الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سكريبت وفيديو الحلقة الثانية من برنامج الاقتصاد للجميع

شريف عشري

2014 / 5 / 19
الادارة و الاقتصاد


النهاردة حنتكلم عن أصل كل المصائب على الأرض وهى المشكلة الاقتصادية الكبري ...فكما أن الخطية الأولى هى اصل كل الخطايا المنبثقة عنها ...كذلك المشكلة الاقتصادية الكبري هى أصل كل المشاكل الاقتصادية المنبثقة عنها ...
طيب تعالوا نبدأ القصة من أولها من أيام أن خلق الله آدم وحواء وأسكنهم فسيح جنته .... وحنتفق أن نسمي آدم وحواء بمصطلح الإنسان فى أول صورة وان هذا الإنسان خلق في الجنة وانه عندما كان يشعر فيرغب فيطلب فكان يجاب ...مجرد ان يشعر الإنسان بحاجته لشيء كان يطلبه من الله وكان الله يوفيه له على الفور ...إذن لم تكن هناك في الجنة اى مشكلة اقتصادية للإنسان ...فالإنسان الرغم من حاجاته العديدة والمتنوعة والملحة واللانهائية بالرغم من هذا كان يجد له عند الله آذانا صاغية بل وتلبية لكل متطلباته مهما كان حجمها أو تنوعها أو إلحاحها لديه ...بالمختصر ربنا كان مدلع الإنسان جدا ... المهم ارتكب الإنسان خطيته الأولى بعد أن عصى الأمر الالهى بعدم الاقتراب من او الأكل من الشجرة المحرمة وبالتالي وقع عليه الجزاء وحكم عليه بالموت والانفصال عن الله ومن ثم طرد الإنسان من جنته ونزل إلى أرض قفراء قاحلة بها موارد نعم لكن هذه الموارد لم تكن تصلح بصورة مباشرة ان تسبع حاجات الانسان ...ارض تنطوي على موارد ولكنها موارد محدودة للغاية اذا ماقابلناها باحتياجات الإنسان اللانهاية والملحة اى التى تلح عليه من حين لآخر ... الأبعد من هذا ان الانسان عندما سقط ونزل للارض كان يشعر فيرغب فيطلب فلا يجاب .. لذا كان عليه ان يستغل الموارد التى حباه بها الله ...الله حباه موارد لكنها ليست فى صورة صالحة للاستهلاك مباشرة ..لذا كان على الانسان ان يطوع الموارد لمصلحته ويخلق منها منفعة لإشباع حاجاته ولك عن طريق الانتاج عشان كده احنا بنعرف الانتاج على اساس انه خلق للمنفعة ...فمثلا الحديد وهب للانسان فى باطن الارض فكان عليه استخراج الحديد اولا ثم اضفاء بعض العمليات الانتاجية لكى يحوله لصورة صالحة أو مؤهلة للاستهلاك بعد هذا التحويل ...مثلا تحويل الحديد الخام لحديد تسليح يستغل فى البناء أو لصاج يستغل فى تصنيع القطارات أو فلنكات السكة الحديد أو لصناعة السيارات ...الخ من استخدامات الحديد ...إحنا هنا أخدنا مثال واحد فقط لكن الأمثلة كثيرة جدا على موارد يتم تحويلها من صورة غير قابلة للاستهتلاك او الاستخدام الى صورة قابلة للاستخدام ولاشباع حاجة لدى الاننسان ....المهم أن الانسان لابد وان يدخل الموارد الاقتصادية التى هى هبة من الله له فى عملية انتاجية لكى يحصل منها على سلع وخدمات تشبع حاجاته المتعددة.... والأمر اذا ما وضعناه فى صورة تجريدية وكأنه بالضبط يشبه عملية ادخال لحوم فى مفرمة لكى تنتج مفروم ....ولكن مهما انتج الانسان فالمشكلة الاقتصادية تظل قائمة لسببين : 1- لان الحاجات مازالت متعددة متباينة ملحة لانهائية أى لا تنفذ بينما الموارد بالنسبة للاحتياجات نادرة نسبيا ولا تكفى لاشباع كل الحاجات ومن الممكن جدا أن تنفذ ( مثال ذلك البترول ) 2- أثر التقليد والمحاكاه method of demonstration effect فالانسان قد يخلق بنفسه مشكلة اقتصادية لم تكن موجودة اصلا لديه ..مثلا أنا شاهدت واحد عنده علربية هام روانا ليس لدة عربية هام روانا اردت ان اقتنى هذا النوع لكن مواردى لا تكفى للشراء اذن خلقت لدى مشكلة اقتصادية ....فالذى عنده مثلا موبايل اس 3 عايز اس 4 والذى عنده اس 4 عايز جلاكسي نوت وهكذا فحب الظهور عند الانسان يعتبر غريزة اقوى من الغريزة الجنسية . ...إذن فالمقابلة بين موارد محدودة-limit-ed resources وحاجات غير محدودة unlimited wants هو ما يخلق المشكلة ويجعلها قائمة طول ما الانسان عايش على ظهر الارض وما يعمق من حدة المشكلة هو أثر التقليد والمحاكاة الناجم عن غريزة حب الظهور . ...ومهما انتج الانسان ومهما فعل تظل المشكلة قائمة لان الموارد مازالت محدودة ...ولن يوجد حل لتلك المشكلة سوي برجوع الإنسان للسماء والعيش بجانب الله مرة أخرى .

******
عموما يمكن تقسيم الموارد لأربع اقسام كبرى هى
1- الارض : ونقصد بها مافوق سطح الارض من غابات ونباتات وحيوانات وأخشاب ...الخ وما فى باطن الارض من ثروات معدنية كمعادن وبترول ومحاجر وغاز ...الخ والأرض نفسها كمساحة يمكن بناء المصانع المزارع والمساكن ....الخ عليها .
2- العمل : وهى المجهود الذهني والعقلي الإنساني الذي يبذل في العملية الإنتاجية في سبيل تحويل المادة الخام لمادة قابلة لإشباع الحاجات الإنسانية ....فقد ذكرنا مثلا ان الحديد الموجود فى باطن الارض لازم له جهد عمل فى استخراجه ثم تشكليه وإدخاله فى صناعات معينة حتى يتحول لصورة قابلة لاشباع الحاجات الانسانية المتعددة من بناء مساكن او انتقالات لاعربات والقطارات أو ...الخ ....وهكذا ....
3- راس المال : وهو اللآلات والمعدات وجميع المدخلات والمستلزمات الانتاجية التى تدخل فى العملية الانتاجية وتوظف فى خلق سلع وخدمات قابلة لاشباع الحاجات الانسانية ....

فمثلا لو عملت مشروع إنتاج خبز فرأس المال هو آلة طحن الدقيق ...وآلة خبز الدقيق وآلة تسوية المخبوزات وآلة التغليف وعربات النقل المملوكة للمشروع والأكياس البلاستيك الخاصة بالتعبئة و القمح أو الدقيق و الطاقة المستغلة وخط المياه والنور او الكهرباء (وتمويل كل ذلك) واى حاجة يمتلكها المشروع و ستخدمها كمدخلات فى العملية الانتاجية يعد من قبيل رأس مال مسخر للمشروع الانتاجى .

4- التنظيم ( الادارة ) وهى خلط عوامل الانتاج السابقة بنسب معينة فى العملية الإنتاجية وتوجيه كل الجهود فى وجهة انتاج سلعة او خدمة ....وعنصر الإدارة عنصر مهم جدا وانفصل عن راس المال فى الفكر الحديث لان المشروع فى اغلب صوره خصوصا لو كان مشروع كبير شركة او مصنع او ...نرى ان الادارة فيه تنفصل عن الملاك وذلك فى اغلب المشروعات الكبرى لأنه ليس شرط ان يكون مالك راس المال هو من يديره .

الموارد الاقتصادية السابقة تتصف بانها نادرة ومحدودة عشان كده يكون لها ثمن او سعر بمعنى ان هناك موارد قد تكون متاحة بصورة غير محدودة لكنها مجانية واى احد يمكنه الحصول عليها مجانا وبدون ان يدفع تمن لها مثل الهواء بينما هناك موارد نادرة جدا تتميز بسعر عالى جدا مثل الذهب وسبب ارتفاع سعرها انها نادرة جدا جدا ... فبالرغم من فائدة الهواء للانسان مقارنة بفائدة الذهب اللا ان الهواء موجود بصورة غير محدودة على الارض او صورة لا نهائية وعشان كده هو مجاني بينما الذهب موجود بصورة نادرة جدا وعشان كده هو غالى جدا ...وهذا مايفسر لغز القيمة the paradox of value
اذن سعر اى سلعة او اخدمة او حتى مورد اقتصادي ( ارض – عمل – راس مال – تنظيم ) يتحدد وفقا لعرضه ( مدى توافره واتاحته ) والطلب عليه ...وتلاقى العرض والطلب عند نقطة معينة هو ما نسميه بالسعر التوازني وفقا لتفاعل قوى العرض والطلب ...إذن الأصل ان السعر يتحدد طبيعيا ( بقانون طبيعى) زى قانون الجاذبية كده ماهو قانون طبيعي خلقه الله وفقط نيوتن اكتشفه وحط ايده عليه ولم يبتكره او يخلقه ) كذلك قانون العرض والطلب هو قانون طبيعي لتحديد سعر سلعة او خدمة أو اى مورد من الموارد الاقتصادية ...واحيانا نسميه قانون السوق واحيانا اخرى نسميه جهاز الثمن ...


وعشان نفهم ماهية جهاز الزمن تعالي ناخد مثال بسيط :
تخيل ان انا بائع طماطم وواقف فى السوق وباعرض كمية 1 كيلو مقابل سعر 2 جنيه ...فانا كبائع احصل على ايراد بيع =1(كمية معروضة) ×2 ( سعر البيع ) = 2 جنيه ( ايراد بيع )
تخيل لو بعت 2 كيلو فأكيد حاحصل على ايراد 2 × 2 = 4 جنيه ...وهكذا كلما زادت الكمية اللى باعرضها كلما زاد الايراد المتوسط وهو ما نسميه كاقتصاديين سعر البيع ...لأن الايراد الكلي = كمية ×سعر .... اذن السعر = الايراد الكلي / الكمية = الايراد فى المتوسط .
المهم بزيادة الكمية المعروضه يزداد السعر والعلاقة طردية ...فمن مصلحتي كبائع انى اعرض كميات اكبر مع كل زيادة فى السعر ..
بنفس المنطق يمكن ان نرى أن المستهلك الذي يشترى منى فانه يزود الكمية المطلوبة عندما يقل السعر لأن من مصلحته انه يشتري كميات أكبر لما السعر يقل والعلاقة بين الكمية المطلوبة والسعر عكسية ..ولو مثلنا الشكلين فى محاور ديكارتية لحصلنا على تقاطع يشبه تقاطع حدى المقص ...وهذا التقاطع هو ما يحدد سعر التوازن فى السوق الحر نتيجة تفاعل العرض مع الطلب ...السؤال كيف يتفاعل العرض مع الطلب ... والاجابة عندما تحدث نوع من المساومة او شوية مفاوضات بين البائع والمشترة او بين المنتج والمستهلك فالمنتج مثلا يعرض سلعته عند سعر 10 جنيه المستهلك يرفض ويقدم له عرض ان يشترى ب 3 جنيه البائع يرفض عرض المستهلك لكنه عايز برضه يبيه فيعرض السلعة ب 7 جنيه المستهلك يرفض ويطلبها ب 5 البائع يواف على 5 ...اذن الاتنين يتفقوا على سعر واحد بعد المساومة ( ى بعد تفاعل العرض مع الطلب ) وهذا هو لسعر اتوازني فى السوق الحر الذى يتحدد عن طريق قوى السوق او قوى العرض والطلب او جهاز الثمن .
الخلاصة ان سعر اى سلعة او خدمة يتحدد فى السوق الحر بجهاز الثمن وكذلك سعر اى مورد نادر

اذن ممكن نمثل الموضوع السابق بشكل تجريدي
موارد ......... (تدخل فى )............. عملية انتاجية ........ ( يخرج منها ) ............ سلع وخدمات

اذن اول تساؤل يواجه اى مجتمع انساني يعاني من مشكلة اقتصادية هو : ماذا ننتج؟ ....لكن المجتمع مايقدرشي ينتج كل احتياجاته لذلك لازم يحط سلم تفضيل او سلم اولويات لاحتياجاته التى عليه ان ينتجها ...طيب والباقى يجيبه منين ؟ أكيد من التبادل التجارى بينه وبين دولة اخرى .
وعشان المجتمع يجاوب مبدئيا على سؤال ماذا ننتج لازم يقوم فكره على أيديولوجية معينة ومن ثم يتبني نظام معين بنسميه النظام الاقتصادي ..والنظام معناه مجموعة من القواعد والمبادىء والقوانين التى ان سرنا عليها لوصلنا لهدف او اهداف محددة ... وطبعا الهدف اكبير الذى يريد ان يصل اليه اى مجتمع هو ماذا ننتج لكى نشبع حاجاتنا الانسانية ...

وعموما يوجد نظامان متطرفان على النقيضين :
1- النظام الراسمالي (Capitalism )
2- النظام الاشتراكي(socialism ) (وليس الشيوعيcommunism لأن الشيوعية اطار فكري ينطبق على كافة مجالات الحياة الانسانية ...الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ...الخ ...أم الاشتراكية فهى نظام يطبق فى الحياة الاقتصادية فقط )
وما بين النظامين يوجد العديد والعديد من الانظمة المختلطة mixed systems والتى منها ما يميل الى الراسمالى ومنها ما يميل للاشتراكي ..
النظام الراسمالى يقدس الملكية الخاصة ويعترف بحرية دخول او الخروج الى او من السوق ...ويؤمن بوجود عدد كبير جدا من البائعين والمشترين ...ويعطى جزء صغير من الموارد لملكية الدولة بينما الالجزء الأكبر يكون مملوك لأفراد المجتمع وبالتالى القطاع الخاص هو ما يقود العملية الانتاجية ....
النظام الراسمالى يعتمد على جهاز الثمن فى توزيع الانتاج وتحديد ما يتم انتاجه فكل جنيه مدفوع فى سلعة يعتبر تصويت لتلك السلعة وحافز للمنتج ان ينتجها عشان كده اى مشروع خاص فى ظل هذا النظام بيعمل دراسة طلب السوق ومن ثم يحسب ايراداته المتوقعه ويقابلها بالتكاليف التى يتوقعها ويحدد نسبة الربح المتوقع التى على اساسها يحدد هل المشروع الذى سوف يدخل فيه مجدى او مربح ام لا !! وهذا ما نسمية بدراسات الجدوى الخاصة لاى مشروع قبل ان يبدا لابد وان يقوم بها .
على النقيض فان النظام الاشتراكي يملك الدولة من كل موارد الانتاج والدولة هى التى تحدد كيفية توزيع النتاج لا على اساس جهاز الثمن كما فى الراسمالى ..لكن الاسعار فى ظل النظام الاشتراكي انما هى اسعار ادارية تحددها الدولة ولا علاقة لها باسعار السوق .. وطبيعي جدا ان نرى تعاظم دور القطاع العام فى ظل هذا النظام مقارنة بالقطاع الخاص الذى لا يذكر حتى اسمه !
طبعا النظامان السابقان المتطرفان لا وجود لهما فى الحياة الواقعية انما هما نموذجان نظريان متطرفان.... انما الحياة بها انظمة مختلطة منها ما يميل الى الراسمالية مثل امريكا ودول اوربا ودول النمور ( تايوان – سنغافورة – الهند – ماليزيا ...الخ ) ومصر والدول العربية ...الخ ومنها مايميل الى الاشتراكية كروسيا واوكرانيا والصين وكوريا الشمالية ..الخ
وخنلاصة الكلام ا ن أى مجتمع يواجه الامشكلة الاقتصادية الكبرى لابد وان يتبع نظام معين مختلط ..إما يميل للراسمالية او يميل للاشتراكية ..
وبخصوص هذا الموضوع لم يحدد لنا اى من المرشحين المحتملين للرئاسة اى نظام مختلط سف يتبع كلا منهما ..اللهم فقط مما ممكن ان تستشف من كلاهما ان السيسي سوف يميل للراسمالية بينما حمدين سوف يميل للاشتراكية ...
النظامان كل نظام له ما له وعليه ما عليه بمعنى كل ظام له مزايا وعليه مآخذ لكن بالتأكيد النظام الذي يميل للرأسمالية مآخذه تتضاءل أمام عيوبه ..فضلاعن ان هذا النظام دائما يعدل من نفسه مع الوقت ويصلح من عيوبه ...يعنى مثلا مشكلة الاحتكار monopoly تواجه هذا النظام اللا ان النظام ابتدع حلول لمحاربة الاحتكار كجمعيات حماية المستهلك ورقابة الاسعار والضرائب العالية على المحتكر وتقييد وصول الموارد اليه وهكذا ...الخ . لكن أهم ما يميز هذا النظام انه يقترب من القوانين الطبيعية التى خلقها الله لتشغيل الاقتصاد وعلى راسها جهاز الثمن لتحديد الاسعار .


طيب لما نيجي ننتج لازم نعمل حصر شامل للموارد اللى ربنا اعطاها لنا ...حصر للارض وحصر لقوة العمل وحصر لرؤوس الاموال وحصر للمهارات التنظيمية ....مش كده وبس ..لازم نشغل الموارد كلها ومانخلليش فيها جزء لا يعمل ...وده اللى بنسميه التخصيص الكامل للمواردcomplete allocation of resources اى عدم الابقاء على اى جزء عاطل فى اى مورد ...عشان كده المجتمع لازم يحارب البطالة unemployment ...والبطالة لا تقتصر على العمل فقط بل ان البطالة تمتد للارض ولرأس المال وللتنظيم ...فقد يكون لدي المجتمع اراضى لا تستغل لا فى زراعة ولا فى سكن ولا فى صناعة فهى اذن بطالة فى الارض لو استغلناها فى العملية الانتاجية لخلق عائد اضافى للمجتمع يمكن ان يتمتع به .. وقد يكون عندك جزء من رأس المال لا يعمل ...آلات متوقفة ...مصانع مقفولة .... رؤوس اموال محطوطة فى البنوك ولا تمول مشاريع ...رؤوس اموال هربت ..رؤوس اموال مستخبية تحت البلاطة ...كل دى اشكال للبطالة فى راس المال لو تم استغلالها استغلال كامل فى العملية الانتاجية لاعطت عائد ودخل اضافى للمجتمع ....هكذا.....
اذن التخصيص الكامل للموارد هو مبدأ اقتصادي هام جدا ينبغى على اى مجتمع ان يتبعه ؟
وكما ان هناك تخصيص كامل للموارد لابد اون يكون هناك تخصيص امثل للموارد optimal allocation of resources بمعنى وضع المورد المناسب فى المكان المناسب للحصول على اعلى انتاجية ....فمثلا ماينفعشي اجيب مهندس مباني واشغله فى عيادة طبيب كممرض ...وماينفعشي انى اجيب ناظر مدرسة وامسكه مصنع يديره ...وماينفعشي اجيب لواء جيش وامسكه سفير دبلوماسي ...الخ وماينفعشي انى اطفش الكفاءات من البلد وافوت على فرصة تحقيق عائد كبير فى حالة لو وظفتهم بدل اللى انا عمال اوظفهم وفقا لمعايير غير موضوعية كالوساطة والمحسوبية ...الخ
اذن مبدأ التخصيص الامثل للموارد مبدأ هام ينبغى على اى مجتمع التمسك به اذا اراد ان يرتفع ويرقى ويصل بانتاجه ودخله لمستوى الرفاهة ...
الخلاصة :
المجتمع عندما يتصدى لمشكلته الاقتصادية يتصدى لها بالانتاج اولا وتحديد سلم التفضيل أى اولوية الانتاج ( يعني ماينفعشي فى بلد جعان نبني مصانع لبان أو مصانع شيبسي ونفضلها على مضارب الرز او محالج القطن او مصانع المنسوجات او مصانع المكرونة والزيوت ...الخ وما ينفعشي فى بلد مليان عشوائيات نبني منتجعات سياحية تخدم الاغنياء ونفضلها مثلا على مجمعات سكنية تسكن المشردين )

السؤال الثاني : الذى يطرح نفسه على المجتمع الذى يواجه بمشكلة اقتصادية كبرى : وهو كيف ننتج ؟ اكيد بكتنولوجى وطرق معينة للانتاج ...

الإنتاج يحتاج لتكنولوجى ..اذن المجتمع يسعى دائما لتطبيق والاهتمام بالتعليم ويضعه على اعلى سلم الاولويات وخصوصا العلم التطبيقي الذى يطوع العلم البحت (النظري) لخدمة الانسان ( المجتمع لازم يهتم بالتعليم المهني رأسا برأس بالتعليم النظرى او العام لأن التعليم المهنى حيخرج لى العامل المهنى المدرب اللى حيشتغل فى المصنع بكفاءة عالية ويساعد المهندس ...حيخرج لى الممرض والممرضة اللى حتساعد الطبيب ...الخ ...حيخرج لى السباك والخراط والحداد والبنا ..الخ ) ...والفارق كبير بين العلم النظرى (البحت) والعلم التطبيقى (الفن التقني ) فمثلا: العلم النظرى البحت أمدنا بقانون الفعل ورد الفعل ..العلم التطبيقي أمدنا بطريقة صنع مخدات تمتص الصدمات فى السيارات ... عندما نقول ان العلم البحت امدنا بقانون الجاذبية فان العلم النفعى او التطبيقى يمدنا بكيفية استغلال الجاذبية فى صناعة اقمار صناعية مثلا تدور فى فلك خارج الجاذبية ولا تحتاج اللا وقود مبدأى وتحمل على صاروخ يخرجها بعيدا عن الجاذبية ومتى ابتعدت تظل تدور بلا وقود لانها لن تواجه مقاومة من قبل الجاذبية ...العلم النظري يشير الى اكتشاف الكهربية الساكنة والمتحركة والعلم النفعى التطبيقي يستغل ذلك فى صنع الدينامو والمحرك الكهربائى ... العلم النظرى عرفنا ان الصوت يسير بموجب ذبذبات او تضاغطات وخلخلات فى الهواء والعلم النفعي خلانا نستفيد من هذا فى صنع التليفون والموبايل ...الخ ....الخ ......اذن التعليم والمعرفة هى طريق المجتمع الانساني فى الانتاج ...الصحة ايضا لها دور مهم فى الانتاج فلو انك تعتمد على عاملين اصحاء اقوياء البنية تأكد انك سوف تأخذ منهم انتاجية اعلى بكثير من عمال مرضى ... وتأكد انك لو ارتفعت بمستوى صحة المواطنين فى المجتمع لوفرت على نفسك كلفة علاج المرضى ووجهت تلك الاموال لاغراض اخرى تخدم وتشبع حاجات مجتمعك ...اذن الصحة هدف مهم لأى مجتمع كما ان التعليم هدف مهم ..

السؤال الثالث : كيف يتم توزيع الانتاج ؟
والاجابة تختلف من نظام يميل الى الراسمالية عن ذلك الذى يميل للاشتراكية واتكلمنا عن النقطة دى فيما سبق وقولنا ان الذى يميل للراسمالية جهاز الثمن يكفل حل هذا الموضوع بينما الدولة تتحمل كل شيء فى النظام الثانى .

السؤال الرابع كيف نضمن نمو الانتاج ؟
تختلف الاجابة ايضا من نظام لنظام ...من نظام يعتمد على السوق والتنمية الاقتصادية فى ظل السوق لنظام يعتمد على التخطيط المركزي من قبل الدولة وتنمية تعتمدج على خطط مركزية متوسطة وطويلة المدى .
....خلاقة القول ان المشكلة الاقتصادية الكبرى تحدث عندما نقابل الموارد المحدودة بالحاجات اللانهائية ...وتتعمق حدتها نظرا لسيكولوجية الانسان وغريزة حب الظهور واثر المحاكاة والتقليد ...وان المشكلة لا حل لها على الارض ...لكن كل المحاولات تسعي فقط للتخفيف من حدتها ...فالمجتمعات الغنية مثل امريكا واوربا ..الخ تواجه نفس المشكلة التى تواجهها المجتمعات الفقيرة لكن حدة المشكلة عند الغنية اقل من حدتها عند الفقيرة .
المشكلة الكبرى هى اساس كل المشاكل الاقتصادية الاخرى مثل البطالة والتضخم وعجز الموازنة وعجز الميزان التجارى وميزان المدفوعات وانخفاض سعر الصرف وتدهور قيمة العملة المحلية واستنزاف احتياطي الدولة من النقد الاجنبي .... الخ من تلك المشكلات التى سوف نتناولها تباعا في الحلقات القادمة ونربطها بالظروف الاقتصادية لمصر ...ومن خلال تعرية وإبراز المشكلات وتحديدها سوف نعمد إلى وضع الحلول المقترحة .
=================
لينك يوتيوب الحلقة
http://youtu.be/7Tw4JG0C2JQ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -فيتش- تُعدل نظرتها المستقبلية لاقتصاد مصر إلى إيجابية


.. عيار 21 الا?ن.. سعر الذهب اليوم السبت 4 مايو بالصاغة




.. أردوغان ونتنياهو .. صدام سياسي واقتصادي | #التاسعة


.. تركيا وإسرائيل.. مقاطعة اقتصادية أم أهداف سياسية؟




.. سعر الذهب عيار 21 يسجل 3080 جنيها للجرام