الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرشمة من قريتنا

كامل حسن

2014 / 5 / 20
كتابات ساخرة


مرشمة من قريتنا
كامل حسن الدليمي
لقبتها نساء القرية ومنذ إن تزوجها سرهيد بـ ( ألعوره) وأحيانا للتحبيب يصغرن الصويحبات لقبها " العويره" اصطحبها زوجها لمكتب حزب.. هزي ..هزي ...) لإعلان الولاء المطلق ، معبرة عن رغبتها العمل كنائبة عن نساء القرية مدافعة عن حقوقهن المستلبة من الأزواج، فضلا عن رؤيتها الاستيراتيجية في تعقب مجاميع المسلحين ببنادق "التوتو" و
" الجزوات "وهم يلاحقون الحمائم البريئة فوق أغصان الشجر ،وتعهدت "النايبه" شن الحرب على الحفافات ومنعهن من ضرب " التاتو" الذي شاع هذه الأيام في معظم الصالونات النسائية ، وأقسمت على تنظيم جمعية " نتف الإبط" وجعل العراق مقرها العام فالروائح النتنة غالبا ما تنبعث من تحت قبة البرلمان بسبب انشغال الأعضاء بالخمط وإهمال الجوانب الجمالية، وستمول هذه الجمعية من الميزانية وتحت عنوان " تخصيصات نتف الإبط وغيره " حسب ما نص عليه الدستور المادة صفر ألفقره فافون .
وقبيل موسم الانتخابات دارت على كل معارفها من الكشافات وفتاحات الأبواب المغلقة فنصحنها "بالترشيم " ...عفوا الترشيح ضمن مرشمات القرية اللواتي تجاوزن أصابع اليد رغم قلة ساكني القرية واشتغال العدد الأكبر من رجالها في مهنة السطو الليلي على " دواب القرى المجاورة" وفعلا التقطت لها عشرون صورة بمختلف الأوضاع ( محجبة وسافرة، قائمة وقاعدة ،مقبلة ومدبره ...) لتثير إعجاب القطعان التي لا تشبع من كلأ أو ماء ،دارت على البيوت ولاحقت الرعاة حاملة أنواع من المعطرات من بسطة " حاجه بربع " وفازت نعم فوزا ساحقا لاعتبارات مناطقية طائفيه فقبل وقت صرخت عفوا صرحت بأنها المدافع الوحيد والمنفرد والحصري عن المذهب وهي تحمله أمانة من أجدادها وآل إليها بالإرث وفق نظام ونظرية "ما كان للأجداد فهو بالضرورة للأبناء " وكأن المذهب أصبح من مسؤولية تلك النكرات وقت ما يشاءون يعلنون مسؤوليتهم عنه ويعلنون انسفهم المحامون والمدافعون عن حياضه وكأن المذهب دين جديد قد نزل من السماء ورسالة سماوية لها نبيها الخاص وجبريلها الذي يختلف عن جبريل محمد كل يدافع عن المذهب وكأن المذهب لقمة شهية في أفواه الجائعين إلا لعنة الله على من جعل المذهب مطية ليصل إلى أهدافه من خلاله ، ابتعدوا انتم عن المذهب والمذهب بخير ، ارفعوا ألسنتكم القذرة عن ملامسة جوهره وسيطهر ، وهتفت بأعلى صوتها بعد إن ابلغها السماسرة بالفوز الساحق " لا سيد ولا مرجع ...كل الشور إلي يرجع .. " ناسفة بذلك كل نظريات المراجع حول رقابة الدين على السياسة ومسؤولية الدين على الحفاظ على مصالح الموطن المكلف والذي لا يستطيع إن يستصرخ إلا مراجعه وحينما يشعر السياسي بكل قذارته بأن الدين قد أنصف من يستصرخه يولي وجهه نحو البحث عن سبيل للإيقاع بهذا المرجع أو ذاك ، عاشت العويرة وكل العوران في مشهدنا السياسي الجديد وربما بعد حين سنطلق على العوراء (عليها السلام) ونطلق على كل الأعور رضي الله عنه) وأطال في عمره وأمد في معدته ليملأها بالمزيد من السحت هكذا اذا هو المشهد القادم فلتصفقوا معي جميعا لعويرة قريتنا التي فازت فوزا ساحقا نصرها الله وحفظها الله وسدد خطاها لما فيه اهانة للشعب المهان أصلا من خلال اختياراته الخاطئة. وصلى الله على سيدنا محمد الذي لمح بما معناه إن سيأتي على الدنيا زمان (يقود الناس أراذلهم) وها هي حفنة من الأراذل تتصدر المشهد رغم أننا لم نكتشف بعد كم عدد الأراذل الذين حافظوا على أماكنهم الوسخة وكم منهم قد سقط بالضربة القاضية، وهل في القافلة من شرفاء؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الإيراني محمد رسولوف يفر من بلاده -سرا- بعد الحكم علي


.. مهرجان كان السينمائي: تنافس 22 فيلما على السعفة الذهبية في ا




.. مزرعة في أبوظبي تدّرب الخيول لتصبح نجوم سينما.. شاهد كيف


.. الممثل الكوميدي جون أشقر ضيف -كافيه شو- للحديث عن جولته العا




.. شوفوا عمرو يوسف عمل النطة في فيلم -شقو- من الدور الخامس كام