر ولم تعد الأيديولوجيات او العقائد كما ذكرت ولكن الخطورة ان هناك احزاب يمينية صعدت كرد فعل ضد الهجرة وتوحش الاسلام السياسي ليظل العالم رهين الفكر الفاشستي سيان العروبي الفاشل او الغربي الذي يعرف من أن توكل الكتف
تحية واحترام


3 - عودة ميمونة
عبله عبدالرحمن ( 2014 / 5 / 19 - 20:25 )
تحية طيبة استاذنا المبدع سيمون خوري
تحية لقلمك المسخر لكل ما هو تنويري، وتلك هي رسالة الكاتب او المثقف الحقيقي
في عالمنا العربي اصبحت الانتخابات دلالة او مؤشر لزيادة نسبة العنف حتى صارت بعبعا نخافه
كل الاماني ان تبقى متمتعا بتمام الصحة والعافية


4 - رد الى الأحبة
سيمون خوري ( 2014 / 5 / 19 - 21:53 )
اخي العزيز عدلي جني المحترم تحية لك وشكرا على مشاركتك وتعليقك وفعلا كما اشرت انت وهو عين الصواب ان المواطن يتطلع الى مصلحتةأولاً في تأمين العمل والصحة والتعليم. وهذا هو المقياس العام تحية لك وشكراً على مرورك.
اختي السيدة عبلة المحترمة تحية لك وشكراً على شعورك الطيب. في عالمنا العربي نتمنى أن تنتقل عقلية المواطن من عقلية القطيع . والتعامل مع الأحداث عبر المشاعر العاطفية أو الدينية الى التعامل مع الحدث من موقع حقوق المواطنية. واحترام الرأي الأخر. عندها يختفي العنف من قاموس المواطن. تحية لك ولمشاركتك


5 - الاستاذ سيمون خوري المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 5 / 20 - 05:31 )
تحية و سلام و محبة و احترام
اسعدتنا اطلالتك هذه متمنين لك و لكم السلامة و تمام العافية
اعرف ان وقتك الكومبيوتري قليل لكن اسمح لي ان اقدم الرابط التالي و يخص الانتخابات البلدية الفرنسية و اجابة على سؤال
؟لماذا سانتخب اليمين المتطرف
اكرر التحية لكم و التمنيات براحة البال و تمام العافية
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=408336


6 - صديقي الاخ عبد الرضا المحترم
سيمون خوري ( 2014 / 5 / 20 - 10:15 )
أخي العزيز عبد الرضا حمد جاسم المحترم تحية لك أسعدني وجودك وتعليقك هذا السؤال الهام الذي طرحته انت أو المطروح في الساحة الأوربية هام جداً . وبتقديري أن الفواصل بين ما يسمى بيسار متعارف عليه وبين اليمين الكلاسيكي المتعارف عليه أيضاً في طريقها للزوال . طالما أن كلا الفريقين يمارسان سياسة مصالح في اطارها العام حزبي ضيق . أو وكلاء للسياسات البنكية العالمية . فيما يعاني المواطن الاوربي من حالة اختناق حقيقية على صعيد مصالحة الخاصة . ولا يبدو أن كلا الفريقين في وضع يمكنهم من الإيفاء بوعودهم . ومسيو هولاند الذي قدم قائمة أطول من قائمة المطاعممن الوعود لم يفي بوعد للناخبين بل هرب الى تنفيذ سياسات خارجية في مالي والأن سيكون في نيجيريا هرباً من استحقاقات الحالة الفرنسية .. بل أنه تمادى أكثر ومنع الناخبين السوريين من ممارسة حقهم الإنتخابي في سفارتهم . بغض النظر عن موقف السلطات من النظام القمعي . وهذا عمل مخالف لمبادئ الدستور الدولي . ترى المواطن الفرنسي لماذا ينتخب هولاند مرة أخرى..؟ في ظل هجرة غير شرعية متناميةوبطالةوتباطؤ اقتصادي وغرق في حياته الخاصة. رغم أن هذاموضوع شخصي له ...؟يتبع


7 - صديقي الاخ عبد الرضا المحترم
سيمون خوري ( 2014 / 5 / 20 - 10:15 )
أخي العزيز عبد الرضا حمد جاسم المحترم تحية لك أسعدني وجودك وتعليقك هذا السؤال الهام الذي طرحته انت أو المطروح في الساحة الأوربية هام جداً . وبتقديري أن الفواصل بين ما يسمى بيسار متعارف عليه وبين اليمين الكلاسيكي المتعارف عليه أيضاً في طريقها للزوال . طالما أن كلا الفريقين يمارسان سياسة مصالح في اطارها العام حزبي ضيق . أو وكلاء للسياسات البنكية العالمية . فيما يعاني المواطن الاوربي من حالة اختناق حقيقية على صعيد مصالحة الخاصة . ولا يبدو أن كلا الفريقين في وضع يمكنهم من الإيفاء بوعودهم . ومسيو هولاند الذي قدم قائمة أطول من قائمة المطاعممن الوعود لم يفي بوعد للناخبين بل هرب الى تنفيذ سياسات خارجية في مالي والأن سيكون في نيجيريا هرباً من استحقاقات الحالة الفرنسية .. بل أنه تمادى أكثر ومنع الناخبين السوريين من ممارسة حقهم الإنتخابي في سفارتهم . بغض النظر عن موقف السلطات من النظام القمعي . وهذا عمل مخالف لمبادئ الدستور الدولي . ترى المواطن الفرنسي لماذا ينتخب هولاند مرة أخرى..؟ في ظل هجرة غير شرعية متناميةوبطالةوتباطؤ اقتصادي وغرق في حياته الخاصة. رغم أن هذاموضوع شخصي له ...؟يتبع


8 - أخي عبد الرضا المحترم -2
سيمون خوري ( 2014 / 5 / 20 - 10:30 )
بالمناسبة في اُثينا المناطق الشعبية والفقيرة والتي تتميز بتواجد كبير للمهاجرين .غير الشرعيين هي التي صوتت لصالح اليمين الفاشي هناك مناطق وأحياء كاملة كانت تصوت سابقاً للحزب الشيوعي أو لليسار صوتت هذه المرة لليمين الفاشي الذي من ضمن شعاراته المتداولة - تنظيف البلد - ويستخدمون تعبير بشع لا أود استخدامه. عدا كون هذا اليمين يطرح شعارات اصلاحية لبنية الدولة ومكافحة الفساد وتقديم مساعدات طارئة للفقراء . برنامج ذكي وعناصر شابه وليست حالات هرمه أغتنت من خلال وجودها في البرلمان لدورات متعددة ..؟. صعود اليسار - المسمى سيريزا هو نتيجة اضمحلال الباسوك وأحزب اخرى وتغيير في إنتماءات والولاء السياسي. فقط خلال سنتين صعد اليمين الفاشي ثلاث مرات من 5% الى 17% ومتوقع حصوله على نسبة أفضل في انتخابات البرلمان الاوربي. هنا أسئلة عديدة تطرح ماذا يحمل المستقبل من تطورات سؤال محرج لأن الجواب أيضاً محرج. مع التحية لك

اخر الافلام

.. بلينكن في الشرق الأوسط لدفع مساعي الهدنة وإسرائيل تواصل عملي


.. إيران تعلن القائمة النهائية للمرشحين للانتخابات الرئاسية الم




.. واشنطن والرياض.. معاهدة أمنية والعين على التطبيع | #ملف_اليو


.. الحكومة الإسرائيلية تضطر لدفع فوائد أعلى على أدوات الديون بس




.. صور أقمار صناعية.. اتساع مساحة الدمار وتوغل آليات الاحتلال ف