الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز بطعم الخسارة

جاسم محمد الحافظ

2014 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


لا مفر من تهنئة الناخبين الذين صوتو بوعي لصالح التيار المدني وكذلك لكل المرشحين من السيدات والسادة الذين خاضوا غمارتجربة الإنتخابات الاخيرة في اجواء متوترة وغير آمنة , على امل أن يُحدث الطرفان تغييراً في ميزان القوى, لصالح متابعة السير الجاد من اجل ارساء اسس النظام الديمقراطي واعادة تقويم ركائزه – التي صُيرت في ظروف شاذة ورؤى ملتبسة – لضمان إقامة دولة العدالة الاجتماعية الحلم. لكن ذلك لم يتحقق لاننا محلقون في فضاءت الوهم والضبابية, ولاجل الهبوط الآمن على الارض لدراسة الواقع وتفسير عناصره بموضوعية, سأُقدم وجهة نظر متواضعة وقابلة للحوار آملاً ان اكون مخطئاً, إن اعتقدت بأن هذه النتيجة شكلت فشلاً ذريعاً لمختلف فئات وقوى التيارالمدني الديمقراطي وبالأخص منهم اليسار العراقي, وآملاً ان لايكون شكي في محله, بان هذه النتيجة ستحدث بلبلة في صفوف هذا التيار, إن لم تتحلى قياداته بالمرونة والواقعية السياسية وان تضع المصلحة الوطنية العليا فوق مصالح الأشخاص, وان تستجيب قياداتها لأستحقاقات البناء الديمقراطي, وان تبني على هذه النتيجة المخيبة - كمؤشرنوعي وكمي واقعي - سياساتها الآحقة, شرطة أن تكون مسارات وأهداف هذه الساسيات شديدة الوضوح, تؤطرها برامج وخطط تكتيكية واستراتيجية تحضى بالتأييد الجماهيري, ولأجل ذلك ينبغي أتخاذ الآتي على محمل الجد:-
1 – ان جميع اطراف قوى اليسار العراقي وحلفائه لازالت اسيرة لنتائج صراعات اجتماعية معقدة, بعيدة وقصيرة المدى, ولتراث وطني وثوري خالد – وهي محقة لتميزه – متناسية بان ذلك كله كان نتاج لظروف مادية, ذاتية وموضوعية, لمجتمعٍٍ تحكمه علاقات إقتصادية وإجتماعية محلية ودولية لا تشبه بكل تأكيد ماهو عليه المجتمع العراقي الآن ولا طبيعة القوى الفاعلة فيه, ولذا يقتضي الامر فهم ذلك التراث وليس تماثله واجتراره, بل إجتراح بطولات رموزه الخالدة ومهاراتهم الكفاحية, لصياغة رؤية استراتيجية مستقبلية تتسم بالديناميكية والمرونة لتشكل امتداد طبيعي لذلك التراث, وان يكون لتحليل السلوك السايكولوجي للمجتمع العراقي في هذه اللحضة التاريخية بُعدهُ المتميز, لإختراق عوالمه واعادة التوازن اليه - إذ انه مجتمع قبلي اعادته الحروب العبثية وسنوات الإستبداد البعثي القاسية الى حالة البداوة, بمقاييس وقيم معاصرة, حيث حلت المدن الحجرية محل مضارب الخيام, وصار الميل الى الاستقرار بديلاً عن الترحال, وبلال الحبشي لا زال قابع في أنواتهم الموبؤة بالقلق والتناقض فعلى صوت آذانه يقيمون الصلوات الخمس وفيها يسألون الله ان يُطَيبَ رائحة بلال ويُبَيضَ وجهه, ومن نافل القول التأكيد بأن التراجع الاقتصادي والاجتماعي في العراق هو اساس هذه العودة الى مجتمع البداوة والعصبية القبلية الهش – لذا فان اخذ ذلك البُعدِ في الحسبان والإستناد أليه لتطوير عناصر الجذب الفاعلة في حشد الناس في جبهة واسعة يشكل التيار الديمقراطي نواتها الاساسية لا ينتاقض مع ادراك مفاهيم وقواعد المادية التاريخية وقوانين التطوروفعلها في تحديد مساراته المتعرجة اثناء الصراع في المناطق التي تتسم بنيتها الطبقية بالتشويه كحال بلادنا . فالاقرار بالمشروع الديمقراطي والإنخراط في مؤسساته , يستوجب استنباط أساليب الكفاح المناسبة والجريئة لتحقيق هذا المشروع دون تردد او مواربة. . 2 - وعلى اغلب اطراف القوى اليسارية ان تغادر مناطق الإعتقاد بإمتلاكها للحقيقة دون سواها, ونبذ التعالي على الجماهير, وعدم الإصغاء إليها والى شركاء المصير من اللاعبين في ذات المناطق. والإعتراف بمسؤلية الجميع عن النتيجة الهزيلة للتيار الديمقراطي في الانتخابات الاخيرة.
3 - توصيف القوى النافذة في المجتمع والحكم وتحديد اصطفافاتها الطبقية واهدافها الاستراتيجية وطبيعة ومستوى تطابق مصالحها مع مصالح المجتمع المدني والإشهارعن ذلك دون وجلٍ, لتجنيب شعبنا من ويلات ما الحقته سياسات الإنفتاح الاقتصادي والخصخصة باشقائنا المصريين, والثمن الباهض الذي دفعه الفقراء والكادحين هناك. كما يجب البحث عن الوسائل الفعالة في الوصول الى الناس ومشاركتهم في همومهم اليومية لرفع مستوى وعيهم السياسي, وبالاخص منهم الشباب , واحتضان مبادراتهم وتشجيعهم على المساهمة النشطة في العمل السياسي لأنهم المستقبل بكل تجلياته وديناميكيته. ومغادرة دوائر الشيخوخة الفكرية التي يمثل كبار السن امثالي حلقاتها المغلقة والمكلفة .
4 – يجب الإعتراف بحقيقة أن الأستاذين المحترمين مثال الآلوسي وفائق علي الشيخ , حضيا بتأييد الناس لهم, لان خطابهم السياسي الواضح والجريء - رغم بعض الملاحظات- وصل بسهولة اليهم, لذا اتمنى لهم وللسيدة اشواق النجاح والتالق وهم امام مسوؤلية تاريخية, تتعلق بمستقبل اتساع قاعدة التيار الديمقراطي والتفاف الناس حوله, شرطة دعمنا الامتناهي لهم, و اخلاصهم لبرنامج التيار وتعهداته للجماهير الشعبية, خاصة وان العائدين للحكم سيعيدون ذات المشروع الطائفي والاثني ويحشرون الناس في ذات الاوضاع المأساوية والخطيرة. وهذه بيئة خصبة لرفع مستوى الوعي العام للمجتمع واحداث التغيير الجدي لاحقاً. فمن يريد الفوز بإنتخابات عام 2018 عليه ان يحضر لها من الآن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: المؤسسة الأمنية تدفع باتجاه الموافقة


.. وزير خارجية فرنسا يسعى لمنع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في




.. بارزاني يبحث في بغداد تأجيل الانتخابات في إقليم كردستان العر


.. سكاي نيوز ترصد آراء عدد من نازحي رفح حول تطلعاتهم للتهدئة




.. اتساع رقعة التظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة للمطالبة ب