الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا تنجح الانتخابات في بلدان المسلمين

أحمد عصيد

2014 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الاحتكام إلى صناديق الاقتراع آلية من آليات الديمقراطية، هدفها فرز من يتولى إدارة الشأن العام، وتدبير الاختلاف بشكل سلمي وحضاري.
لكن الانتخابات لا تنظم إلا على أساس تعاقد متين وواضح يضمن حقوق الجميع في إطار المساواة التامة بين كل مكونات الأمة، وعندما ينعدم هذا التعاقد بسبب تباعد المرجعيات وتناقضها التام، وغياب أرضية مشتركة، وشيوع الخوف لانعدام الثقة، تصبح الانتخابات مجرد لعبة شكلية عديمة الجدوى.
يفسر هذا الأسباب التي جعلت المسلمين يميلون إلى اختزال الديمقراطية في صناديق الاقتراع لا غير، حيث يعتقد كل طرف بحكم عدم قبوله بالآخر، بأن الأغلبية العددية تمنحه إمكانية سحق الآخر وإخضاعه وإذلاله والتحكم في مصيره.
ويفسر هذا كذلك الأسباب التي جعلت المصريين بعد الانتفاضة وبعد انتخابات من كل نوع لم يهنئوا بالاستقرار، وكذلك التونسيون، وكذلك الجزائريون، كما يفسر كيف لجأ العراقيون إلى تنظيم انتخابات تحت تهديد الجماعات المسلحة ووقع التفجيرات التي أودت بحياة مواطنين يوم الاقتراع. وهي وضعية سريالية لا يمكن تفسيرها إلا بالإصرار على الاتجاه في الطريق الخطأ، حيث لن تسفر الانتخابات عن أية شرعية ما دام الّأساس الصلب غير متوفر، وهو التعاقد المدني الذي تعترف فيه كل الأطراف ببعضها البعض، وتضع دستورا يقر بحقوقها جميعها في إطار المواطنة، وهذا النوع من التعاقد غير ممكن إلا في إطار وعي مدني ديمقراطي لا طائفي ولا ديني ولا عرقي ولا عسكري.
تعتمد الطائفية نزعة التجييش الحربي وأساليب التحريض التي تصور الطوائف الأخرى في صورة الشيطان الذي يتربص بالكيان الطائفي ويكيد له، وإذ تقوم الطوائف بالمزايدة على بعضها البعض في الدين أو العرق فإنها تضطر إلى التراجع عن كل منطلقات دولة القانون التي تصبح ضد مصالحها، حيث يصبح الفضاء العام مجالا لاستعراض عضلات الطوائف وإبراز تفوقها العسكري أو الديني، وبهذا ينعدم الأمن والاستقرار ويشيع الخوف والترقب وانعدام الثقة في الدولة وفي جدواها، حيث يحتمي الناس بالطائفة لا بالقانون، ويلجئون إلى مشايخهم ورموزهم الطائفية لا إلى الدولة الجامعة.
ومن المفارقات التي أبانت عنها الانتخابات العراقية، والتي على كل من يختزل الديمقراطية في صوت الأغلبية العددية التفكير فيها بإمعان، هي أن فكرة الأغلبية التي ينادي بها الإسلاميون السنيون في مختلف بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط تصبح مرفوضة لديهم في العراق والبحرين، فقط لأن الأغلبية في هذين البلدين شيعية وليست سنية، ولهذا يسمي الإسلاميون التفجيرات في العراق "مقاومة"، ويسمون القتل اليومي في سوريا "جهادا"، بينما يتعلق الأمر بذهنية ترفض رفضا كليا احترام الآخر واعتباره سواء كان أغلبية أو أقلية.
لا يعني هذا أن الأغلبية الشيعية ستكون رحيمة بأهل السنة إن هي تمكنت من السلطة، لا شك أنها ستسومهم الخسف وتذيقهم الهوان، ليس لأن الشيعة أشرار والسنة أخيار مساكين، بل لأن الدولة الدينية والطائفية لا يمكن أن تكون ديمقراطية ـ سواء كانت سنية أو شيعية ـ بسب طبيعة الأسس التي تقوم عليها، والدليل على ذلك أن لا إيران الشيعية ولا السعودية السنية أفلحتا في ترسيخ الديمقراطية وضمان الاستقرار.
ليس ثمة مخرج من هذا المأزق الحضاري إلا شيء واحد هو القبول بمبدأ الدولة المدنية الديمقراطية التي قاومهما المسلمون على مدى قرن كامل، وإنهاء الطائفية ووضع دساتير ديمقراطية شكلا ومضمونا ليجد كل طرف مكانته في الدولة باعتباره مواطنا ينتمي إلى الدولة لا إلى الطائفة، ولا إلى جماعة دينية، واللجوء بعد ذلك إلى الانتخابات التي لن تكون موضوع منازعة ومثار فتنة بعد ذلك. أما الاستمرار في وهم سحق الآخرين والقضاء المبرم عليهم وإقامة دولة الشريعة على أنقاضهم ورفاتهم والانتقام للماضي البعيد من الحاضر المعيب، فهذا من الدوافع الغريزية السابقة على المدنية، والتي ليست من الحضارة في شيء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تماماُ
nasha ( 2014 / 5 / 21 - 05:57 )
الّأساس الصلب غير متوفر، وهو التعاقد المدني الذي تعترف فيه كل الأطراف ببعضها البعض، وتضع دستورا يقر بحقوقها جميعها في إطار المواطنة، وهذا النوع من التعاقد غير ممكن إلا في إطار وعي مدني ديمقراطي لا طائفي ولا ديني ولا عرقي ولا عسكري.
سوف لن تتمكن هذه الدول من التوصل الى التعاقد المدني بين مواطنيها الا اذا تخلصت من خلط الايديولوجيات الدينية واليسارية بالسياسة.
الديمقراطية والايدولوجية الدينية او السياسية لا يمكن تطبيقهما معاً .
الديمقراطية في هذه المجتمعات تختزل بالصندوق الانتخابي وتستخدم كمطية وواسطة للاستحواذ على السلطة فقط وليس ايماناً بها.


2 - السؤال..لماذ لايتقبل العلمانيون نتائج الديمقراطية؟
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 21 - 12:05 )

دعنا من الانظمة فسلوكها معروف

لكن الأحزاب المدعوة مدنية ودمقراطية وتقدمية وحداثية تعترض على نتائج الديمقراطية

التي أرقاها الانتخابات اذا فاز الاسلاميون كماوقع في الجزائر وفلسطين ومصر وتونس

والمغرب يتعللون أن الديمقراطية ليست هي صناديق الاقتراع؟؟ بل هي ثقافة ووعي

فلم عجزتم عن اقناع الشعوب وتأطيرها ونجح الاسلاميون؟؟؟ لم فشلت حتى الأنظمة

ملكية وليبرالية واشتراكية وقومية وقد ملكت السلطة والامكانيات؟

يخيل الي أن كل من يدعي الديمقراطية ليس ديمقراطيا بتاتا بل يتخذها وسيلة ويتنكر لها

متى فاز خصمه

هل الحركات الأمازيغية ديمقراطية؟ هل وصلت الى مكاسبها باسفتاء أو انتخاب ؟ أم أن

مكاسب هذه الحركات كلها منحة مخزنية وصفقة سياسية قائمة على الريع وتوزيع

مناصب وما الصراع بين أعضائها راهنا الا وجه من وجوه التكالب على مصالح

خاصة ومادية؟؟؟؟.


3 - يا اغونان وهل تعرف معنى الديموقراطية؟
ميس اومازيغ ( 2014 / 5 / 21 - 16:37 )
؟(نتائج الديوقراطية التي على راسها الأنتخابات)؟؟؟
الم اقل لك انه من الأفيد لك ان تغادر هذا الموقع قبل ان تصاب بالجنون؟
ان الديموقراطية هي افظل نظام الى غاية تاريخه انتبه اليه الفكر البشري من اجل تدبير شؤون الشعب ونتيجته الأساس تحقيق السعادة النسبية لأفراده اما الأنتخابات فما هي الا اداة من جملة ادوات لهذا النظام.
عوض ان تحشر انفك في امور انت جاهل لها كان عليك ان تفكر مليا فيما اورده عصيد الذي سيبقى شوكة في حناجر تجار الدين مثلك وقبيلك وانا على يقين انك لم تفهم شيآ مما اورده في مقاله وان مجرد اسمه هو دافعك للتعليق وهو ما يدل عليه ايرادك لموضوع الأمازيغية بالرغم ان المقال لا يشير لا من قريب ولا من بعيد اليها وما اوردته بشانها اوظح انك لا تعلم ايضا حتى ما تعنيه الحركة الأمازيغية.ان الأمازيغية عصية عليك انت وقبيلك وقريبا ستنزوي كما كثيريين ممن حاول اقبارها الى اركان اديرتكم المهجورة مذمومين محسورين.
ان مكتسبات الأمازيغية من نظالات ابنائها البررة الذين تعاديهم واياها بالرغم انك بها طلبت الطعام من امك اول مرة لكونك تنتظر الحور العين وافتظاظ بكارة 72عذراء يوميا هناك لعجزك هنا .


4 - أنت لاتناقش الأفكار بل الأشخاص.
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 22 - 02:52 )
لاتعرف الديمقراطية
غادر الموقع قبل أن تصاب بالجنون
تحشر أنفك في أمور تجهاها
لم تفهم شيئا مما قاله عصيد
لاتعرف ماتعنيه الحركة الأمازيغية
الأمازيغية عصية عليك وعلى قبيلك
قريبا ستنزوون في اديرتكم المهجورة مذمومين محسورين
تنتظر الحور العين وافتضاض 27عذراء يوميا لعجزك هنا-------------الخ
---------------------------------------------------------------------------------------
كل هذا الهراء لاعلاقة له بالموضوع

وتلاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااح


5 - أنت أمزغوي أرهابي
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 22 - 09:21 )

لايفيد معك الحوار

ضرك علي كمارتك

وتلاااااااااااااااااااااااااااح


6 - العزيز ئغونان
الشهيد كسيلة ( 2014 / 5 / 22 - 12:24 )
اريد ان اعرف معنى هذه الكلمة ئغونان لم اجدها في القاموس العربي ولا ريب انك يا اخ عبد الله كاتتحرج من ديك السماية ... تقول ان العلمانيين ليست لهم شعبية كبيرة نعم لان العلمانية تتطلب حد ادنى من الثقافة لا يمكن لعامي دهماوي مريد وسجين ملازم لفقيه يوزع الحوريات والولدان ويحذر من النار ويكفر كل العقول النيرة ان يتحرر من الاسر العقلي ليفعهم العلمانية
اتمنى لك الخير لا ريب ان الفكر المتشدد تمكن منك وسد امامك كل سبل النجاة ... واخّى كا تعادي الديمقراطية اشبع بنظام المخزن والعترة النبوية الشريفة
تيقشبيلا تيوليوليولا


7 - كسيلة, كيف تكون أمازيغيا ولاتعرف معنى اغونان؟
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 23 - 09:46 )

أمازيغ كروازي هجناء

مامعنى كسيلة هل تعرفه؟

لانعرف اسما لكسيلة بل هو لقب أطلقه عليه العرب

دع عنك التوصيات والأشخاص

ناقش الأفكار

هل تعرف مامعنى تكشبيلا تيوليولا ماقتلوني ماحياوني غير الكاس اللي عطاوني

أم ترددها كطفل؟ انتظر الجواب


8 - من أي الأمازيغ أنت.؟ أقصد الجهة والدولة
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 23 - 13:27 )

طيب

مستعد أن أشرح لك أيها الأمازيغي معنى اسمي .كيف تحكم بأني أتحرج من اسمي

ولاتعلرف معناه ؟

أتعجب كيف تبحث عنه في قواميس العربية لن تجده قطعا

لكن أريد أن أعرف بلدك اذ اللهجات الأمازيغية مختلفة وقد لايستطيع أمازيغي التواصل

مع أمازيغي اخر ومن نفس البلد

أذكر لي مثلا معنى كلمة شهيد بالأمازيغية

دع المخزن والحوريات... فالمخزن هو من جاد على الحركات الأمازيغية بكل المكتسبات

أنا الحوريات فالجنة كلها مرتبطة بالايمان ومن ليس مؤمنا فلايلزمه الايمان بهن

دع عنك التوصيات فعندما أناقشك أعرف أنك غير مؤمن فلا أستشهد بالأيات والأحاديث

بل أناقشك بالمشترك العقل والواقع والتاريخ الا عندما تثير أنت هذا النص الديني

لست متشددا بحجة أنني أناقش غير المؤمنين . واعلم أن التشدد عام قد يكون في أي

اتجاه علماني لبرالي ماركسي

اخر الافلام

.. هنية: حماس والفصائل جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطل


.. مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا




.. الحرس الثوري أعلن في وقت سابق عدم التدخل في انتخابات الرئاسة


.. انتخابات الرئاسة الأميركية.. في انتظار مناظرة بايدن وترامب ا




.. جيك سوليفان: وسطاء من مصر وقطر يعتزمون التواصل مع حماس مجددا