الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفسير الحديبية برواية أمريكية ..... ج : 17

حسن جميل الحريس

2014 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



تفسير الحديبية برواية أمريكية ..... ج : 17
د. حسن جميل الحريس
[email protected]

العراق وافغانستان وباكستان والبديل الهند

بعد مرور أربع سنوات على ارهاصات الصقيع العربي أصبح ممكناً القول ان سلبياته العنيفة تجاوزت حدود معالمه المرسومة مسبقاً ، وبات عبئاً ثقيلاً على مجموعة الدول التي ساهمت بوضع مخططاته وغيرها الدول التي عملت على تنفيذه عملياً على أراضي دول مستهدفة بعينها ، إنما وجه خطورته تجلى بتمدده نحو الدول الصانعة والمنفذة له سواء بسواء.
ولكن القصيع العربي عبارة عن رد فعل طبيعي لتراجيديا الغزو الآمريكي للعراق رغم تباين مقدار العنف الذي طال العراق مع مقدار عنف الصقيع المعاصر ، فضلاً ان صانع القرار الغربي الاستعماري لم يتخذ موقفاً ثابتاً وواضحاً حيالهما ، بل كان متأرجحاً بين ضفاف عدة وكان همه الوحيد هو إعادة الحياة لوجود اسرائيل وتعزيز قدراتها الأمنية اقليمياً ، وكان لموقفه ترددات كوميدية باكية وساخرة سيما وان صانع القرار الأمريكي شعر ان سياسة القطب الأوحد قد ذهب زمانها وبات أمام واقع عالمي جديد متعدد الأقطاب يشمل مختلف نواحي الوجود البشري من عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وحتى الفكرية أيضاً ، وصار لزاماً عليه التأقلم مع الواقع العالمي الجديد وهذا يستدعي منه تبديل مخططاته السابقة ووضع مخططات مستقبلية جديدة تخدم مصالحه الاستراتيجية أينما كانت ، ويخطؤ من يظن انه سيفعل هذا من اجل إعادة قيادته لسياسة القطب الأوحد بل جلّ تركيزه حالياً وعلى أقل تقدير يكمن بسعيه لاحتلال المرتبة الأولى في ريادة العالم أجمع وليس قيادته ،، وكانت مخططاته السابقة تعتمد مبدأ المناورة المتوسطة والبعيدة إنما ومنذ منتصف عام 2013 استبدلها بمخططات جديدة تعتمد وصوله إلى عمق أقرب نقطة محاذية لحدود دول الأقطاب المعادية والمنافسة له من أجل حصوله على معطيات فاعلة تضمن انتقاله الآمن وعبوره التدريجي نحو ضفة دول المواجهة وصارت هذه الايجابيات تحت سيطرته المباشرة .
ان فكر اللاعب الامريكي وعلى الغالب لايعتمد فكرة المواجهة العسكرية المباشرة مع دول الأقطاب العالمية المنافسة له ، بل ان هدفه الرئيسي لمخططه المعاصر ليس واضح المعالم تماماً ، مما جعله يحصد المزايا التالية :
- حرية التحرك الاستراتيجي التدريجي نحو ضفة الدول المعادية
- إشغال دول الأقطاب بإرهاصات أزمات عنيفة وحادة تحدث على تخوم حدودها كي يسهل عليه عبور آمن ومسيطر عليه مع تغييب هدفه الرئيسي بافتعال أهداف غير مباشرة .
- تفعيل سياسة عالمية جديدة تعتمد مفهوم (إغراق حرية المواطنة)
- تفكيك عرى التواصل المحمود القائم بين مجموعة دول قارة آسيا
- ثم القضاء أو على أقل تقدير وقف النمو الاقتصادي لدول الأقطاب في آسيا
- خلق الظروف اللائمة لبدء عملية تفكيك المجموعات الاقتصادية المشتركة بين دول آسيا ودول أمريكا اللاتينية المعادية للصهيونية والرأسمالية الغربية الحاكمة
- تفكيك مجموعة العشرين وآسيان والأهم من هذا وذاك تفكيك مجموعة دول البريكس الداعمة لسياسة تعدد الأقطاب
ولهذا تأججت أحداث اوكرانيا ثم تلتها بداية احداث مواجهة بين الصين وفيتنام ، ولكنهما ليستا هما الهدف الرئيسي للمخطط المعاصر والقادم ؟ ان الهدف الرئيسي لمخطط صانع القرار الامريكي هو /// الهند ///
بلى /الهند / سيما وان المجتمع الهندي شهد مواجهات عنف عقائدية بين مكوناته الأصولية المتناحرة ، وهو مجتمع قابل للانفجار بعنف بظل وجود انقسامات عقائدية حادة بين أركان مكوناته العرقية كانت او الدينية او السياسية الغير متوافقة ، وكان الصراع في اقليم البنجاب بين الهند وباكستان بينما الصراع القادم سيحمل دموية صراع البنجاب ذاته ولكن بين / هندي X هندي/ أي بين هنود من السيخ وغيرهم من البراهمة وغيرهم من المسلمين الجدد وغيرهم من الهنود المسيحيين ، أي ان اللاعب الأمريكي سيعيد احياء احداث العنف في البنجاب ولكن بصراع /هندي – هندي/ وسيعمم نسخ العنف الجديدة لتشمل مختلف الأقاليم الهندية المتنافسة ، قد يظن البعض ان هذا غير متاح إنما لودقق بتداعيات ماهو قادم لوجد ان ماسيحدث في الهند سيكون كافياً لتداعي وانهيار عرى الوفاق بين دول آسيا كلها وبالتالي سيتداعى نظام تعددية الأقطاب سيما وان دول أوربا وأمريكا الشمالية ستكون عندذاك دولاً آمنة وقادرة على فرض هيمنتها القوية على الأرض كلها .
في عام 2007 كتبت مقالة ونشرتها تحت عنوان / لبنان والبديل باكستان / واليوم أكتب مقالة عنوانها / العراق وافغانستان وباكستان والبديل الهند /
ولكي اكون شفافاً بمقالتي يكفيكم اخذ العلم ان تعداد الهنود في دول الخليج وحدها يقارب/ سبعة ملايين هندي / ولهؤلاء عوائلهم ويبلغ تعدادهم /ثلاثين مليون هندي/ !!!!
فانظر يارعاك الله لما هو قادم /صقيع آسيوي لاهب وعنيف /
فماذا سيبقى للعرب إذاً ؟؟؟
أو كم سيبقى من العرب !!

................ يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل وحماس تتمسكان بموقفيهما مع مواصلة محادثات التهدئة في


.. إيران في أفريقيا.. تدخلات وسط شبه صمت دولي | #الظهيرة




.. قادة حماس.. خلافات بشأن المحادثات


.. سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع




.. سوليفان: لا اتفاقية مع السعودية إذا لم تتفق الرياض وإسرائيل