الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا تظلموا الشعب

وفاء الربيعي

2014 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


انا شخصيا لم استغرب النتيجة ولم اكن انتظر غيرها وكانت تخميناتي تقريبا صحيحة ، انا لجأت الى الصمت كل الفترة الماضية ، كنت اراقب واترقب ، اراقب ما حدث في الفترة الانتخابية واترقب النتيجة واتهيأ لها نفسيا كي لا اصاب بخيبة امل والم ، لم استغرب النتيجة فشعبنا ليس بالصورة التي وصفها الكثير ولا يستحق هذه المسبة والتجريح ، فكل القيادات لا تستطيع البقاء والفوز بنسبة ال 99 بالمئة الا من خلال اعتماد مبدأ التجهيل ، تجهيل الناس البسطاء ليتخلوا عن المباديء والقيم التي تمكنهم من العيش الكريم ، ما اعتمده النظام السابق هو تجهيل هذا الشعب ، الحروب والحصار والعزلة عن العالم الخارجي ، اضف الى ذلك المهانة واذلال الناس ، كل هذا جعل الناس يخنعون وهذا من حقهم فالخوف على شرف البنت او الزوجة او الابن او الاب او اساليب التعذيب المختلفة تجعل الكثير من الناس يكفون او كفوا عن التفكير بالتغيير وبدأ كل واحد يغني على ليلاه وشيئا فشيء بدأ التفكير بالمصالح الشخصية والتي في سبيل تحقيقها يتخلى الكثير عن القيم والمباديء وهنا يزداد القائد استبدادا ويستغل تلك النفوس ليحقق هو ايضا مصالحه الشخصية وطموحاته بعيدا عن الاخلاق والمباديء فهو يستغفل الناس الذين لا يرغبون وليس لهم طموح للتغيير وهذا الشيء امتد من القيادات السابقة الى القيادات الجديدة بصحبة امريكا فالساحة السياسية بعد التغيير كانت خالية امام الاحزاب الدينية التي استغلت ضعف الناس واستسلامهم الى رحمة الله بعد ان ذاقوا الذل والمهانة املين بقدرة الله على انقاذهم فتوجهوا للدين والعبادات وبهذا الشكل كان الوصول الى هؤلاء الناس ليس بالشيء الصعب والاستمرار باستغفالهم بمبررات دينية يكيفون النصوص الدينية بما يتلائم ومصالحهم وكونوا بذلك سياجهم الجماهيري الذي يرفض الانفتاح وتقبل افكار اخرى فهو لايطمح الى التغيير بل يطمح الى زيادة ثروته ومنافسة الاخرين بعدد الدفاتر الخضراء التي يمتلكها واخرون لايملكون ما يسد رمقهم ورمق اطفالهم فماذا يعني لهؤلاء التغيير ومن سيغير فليكن من يكن فعندما تأتيه بالف دولار لتشتري منه بطاقته وبطاقات عائلته الانتخابية وهو لم يرها سابقا في حياته بالتأكيد سيبيعها ولا يتعب نفسه بالتفكير لماذا ومن اجل من ، فهم ضعفاء، اما صاحب النفوذ الذي يسعى الى استغلال خوفهم وضعفهم فيزداد استبدادا وطغيانا .
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى غياب القوى السياسية اليسارية عن الساحة السياسية لفترة طويلة وابتعادهم عن الجماهير بسبب ايضا تعرضهم للقتل والسجون والمعتقلات دفعهم لمغادرة الساحة والنضال بشكل سري ، وبعد عودتهم للعمل بين الجماهير لم يكن من السهل الوصول اليهم ليس فقط لجهل الناس بل لاعتمادهم الاساليب الكلاسيكية القديمة في العمل ، ان الشخصية العراقية بسبب ما مر عليها من ظلم ومأسي قد تغيرت ومن جاء بعد التغيير قد عمق من جهلها وللوصول الى هذه الجماهير نحتاج الى تحليل نفسي علمي لهذه الشخصية وما استجد عليها من تغييرات كي نستطيع التغلغل بينها والعمل معها ،
علينا تغيير خطابنا وطريقة طرح مفاهيمنا على هذه الجماهير ، علينا ان نعتمد مبدأ الجرأة في مواجهة اي قضية تخص الناس والوطن ، علينا ان نعيد النظر ونأخذ رأي الناس القريبين منا والمحبين والبعيدين ايضا عن سبب عدم قدرتنا على كسب الجماهير علينا اعتماد منهج اخر يتلائم مع الواقع والكف عن الاحلام الغير قابلة للتحقيق وليكن اولا وقبل كل شيء الفرد العراقي مهمتنا ، لنناضل اولا من اجل تغيير وعي الناس بما يتلائم والواقع العراقي فالديمقراطية لاتصلح في مجتمع جاهل كما قال برنارد شو .....علينا الاهتمام بالاعلام والذي يجب ان يكون سباق في فضح السلبيات والتجاوزات على حقوق المواطنين والعمل وبجدية من اجل فتح قناة فضائية نصل من خلالها لبيوت الناس دون ان نطرق ابوابهم والتي سيفتحها احدهم ويغلقها اخرون والعمل من الان وليس غدا للتحضير للانتخابات القادمة . ومبروك لمن كسب ثقة الجماهير دون غش او تزوير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟