الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا احد يصدق شايلوك!!!

يحيى رباح

2014 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لا احد يصدق شايلوك!!!
يحيى رباح

لعل الكثيرون لا يتذكرون "شايلوك "اليهودي ، بطل مسرحية شكسبير المعنونة باسم "تاجر البندقية" فقد كان شايلوك مرابيا اقرض احد المفلسين مبلغا من المال واشترط في حالة العجز عن السداد ان ياخذ رطلين من لحم المدين بدلا من القرض ،وكانت العقدة الدرامية ان القاضي وجد ثغرة مهمة جدا في ذلك العقد الذي يبدو من الناحية الشكلية عقدا ملزما ، وكانت الثغرة ان العقد يشترط رطلين من اللحم ولكنه لا ينص على اية نقطة من دم ،فكيف يمكن اقتطاع اللحم بلا دماء ؟؟؟
على مدار اليوم والساعة والدقيقة ،تطلق الحكومة الاسرائيلية الحالية اتهامات ضد السلطة الفلسطينية بالتحريض ،وتصاعد العداء ضد السامية –وتشويه صورة اسرائيل !!!تعالوا نقرا المشهد بسرعة ،لنكتشف انه لا احد في العالم يشوه صورة اسرائيل ، ويظهر مدى عنصريتها واستهتارهها واستفزازها للراي العام العالمي اكثر مما يفعل نتنياهو ووزراءه خصوصا من الليكود والبيت اليهودي واسرائيل بيتنا ومن لف لفهم ، واليكم بعض الامثلة :
اولا _جنون الاستيطان الذي وصل الى درجة صارخة ،وخاصة حين يستند قطعان المستوطنين على تلفيقات شاذة ، مثل الاعتماد على قانون تركي قديم في تحديد اذا ما كانت هذه الارض المسروقة من املاك الدولة واملاك المواطنين اوالفلسطينين ،باستخدام صوت الديك ، حيث يترك الديك لكي يصيح في اطراف القرية والمدى الذي لا يصل اليه صوت الديك يعتبر من املاك الدولة التي يجوز سرقتها اسرائيليا !!!
كما تلجا الحكومة وقطعان مستوطنيها الى التزوير المفضوح للوثائق ملكية الارض ،واكتشاف التزوير جاء من المحكمة الاسرائيلية العليا ورغم ذلك فحكومة اسرائيل لا تقيم وزنا لراي المحكمة العليا رغم الضجيج العالي عن احترام القانون !!!
بالاضافة الى ان اسرائيل تعيش على شبكة طويلة عريضة من قوانين الانتداب البريطاني ،وعلى خرائط التوراة المصنوعة من الوهم ، وعلى هلوسات من زمن السبي البابلي أو الروماني لا دليل واحد على وجودها ،وعلى استعارات من الممارسات النازية يقلدها الاسرائيليون الان ضد الشعب الفلسطيني كما يقر بذلك بشكل صريح عدد من المفكرين والكتاب والمؤرخين في اسرائيل هذه الايام .
ثانيا – نتنياهو وحكومته يتعاملون بالتناقض المفضوح مع الشيء نفسه ،فعلى امتداد سبع سنين عجفاء استند السيد نتنياهو على وجود الانقسام في عدم قدرته على المضي في عملية السلام ،وفجأة ينقلب المنطق الى ضده حين تم التوقيع على المصالحة في الاسبوع الاخير من نيسان الماضي ،فاصبح نتنياهو يهدد ومعه جوقة وزرائه اما السلام واما المصالحة !!! فعلى اي معيار سيتعامل العالم مع اسرائيل الحالية في ظل حكومة نتنياهو ؟؟؟
بطبيعة الحال:
هناك ملايين من الامثلة على ان اسرائيل تعيش تناقضا في ذاتها ،تطالب بالاعتراف بدولة يهودية مع ان العالم كله يعرف ان اكبر موجتين من الهجرة اليها في نهاية القرن الماضي من روسيا والاتحاد السوفيتي السابق ومن مناطق الفلاشا في اطراف اثيوبيا "الحبشة "احتوت على مئات اللاف من المسيحيين والمسلمين والوثنين الذين ليس لهم علاقة بيهودية الدولة !!! بل ان مؤرخين معاصرين لهم وزن ومصداقية عالية اثبتوا ان اهم نشطاء الصهيونية وخاصة في شرق اوروبا
هم من اصل خزري ولا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بما يعرف بالقبائل اليهودية الاثنى عشر !!! بل كيف نطالب نتنياهو بيهودية الدولة وهو يطلب من مسيحيها العرب الفلسطينين ان يخضعوا للتجنيد الاجباري في جيشها ؟؟؟ وكيف يتم تصعيد الحديث عن هذا الموضوع قبيل زيارة قريبة جدا و تاريخية جدا يقوم بها الى الاراضي المقدسة قداسة البابا ويرافقه فيها غبطة البطريالك اللبناني الماروني ؟؟؟
تقنين ما هو غير قانوني ،وشرعنة ما هو غير شرعي ،ورواية التاريخ من طرف واحد ،وصراخ الذئاب المسعورة ،هو ما يقوم به نتنياهو على راس حكومته الحالية ، في سباق مجنون مع الزمن ،وفي عداء مكشوف مع الجميع ، وفي قراءة خاطئة جدا لما يجري في المنطقة والعالم ، فكيف يصدق العالم ذلك ؟؟؟ كيف يتعامل العالم مع ذلك ؟؟؟ومن ذا الذي يصدق شايلوك في ادعائاته الباطلة ،مع فارق اساس وهو ان شايلوك المعاصر ليس دائنا لاحد ،بل هو المدين للجميع بلا استثناء في قدرته على البقاء!!! .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها