الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-بوكو حرام- وعدم الإكتراث العربي والإسلامي

منعم زيدان صويص

2014 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لم أر إهتماما إعلاميا، عربيا أو إسلاميا، بآخر أفعال بوكو حرام التي يندى لها الجبين، فالتقارير عنها قليلة والمقالات والتحليلات عنها شبه معدومة، وإذا وجدت فهي تبحث بقضايا جانبية تتعلق بهذه المسألة. بوكو حرام هي "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد" في نيجيريا، وهي جماعة إسلامية متطرفة مسلحة تدّعي، كغيرها من المنظمات الإرهابية، أنها تعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية، وهي معروفة في نيجيريا والعالم بإسمها المختصر "بوكو حرام،" ومعنا هذا التعبير أن أي شيء مأخوذ عن الغرب حرام، ومن ضمن ذلك نُظم التعليم، ولذلك فهم يهاجمون المدارس ويطالبون بإغلاقها. ولا أدري إذا كان هولاء سمعوا بالحديث النبوي: "أطلبوا العلم ولو في الصين."

أسس الجماعة في 2002 محمد يوسف، الذي رفض كروية الأرض ونظرية داروين والقول بأن المطر ينشأ من تكاثف بخار الماء في الجو. وقد قتل يوسف في أحد الإشتباكات. وزعيمها الحالي هو أبو محمد بن أبو بكر شيكاو. وتهاجم هذه الجماعة أهداف مسيحية وإسلامية وحكومية، ومن ضمنها الكنائس، والمساجد، والمدارس، ومراكز الأمن، وتخطف السياح الغربيين، وقد إغتالت عددا من الشخصيات الإسلامية لأنهم إستنكروا عملياتها. ويعتقد أن بوكو حرام لها علاقة بالقاعدة.

وسمى بعض المراقبين هذه الجماعة بـ"طالبان نيجيريا،" وكلمة طالبان باللغة الأردية الباكستانية هي صيغة الجمع لكلمة طالب العربية، لأن معظم أعضاء بوكو حرام هم من الطلبة المراهقين الذين تخلوا عن الدراسة واعتنقوا مبادىء الجماعة. وتنشر بوكو حرام الرعب في نيجيريا وبعض الدول المحاذية لها، وتقول الأنباء أن الجماعة ارتكبت قبل أسبوعين مجزرة في مدينة "غامبورو نغالا" أوقعت مئات القتلى من المدنيين "بعدما اقتحم مسلحون من الحركة يستقلون عربات مدرعة مطليّة بألوان قوات الأمن، المدينة ودمّروها." وقبل عدة أيام، هاجم رجال هذه الجماعة مدرسة للبنات واختطفوا 300 طالبة، مسيحيات ومسلمات، تتراوح أعمارهن بين 14 و 17 سنة، واحرقوا المدرسة. وهدد الخاطفون ببيعهن في سوق النخاسة، ولاحقا طالبوا بإطلاق سراح أتباعهم المعتقلين في نيجيريا مقابل إطلاق سراحهن. ثم عرضوا فيلما شوهد على كل وسائل الإعلام العالمية، ما عدا العربية، يظهرن فيه الفتيات باللباس الإسلامي.

وقد خرجت مظاهرات في نيجيريا وخارجها، ولكن ليس في العالم العربي والإسلامي، إحتجاجا على خطفهن، مطالبية بإطلاق سراحهن، وأعلنت الولايات المتحدة عن عزمها "مساعدة نيجيريا في العثور على الفتيات،" فقد أعلن الناطق باسم البيت الأبيض أن الحكومة الأمريكية قد ارسلت فريقا من 27 شخصا إلى نيجريا للمساهمة في انقاذ الفتيات النيجيريات المختطفات. القوة الأمريكية مكونة من جنود قوات خاصة وعناصر استخباراتية وعناصر استطلاع وتحليل معلومات، "وسوف تقوم هذه القوات إذا لزم الأمر بالهجوم على معسكرات بوكو حرام لتحرير الفتيات بالتعاون مع القوات النيجيرية."

في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية الموالية للمملكة العربية السعودية، أعلن المفتي العام في السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إستنكاره للعملية قائلا إن جماعة بوكو حرام "ضالة"، وأن أعمالها تسيء للإسلام والمسلمين، ووصف مختطفى الفتيات "بالفئة الضالة والحاقدة على الإسلام وأهله،" وقال إن العملية "مدبرة لتشويه صورة الإسلام، ويجب أن يُنصحوا ويبيّن لهم موقفهم السيئ".
إذن فالمفتي السعودي يدعو لإسداء النصح لهذه الجماعة لأنها "ليست على صواب،" كما قال، ولكنه لا يدعو المسلمين إلى المساعدة في تخليص الفتيات من خاطفيهن ويترك أمر محاربة الجماعة واجتثاثها من جذورها للدول الغربية، وكفي الله المؤمنين شر القتال. كل يوم تخرج علينا مجموعة جاهلة تسىء للمسلمين وللثقافة والدين الإسلامي. وكلما نفّذت مجموعة مسلحة تدعي أنها تدافع عن الإسلام وتكفّرغيرها من المسلمين فعلة محرجة للمسلمين، يدفن المسؤولون في العا لم الإسلامي، وحتى المثقفون والإعلاميون، رؤوسهم في الرمال وكأن الأمر لا يعنيهم. المشكلة أن مقاتلي الجماعة يؤمنون بما يفعلونه لدرجة أنهم مستعدون أن يموتوا في سبيله، وهذا معناه أن هزيمتهم شبه مستحيلة إلا إذا تغيرت معتقداتهم وطرق تفكيرهم."

كثيرون في العالم الإسلامي يتحدثون بغضب عما يسمونه "الصورة النمطية" للمسلمين في العالم ويحتجون على ذلك ولكنهم لا يصنعون شيئا لتغيير هذه الصورة. بعض العرب والمسلمين يتمنون أن يؤذوا الغرب بالنيابة، وبأية وسيلة، لسبب أو لآخر. صحيح أن هذه الحركات الإرهابية تشكل مصدر إزعاج للغرب وتلحق الخسائر به، إلا أن هذه الخسائر محدودة ويمكن لتلك الدول الغنية والمتقدمة أن تعوضها. الخاسرون الحقيقيون هم الشعوب العربية والإسلامية لأن الإرهاب المؤسس على قاعدة دينية يدمر المجتمعات ماديا ومعنويا، وها هي الحركات الإرهابية تفتت البلاد العربية بشكل يبدو معه ساكس وبيكو ملائكة.

إذا كانت الدول الإسلامية، ومن ضمنها الدول العربية، تود فعلا القضاء على الإرهاب ولا تريد أن تستغله لتصفية الحسابات مع بعضها البعض، وإذا كانت ترغب في تحسين صورة الإسلام، فعليها أن تعقد مؤتمر قمة من خلال منظمة التعاون الإسلامي، وتشكل قوة تدخل سريع للمساعدة في القضاء على أية حركة إرهابيه في العالم الإسلامي من اللحظة التي تظهر فيها هذه الحركة، وتمنعها من الإنتشار والتفريخ، وبذلك تمنع الدول الكبرى وغيرها من التدخل العسكري في شؤونها. إن تكلفة إنشاء هكذا قوة سيكون كبيرا ولكن حماية الدول العربية والإسلامية من الدمار والتفتيت لا يقدر بثمن. وعلى هذه الدول أن تؤسس لجنة إسلامية محايدة من كبار علماء المسلمين لتوضيح موقف الإسلام من المعتقدات التكفيرية التي تجعل من بعض الشباب المسلم إرهاييين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نصرت بالرعب والارهاب
لبو القعقاع الارهابي ( 2014 / 5 / 20 - 17:52 )
جماعة بوكو حرام اعزها الله ونفع المسلمين ببركاتها هي من فهمت الاسلام الحقيقي وتطبقه بحدافيره بدءا بالايمان ثم الجهاد في سبيل الله مع ما يترافق مع الجهاد من قتل وسبي وبغض للكفار فان ادنت بوكو حرام فانك حتما تدين الاسلام فاستغفر الله يا هدا

اخر الافلام

.. ألعاب باريس 2024: اليونان تسلم الشعلة الأولمبية للمنظمين الف


.. جهود مصرية للتوصل لاتفاق بشأن الهدنة في غزة | #غرفة_الأخبار




.. نتنياهو غاضب.. ثورة ضد إسرائيل تجتاح الجامعات الاميركية | #ا


.. إسرائيل تجهّز قواتها لاجتياح لبنان.. هل حصلت على ضوء أخضر أم




.. مسيرات روسيا تحرق الدبابات الأميركية في أوكرانيا.. وبوتين يس