الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكارثة التي ارتكبها حزب البعث بعد وصوله الى السلطة بحق الثقافة والفكر العراقي هي تصفيه كوادر الحزب الشيوعي

سعد كريم مهدي

2014 / 5 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



في اعتقادي ان اكبر الكوارث التي ارتكبها حزب البعث بعد وصوله الى السلطة بحق الوطن العراقي هو تصفيه كوادر الحزب الشيوعي العراقي وتجفيف منابع تواجده على الساحة العراقية , وأريد ان أناقش هذا الموضوع بعيدا عن انحيازي للفكر اليساري وإنما أناقشه من خلال النتائج المدمرة التي وصل إليها هذا الوطن العراقي بعد فراغ الساحة العراقية من تأثير هذا الحزب على الشارع والثقافة العراقية , جميعنا يعلم ان التواجد المهم للحزب الشيوعي كان في جنوب العراق والفكر التنويري الذي يحمله هذا الحزب كان هو الصمام الأمان لجنوب العراق من جانب وللعراق بكامله من جانب اخر من ان يمنع اي فكر متخلف ديني أو ميتافيزيقي اخر من ان يتسلل الى العراق من خلال جنوبه بسبب النفوذ الواسع الذي حققه الفكر التنويري لهذا الحزب على الشارع العراقي , والكارثة تمكن في قصور الفهم السياسي لحزب البعث وعدم الإدراك لمستقبل العراق بدون وجود الحزب الشيوعي العراقي ومن هو البديل عنه , وعندما تم تصفيه كوادر الحزب الشيوعي بعد الجبهة الوطنية في مطلع السبعينات من القرن الماضي أصبحت الساحة الثقافية لجنوب العراق فارغة وبدون اي صمام أمان يحميها وهذا الفراغ الفكري جعل المد الديني والغيبيات بكل خرافاتها تغزوا الساحة الثقافية في جنوب العراق كالسيل الهادر دون ان يكون هناك اي مانع يصدها وما زاد الطين بله وصول الملالي الى سدرت الحكم في إيران التي جاءت بمشروع تصدير مشروعها الديني وصاحبها وصول صدام حسين صاحب العقلية القروية المتخلفة الى رئاسة الحكومة في العراق وأصبح الواقع العراقي كما يقول المثل ( شليله وضايع راسه ) فلم يعد هناك من يفكر بمستقبل العراق وإنما أصبح مستقبل العراق بيد الأغبياء وأولى الكوارث هي الحرب العراقية الايرانيه نتيجة هذا الوضع وأخرها الاحتلال الأمريكي الإيراني الذي لازالت أثاره الكارثيه مستمرة ولازال حصاد أرواح العراقيين وضياع ثرواتهم القومية في متاهات الفساد والمشكلة الأكبر من ذلك كله ان العراقيين أصبحوا لا يمتلكون اي فكر ثقافي وحضاري خصوصا بين الشباب يتناسب مع الحالة الحضارية التي يعيشها العالم اليوم فجيوش البطالة التي خلقتها هذه العملية السياسية جعلتنا لا نرى شباب في معامل ومصانع عملاقه أو مشاريع زراعيه عملاقه أو نجدهم في مختبرات البحث العلمي أو في حلقات ثقافيه يكتسبون منها فكرا ووعيا بل نجد كتل بشريه ضخمه كل ما تفعله تضرب على رأسها وصدرها في طقوس دينيه تسمى اللطم مع عقول فارغة من اي وعي ثقافي وفكري وفي الجانب الغربي من العراق نجدهم تحولوا الى حاضنه للتطرف الديني السني بعد ان تخلى عن الجانب الثقافي الذي كان يملكه وهذا أمر طبيعي جدا استنادا الى القاعدة الفلسفية التي تقول ( نقيض الشيء ينموا مع الشيء نفسه ) والشيعة وألسنه هما نقيضان متى ما وجد احدهما وجد الأخر , وقد نجد هناك من يقول ان كل الأمم تمر بمراحل من النكبات وانحطاط الفكري لكنها ما تلبث ان تنهض وتعاود بناء نفسها ولا أريد ان اختلف مع هذا الرائي لكني أسئل أين هو الجيل الذي يستطيع ان يخلق حاله الوعي في الشارع العراقي وينظف عقول الناس التي لوثتها التخاريف الغيبية الدينية وغير الدينية فإذا كان الاعتماد مره أخرى على الحزب الشيوعي العراقي فاعتقد هذا غير ممكن لان هذا الحزب دخل الى العملية السياسية المريضة ايظا بعد ان تنازل عن مبادئه في خلق حاله الوعي الثقافي والفكري الذي يجتث هذه الخرافات الغيبية التي ذكرناها والتي حجمت حدود العقلية العراقية والأكثر من ذلك انه أيدها ولا ندري في المستقبل القريب أو المتوسط سوف نجد كوادر هذا الحزب يمارسون طقوس اللطم في المناسبات الدينية حالهم حال عامه الناس ألمغيبه عقولهم بهذه الخرافات , لذلك لا يوجد أمل في الوقت الحاضر على الساحة العراقية يبشر بولادة جيل يستطيع ان يخلق حاله الوعي بين الناس وينقذهم من دهاليز هذا المستنقع الذي ركد فيه العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض