الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوم ُُفي كراجي..... يوم ٌٌفي باكستان

رشيد كرمه

2005 / 7 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


كانت كراجي عاصمة باكستان الأسلامية , قبل ان تنتقل الى مدينة إسلام آباد ولتصبح هي العاصمة للبلاد والتي منحت الأستقلال عام 1947من الهند بقيادة محمد علي جناح . وحيث رُحِلَت أو أُجِلَت الكثير من المعضلات إلى المستقبل اثناء المفاوضات بين دول العالم ومنها بريطانيا والهند وباكستان ودول محور فيما عرف بمحور سعد آباد ,برزت الى السطح الكثير من المشاكل من مثل ما أُصطلح عليه قضية جامو وكشمير , والمسألة المهمة الأخرى التي رُحلت هي كتابة الدستور , والباكستان من الدول القليلة في العالم التي ليس فيها دستور دائم , ولا حتى مؤقت كالعراق مثلا ً ,رغم المحاولات الكثيرة التي بُذلت في الخمسينات وحتى ما قبل مجئ ( العسكر )في منتصف السبعينات, وبقيت هذه المحاولات مجرد مسودات لمشاريع دستورية في ارشيف الحكومات. لذلك فلقد أصدر محمد ضياء الحق وهو جنرال في الجيش الباكستاني وكان وزيرا ً للدفاع أوامره بالسيطرة على مقدرات البلاد ومارس التعذيب ضد الرئيس المنتخب ذو الفقار علي بوتو الذي توفى نتيجة التعذيب , وهذا مايفسر فشل الحملة العالمية لأطلاق سراحه ,إذ غادر مسرح الحياة والعالم يتضامن معه من أجل إطلاق سراحه وصحبه !!!!
ولقد صحى ضياء الحق ذات ليلة من النوم ليعلن ان باكستان جمهورية اسلامية بناء على رؤى اثناء النوم جمعته مع صاحب الدعوة الإسلامية النبي محمد بن عبد الله يأمره فيها بإقامة نظام حكم إسلامي يستمد تعاليمه من الشريعة الآسلامية ويكون القرآن هو الدستور السائد في بلاد تتنازعه قوميات مختلفة وأديان ومذاهب متعددةوفي ظل فقر مدقع وأُمية تصل نسبتها الى
%85 وهذا مما يسهل انتشار الخرافة والجهل بين الناس .
ولقد تعامل ضياء الحق مع جمهوريته الاسلامية بطائفية ٍمقيتة , وكانت سنية الطابع , يسيطر عليها علماء دين مواليين لآل سعود وهم بالطبع وهابيون , سارعوا الى مؤازرة الباكستان ببناء جوامع في كل انحاء البلاد , مهمتها ترسيخ العداء بين المذاهب الآسلامية , وشق صف الشعوب بمزيد من الكراهية والخرافة والدجل ,ومحاربة كل ما هو تقدمي وعلمي ونير , وتكريس العداء بين الأديان الأخرىكالمسيحية التي كان نصيبها ولايزال كل ماهو سئ , ابتداءً من بناء بيوتهم والتي يجب ان لاتعلوا بيوت المسلمين وانتهاء ً بأعمال الخدمة والنظافة التي يمارسوها ( أغلب البيوت الباكستانية تخلو من المرافق الصحية وشبكة مجاري تصريف القاذورات , لذا يطرح الناس فضلاتهم في زوايا محددة خاصة للنساء وهناك اماكن للتبول للذكور خارج مناطق سكناهم )يتولى المسيحيون والملل الأخرى الغير إسلامية مهمة التنظيف !!!! [ يشكل الفقراء غالبية السكان , بينما تمتلك فئة قليلة اليد الطولى على الإقتصاد الباكستاني , ويتمتعون بأعلى مستوى معيشي , تقترب في احيان كثيرة بصفات عصر العبودية فالمهراجات وترجمتها اغنى الأغنياء لهم عالمهم الخاص , من خلاله يستطيعون السيطرة على جمعيات علماء الإسلام بما يخدم تأمين مصالحهم , ومصطلح جمعيات الإسلام يرادف المرجعية في ايران والعراق التي تستطيع التأثير على الشارع الباكستاني والإيراني والعراقي , وهذا مايعطينا فكرة عن وضع العلمانيين والتحرريين والديمقراطيين في بلاد يتقاسم السيطرة فيها البنجابيون والسنديون والكشميريون والبلوشيون ووو.....وكذا نتوصل الى نمط معيشة الكثير من اتباع الديانات الأخرىالغير اسلامية والذين يُعاملون بشئ من القسوة من غالبية الناس , ويطلق عليهم كتابيون على أحسن الأحوال وهم بالتالي كفار لايقبل الآسلام بالتعامل معهم وهم عرضة للقتل والإبادة وكثيرا ً ما هوجموا في دور عبادتهم من قبل متعصبين ينتشرون في طول البلاد وعرضها , تعلموا كره الآخر في حلقات حفظ القرآن التي يديرها متشددون , يستندون على آيات قرآنية كـ( ومن يبتغي غير االإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) وبالأمس القريب شنت نفس الجماعات المتشددة هجوماتها الهمجية على الأقباط في مصر , والمسيحيون في الموصل والصابئيون في البصرة وهم عرضة للتهديد من قبل الجماعات التي تستمد شرعيتها من ولاية الفقيه !!!؟؟؟ ولقد ساهمت دول العالم ومنها الولايات المتحدة الأمريكية بدعم العسكر الباكستاني نتيجة ثورة نيسان التحررية في أفغانستان, متجاهلةً ً التطبيقات الديمقراطية التى أحدثها حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه ذو الفقار على بوتو , وساهمت مع دول كثيرة عالمية واقليمية _ عربية وإسلامية بإنشاء تنظيمات اسلامية متشددة_ المجاهدون _ أنتجت بالتالي ( اسامة بن لادن والزرقاوي وغيرهم تتلمذوا في جوامع اعدت خصيصا ً لتكفير الآخرين .
ومن هنا بات من الخطر الصمت على الجوامع المنتشرة في الدول الأوربية و الآسلامية ومنها الباكستان تحديدا ًإذ يرسل الناس أبنائهم اليها بغية إشباع حاجاتهم الروحية وكسب المعرفة من تسامحٍ ومحبة وتعاضد واحسان بينما يلقنوا التفجير والتفخيخ ومعاداة المذاهب الأخرى ,وكذلك وهذه مسألة أخرى لا تقل اهمية عن سابقتها وهي خطر قيام انظمة حكم دينية يهودية او مسيحية او إسلامية , فما بالك ما يطرحه الآخرون من إقامة أنظمة حكم اسلامية طائفية . ولم يمر يوم حتى يشن هجوم من هذه الطائفة على تلك .لذلك ترى نمط معيشة الباكستانيون يعتمد على الأنتماءات , فهناك تجمعات سكنية للشيعة ويستحيل ان تجد سنيا ًيحمل ودا تجاه أخيه الشيعي أو الإسماعيلي أوا لأحمدي أو القادري والعكس صحيح وهذه إحدى أهم مساوئ الطائفية التي ينفخ في نارها الطائفيون في العراق في الوقت الحاضر , ولقد مورست أكثر من حالة سلبية في هذا الإتجاه , سيما وان االكثير قد زق الكره المذهبي في إيران في فترة تسلط البعث العبثي . ولقد زرت مناطق سكنية للشيعة منتشرة في مدينةكراجي يغلب عليها الطابع المذهبى اذ توجد في منطقة الرضوية مرقدا ً كبيرا ً مشابها ً للروضة العباسية في كربلاء بمآذنه الذهبية ومكبرات الصوت التي تؤذن للصلاة على مقام الدشت ,والتشديد على ان عليا ولي الله , ويمارس ابناء المذهب الشيعي مراسيم عاشوراء بكثير من أذى النفس والجسد مما يستدعي الكثير من اراقة الدماء عبر الضرب على الظهور بالسلاسل التي تحمل سكاكين صغيرة حادة.
ويفترش الباكستانيون الأرض في المدارس وكل منهم مسؤول عن ( سبورته )وقطعة الطباشير بمعنى ان لكل طالب ان يجلب معه يوميا ً سبورة وهي عبارة عن لوحة لاتتعدى حجم كتاب صغير يكتب عليها فاذا كان عدد الطلاب خمسون طالبا فان هذا يعني ان هناك خمسون سبورة في الصف الواحد , هذا في المدارس الحكومية , أما في المدارس الأهلية والتي يفوق عددها المدارس الرسمية فان التعليم لايحتاج الى طباشير او سبورة أو ( دماغ ) فالتعليم يتم عن طريق الحفظ الملائي القرآني !!! والشرح وهذا هو المهم يتم عن طريق التلقين الذي يفرخ في ساعات قليلة الآلاف من الإرهابيين الذين سيكونوا جاهزيين لقطع شوارع اسلام آباد وكل الأقاليم تنديدا واحتجاجا واعتصاما ً ومطالبة بحرق اي متطاول على االمعتقدات الأسلامية وان بشك ٍ أو بظن , وهذا ماحدث إبان ظهور سلمان رشدي الباكستاني الأصل وكتابه آيات شيطانية أو ما أشيع عن اهانة كتاب الله القرآن أو أي شئ من هذا القبيل وهي كثيرة جدا ً.
ففي حين تعجز الجوامع من إشباع معدة الفقراء بالغذاء , يصطف المئات يوميا ً وفي أوقات مختلفة على ابواب المطاعم دون إستثناء ( عدا الفنادق الفخمة التي خصصت للذوات ) لأستجداء الطعام وقد رأيت طريقة مشاعية مجزئة ( صوفية ) إّذ يتوجب على صاحب المطعم اطعام المستجدي بعد كل عشر( 10)وجبات مباعة ,و وددت ان اصطف الى جانب المتسوليين لالكونهم شحاذين ولكن كونهم يمتلكون من القيم الشريفة الكثير مما لم يمتلكها الأغنياء في كل مكان في العالم .
وبوسعكم أعزائي القراء السؤال : ماذا لو لم يحصل هذا الإنسان على قوت يومه ؟
وأترك الإجابة لكم ولمخيلتكم , في عصر إتسم بالعنف والهيمنة الرأسمالية !
تنتشر طرق الإستحصال على الأموال على سعة خيال البشر , في مجتمع يتمتع بكثافة سكانية عالية جدا ً , ويعجز الدين بكامل سطوته على الحياة الإجتماعية السيطرة على غرائز البشر , والجنس تحديدا ً, وتكون المرأة عرضة للقتل بتهمة الزنى , ويُترك الزاني كي يقاضي الزانية من مطلق انه قوام على النساء ,
وفي شارع واحد في كراجي , تجد اكثر من وسيلة , لإنتزاع ( الروبية ) وهي العملة الباكستانية فمن العزف على الآلة الهوائية ( الأوركورديون ) بصيغته الأولى الى العزف بالمزمار الذي سجبر الكوبرا على الرقص , والى الدب وهو يراقص صاحبه على آلة الدف
ولقد لفت انتباهي حلقة كبيرة من الناس تجمعوا حول رجل وقرد في ساحة من ساحات المدينة التي لاتعرف الهدوء ولا تعرف البرد , الرجل يؤشر بيده والقرد ينفذ ينام وينهض ويرقص ويجلس القرفصاء ويضحك ويضم عورته ويغضب ويبتسم ويقرأ الطالع ويتصفح الجريدة ويتأوه من شدة الحر ومن شدة البرد ويتضور من الجوع ثم ينحني للجميع المستأنس بطول أناة المروض وبممارسة المُرَوَض القرد, وما ان ينتهي من التحية حتى يسارع الى حمل عدة العمل الرئيسية وهي عبارة عن علبة صفيح معدنية ( علبة حليب نيدو فارغة وصدئه ) مؤشرا ومادا ًيده الى الناس الذين امتعهم بان يضعوا ما يملكون من روبيات وتسارع الناس كل وما ملكت مكارمهم وحين اقترب من احدهم اعطاه ( ضربة ) على رأسه , فما كان من القرد الا ورجع راكضا وغاضبا الى صاحبه راميا علبة الصفيح ومتناولا ً سكينة صدئة باحثا عمن ضربه عن غدر ٍ ومن غير اي وجه للحق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين