الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حصاد انتخابات 2014

حسن علي خلف

2014 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



عندما اتيح المجال لممارسة الدعاية الانتخابية للمرشحين في عموم العراق ، كان الملفت في تلك الدعاية شعاراتها .. حيث اجمع الكل بما فيهم الاحزاب والكتل المشاركة في الحكم على التغيير .. وحتى دولة القانون المتهمون بالانفراد بالحكم من قبل شركائهم كانوا يرفعون شعار التغيير وورد على لسان دولة رئيس الوزراء اكثر من مرة وكذلك على بعض تصريحات اعضاء كتلته . اما كتلة المواطن فكانت تقول بأعلى صوتها المواطن ينتصر .. والاحرار يقولون بالتغيير والتصحيح والتبديل .. ترى التغيير الذي يطرحه القائمون على شؤون الدولة ضد من ..؟ وهم قد رشحوا عناصرهم ذاتها . وطرحوا برنامجهم ذاته ..؟ وكتلة المواطن قالت المواطن ينتصر كما ذكرنا في حقيقة الامر ينتصر على من ..؟ وضد من ..؟ وعلى أي شيئ . سيما وكتلة المواطن لهم تجربة اسبق من المالكي بالحكم . اما الاحرار فقد شاركوا بالدولة والبرلمان ويرفعون التصحيح والتغيير ويطرحون عناصرهم ذاتها الا ممن استبعدته المفوضية . ايضا السؤال لهم .. التغيير ضد ماذا ..؟ ولصالح من .؟ ومعلوم ان السياسة ليست لعبة النوايا الحسنة .. او المبادئ السامية فحسب بل انها اشبه بلعبة الشطرنج ...يتدخل فيها عامل الذكاء والاستعداد والالمام الجيد بقواعد اللعبة . لذلك تجد القوائم الصغيرة عندما طرحت شعار التغيير ولملمت نفسها ككتل متحالفة تحت هذا الشعار كان يعوزها الاستقراء الجيد لتلك اللعبة .. التي لا تنشأ عن فراغ .. فالذين حصدوا الاصوات الاعلى كانوا اكثر اجادة للعبة . من القوى الديمقراطية والقوى اللبرالية . بحيث استخدموا الشعارات ذاتها التي رفعتها تلك القوى المتحالفة ( التغيير ) وسواه ، ومن ثم كانوا يستندون الى قواعد جماهيرية عريضة كانوا قد اشتغلوا عليها مسبقا لطيلة 10 سنوات وطوروها وعملوا على انمائها وحسم ولائها بشكل كانت تفتقر له القيادات الديمقراطية واللبرالية . بحيث كان الاسلاميون ينطلقون ( ويراهنون ) من قاعدة عريضة تمتد افقيا وعموديا في حين ان تلك القوى التي تحالفت ورفعت حقيقة شعار التغيير كانت عائمة لاتملك التراكم الكمي .. بل ربما التراكم النوعي وهو خجول . لذلك وقعت في المصيدة . وحصدت خيبة الامل وقد قالوا : ان من يتصدى لقيادة الدولة يجب ان يكون قلبه في رأسه .. أي بمعنى يدع العواطف جانبا . ويجري حساباته وفق معطيات الواقع . وهم على ما يبدو ، لايعرفون شيئا ويظنون انهم يعرفون الكثير لذلك كان حصادهم الفشل . ومادمت تمتهن السياسة وتنادي بالفكر التقدمي الذي يحقق رفاهية الانسان ، الذي تطالبه ان يعمل معك بطوعية عليك ان تكون مقنع ، او على الاقل تبدأ من الانسان ذاته الذي ورثته مخرب غريب عن وطنه .. اسير في وطنه .. جائع في بلده وهو يجلس على مناجم الذهب . وتبحث عن الاداة التي خربته وتهدمها واسباب جوعه وتهزمها .. وموجبات غربته وتقضي عليها .. وتعيد الثقة الى نفسه بأساليب حقيقية مبنية على الاخوة والطموح في المشاركة لبناء هذا الوطن . مبتدأ بنفسك . وكتلتك وافكارك التي ينبغي ان تحورها ليعيها الجميع .. ومعلوم ان ما لايمضغه الفم لاتهضمه المعدة ... فالفشل هذه المرة ليست خطوة نهاية المطاف . والسياسي البارع هو الذي يسقط تلك الخطوات وينطلق من الكبوة ويحول الفشل الى نجاح والهزيمة الى نصر من اول لحظة يتلقى بها صفعات الهزيمة .. ولايركن الى الزوايا المظلمة ليجتر جراحاته ويفكر ماذا سيعمل بعدها .. يغلفه الاحباط . وقد اعجبت كثيرا بمقولة احد المرشحات واظنها (هيفاء الامين ) حيث قالت : انا خسرت في الانتخابات ولكني سأعمل من الان للمستقبل . وهذا لعمرك التفكير الصائب الذي يبني التراكم الكمي والنوعي .. أي بمعنى الاقتراب من الجماهير وفهم مشاكلها وفهم الدوافع التي ادت بها ان تنتخب نفس الوجوه التي كانت تطالب بتغييرهم بالامس . واخراج الناس من حالة اللامبالاة وعدم الاكتراث للانتخابات .. كأنها تجري في غير بلدهم ، حيث العدد الكبير لم يخرج لينتخب ، والذي خرج ففي الساعات الحرجة الذي فوت عليه الانتخاب الاغلاق الصارم الذي مارسته الاجهزة الذكية .
نستخلص من ذلك ان الانتخابات افرزت الاتي :
1- ان القائمين على شؤون السلطة من الذين كانت تطالب الجماهير بتغييرهم رفعوا الشعار ذاته واوهموا السذج من الناس في حبائلهم .
2- هنالك من الكتل والحركات طرحت نفسها بدون قاعدة جماهيرية ، كأنما كان سلاحهم التغيير فحسب وهذه كذبة اطلقناها وعدنا فصدقناها .
3- ان الاقبال على الانتخابات هذه المرة كان مشجعا ، ويمكن ان يتطور فيما اذا عملت العناصر المعنية بالتغيير من الان على تطويره .
4- برزت حالة البيروقراطية لدى المواطن الذي كان يتلمس الاجواء المناسبة في نهاية اليوم للادلاء بصوته .. وهذا نوع من الترف الحضاري الذي فوت الفرصة على المواطن نفسه لكي يعيش الواقع ذاته .
5- عدم جاهزية المفوضية لاجراء الانتخابات .. بدليل تأخير النتائج مما اثار حولها بعض التقولات .
6- استخدام التكنلوجيا ( البطاقة الذكية ) كان من الوسائل الجاذبة لارتفاع نسبة الانتخابات . ومزايا اخرى افرزتها الانتخابات رغم ضآلتها الا ان تنميتها مفيد جدا مثل ، معرفة المواطن لحقوقه وواجباته واعتزازه بصوته . وتشخيصه لمكامن الخلل رغم محدودية هذا الفهم بالنسبة للاعداد الكبيرة للناخبين . والحمد لله رب العالمين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. تقارير: الحرب الإسرائيلية على غزة دمرت ربع الأراضي الزراعية




.. مصادر لبنانية: الرد اللبناني على المبادرة الفرنسية المعدّلة


.. مقررة أممية: هدف العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ البداية ت




.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على خان يونس