الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الراتب مغر

رحاب ضاهر

2005 / 7 / 22
الادب والفن


في الغرفة التي يطل البحر عليها تتصفح الجريدة وتتوقف طويلا عند صفحة الاعلانات والوظائف الشاغرة كما كانت تفعل مرارا قبل استقرارها في عملها الذي تحولت اليه بعد تفكير طويل وانتقال من وظيفة لاخرى ، لكنها لازالت يوميا تقرا الوظائف الشاغرة وتسرح في كلمات الاعلان :" مطلوب سكرتيرة تجيد اعمال السكرتاريا والطباعة على الكمبيوتر وتتقن اللغة الانكليزية قراءة وكتابة وان تكون حسنة.
"الراتب مغر "
تريح ظهرها على الوسائد الموضعة على السرير بعناية واهتمام وتبتسم بسخرية من عبارة " الراتب مغر !" الذي كان يدفع لها مقابل " اعمال السكرتارية" والمظهر الحسن .
حين ذهبت الى مكتب المحاماة منذ اربعة اعوام لتتقدم الى الوظيفة التي قرات اعلانها ودخلت لاجراء مقابلة شخصية او " اختبار مواصفات" رفع المحامي وجهه كتمساح هرم واسقط نظراته على صفحة وجهها بتثاقل مفتعل وانعطف الى استدارات جسدها وبقي يقلب الاوراق امامه ويدقق في تفاصيل جسدها دون ان يسألها شيئا عن مؤهلاتها العلمية والعملية،و بعد تفكير قال بكلمات جافة كسنوات عمره بامكانك استلام الوظيفة من الغد.
حين بدات عملها كان عليها ان تتقبل نظراته الشمطاء واقترابه الشديد من نهديها دون ان تصده او تشجعه خوفا من فقدان الراتب المغر
(200 دولار) ، تعد له القهوة وتجلس امامه ليتأملها حتى ينتهي من شرب قهوته وهي تستمع لصرير شيخوخته وهو يتحدث عن مغامراته النسائية وعظمة ابتكار " الفياجرا" التي لازالت تمكنه من ان تتسلل اصابعه المنقوشة ببقع السنين البنية اللون الى نهديها ويتأوه.
ينخر السكري دمه ويسير بعظام هشة تجاوزت الستين ويتقوى بحبوب " الفياغرا " ليجني ثمارها وخيراتها باحتقار ودون ان يحق لها المطالبة بزيادة "الراتب المغر" اضافة الى كنس ومسح الغبار عن مكتبه واستقبال نظرات الزبائن الشبقة برضا ودماثة اخلاق.
ترمي الجريدة جانبا وتخرج الى الشرفة التي تتحدى الشمس في ارتفاعها
تطلب من عاملة الاستقبال ارسال فنجان " كابوتشينو" وتتذكر تاجر الاخشاب الذي عملت معه بعد تركها لعملها لدى المحامي كان لايعرف كيف ينطق كلمة " كابوتشينو " فيطلب منها اعداد فنجان من " الكلبشتينو" ويشخر كمنشار الخشب حين تأتي به اليه. كان يهجم بشفتيه اليابستين كوحش وتخنقها انفاسه المختلطة بقذرات معدته . تدخل الى الحمام وتتقيأ كل ما يمكنها لتتخلص من عفنه على شفتيها وتقبض اخر الشهر ذات الراتب المغر"200دولار " وتتابع يوميا صفحة الوظائف الشاغرة لتتخلص من رائحة فمه الكريهة . تنقلت في اكثر من مكان وذهبت الى كل الوظائف الشاغرة ذات الراتب "المغر " الى ان ملت وظيفتها واختارت مهنة بيع الجسد او كما تسميها " خدمات جسدية " براتب مغر حقا دون ان تدوام ثمان ساعات في المكتب و يستهكلها صاحبه كمتعة له واجيرة في نفس الوقت وبذات الراتب دون ان يحسب " اعمال الجسد "كدوام اضافي .في حين ان وظيفتها التي استقرت بها تحتاج فقط لساعة او ساعتين تقضيها يوميا مع احد الاثرياء في احد الفنادق الفخمة وتكون فيها كأميرة ترفل باغلى الملابس وتدخل افخم المطاعم وتنهال عليها الهدايا ثم تعود بعد ذلك الى منزلها وتستحم دون ان تبذل اي مجهود . تتامل الاعلان وترمي الجريدة جانبا وتخرج من غرفة الفندق وهي تفكر بالفتيات اللواتي يقران الاعلان وسيذهبن غدا لاجراء مقابلة "جسدية " . .!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - ياسمين علي بتغني من سن 8 سنين.. وباباها كان بيس


.. كلمة أخيرة - المهرجانات مش غناء وكده بنشتم الغناء.. رأي صاد




.. كلمة أخيرة - -على باب الله-.. ياسمين علي ترد بشكل كوميدي عل


.. كلمة أخيرة - شركة معروفة طلبت مني ماتجوزش.. ياسمين علي تكشف




.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب