الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية لقداسة البابا ..

ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)

2014 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تحية لقداسة البابا ..
منذ ان تولى البابا فرانسيس الأول موقع البابوية وهو يفاجئ العالم بتصريحاته الدالة على انفتاحه على الأديان ، ونبذ التعصب والتمييز ، علاوة على تبنيه لقضايا الفقراء والمحرومين في كافة بقاع العالم ، وسعيه لتخفيف معاناة المحتاجين اينما وجدوا وأياً كانت معتقداتهم ... جاء الينا قداسته ، رحبنا به ، وقال البعض هاهو سيزور " اسرائيل " ايضا تحت عنوان سياسي وأنه سيؤيد اسرائيل في كل ما تقوم به ... فيما تناسى من يقول ذلك انه جاء في رحلة الحج المسيحي ليزور تلك الأماكن التي شرفها السيد المسيح شرقي نهر الأردن وغربيه في الأردن وفلسطين .. قالوا ان علاقة الفاتيكان باسرائيل والكيان الصهيوني علاقة قوية ووطيدة وسوف تطفي زيارته الشرعية على كل ما تقوم به اسرائيل في الأراضي المحتلة ..
تابعت زيارة قداسته بمعانيها وليس فقط بحسن ترتيبها او حسن التنظيم والاستقبال من قبل كافة المعنيين في الأردن وفلسطين فجهود الجميع مقدرة ... ولن أقوم هنا بسرد تفاصيل الزيارة ولن اتطرق لكافة المواقع التي شرفها قداسته ولكني أقول أن قداسته قد دخل إلى بيت لحم دون ان يلتقي بأي مسؤول صهيوني .. الأمر الذي جن معه جنون الصهاينة مما اضطرهم للكشف عن حقدهم على المسيحية .. هتفوا ضده .. مزقوا الكتاب المقدس .. وكأنهم يقولون نعم نحن من صلب المسيح ونحن من قتل من شبه بالمسيح ... فكان الرد قويا مزلزلاً للكيان الصهيوني عندما وقف قداسته بتاريخ 25/5/2014 أمام جدار الفصل العنصري المقام في بيت لحم قبالة مخيم " عايدة " وكأنه يقول لإسرائيل ، ما هذا يا إسرائيل .. لماذ الفصل ولم العنصرية ,, لماذا تقسمون الأراضي وتمنعون الإنسان من حرية التنقل ، لماذا أغتصبتم أراضي الكنيسة وصادرتم مساحات كبيرة منها كما صادرتم أراضي الفلسطينيين ,, نعم لقد كانت وقفته أمام ذلك الجدار تحمل في مدلولها أكبر معاني الاستنكار للممارسات الصهيونية العنصرية ...
نعم ، لقد كانت لزيارتكم لبيت لحم مدلولات عظيمة ، أقلها أنكم تستحقون الموقع الذي وصلتم إليه .. وأنكم المدافع الأول عن حق المظلومين ، فلقد دأب كل عشاق ومحبي السلام والمدافعين عنه عند زيارتهم لبيت لحم أن يقفوا في تلك النقطة التي وقفتم بها أمام الجدار وكانوا يقومون بوضع بصماتهم بالالوان وبالكلمات على ذلك الجدار ، وكانت وقفتكم هناك كعاشق وصانع للسلام ، وكانت نظراتكم التي أيدتم من خلالها كل كلمات السلام والمحبة التي تركها عشاق السلام على ذلك الجدار ، تلك الكلمات التي تستنكر الممارسات الصهيونية التي تفوح منها رائحة التسلط والهمجية والتمييز والتي يمارسها الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني .. فتحية لكم رسول سلام ومحبة ، تحية لكل وقفاتكم التي دافعتم فيها عن المظلومين والمضهدين أينما كانوا ، تحية لكل مواقفكم التي تستنكرون فيها كل أشكال التمييز والعنصرية وتحث على التلاقي بين الشعوب بعيداً عن الدين أو اللون أو الجنس .. فأهلا بكم .. فرسالتكم من المكان التي وقفتم به كانت واضحة مدوية حين قلتم لكل قادة العالم الذين سبق وأن قاموا بزيارة بيت لحم ولم يشاهدوا الجدار متظاهرين بعدم مشاهدته أو واضعين على أعينهم نظارات سوداء أعمتهم عن مشاهدة الحقيقة .. الحقيقة التي تقول للعالم ان الصهاينة هم المغتصبين وهم من ارتكبوا أكبر جرائم التاريخ بتشريدهم أكثر من عشرة ملايين إنسان وقتلهم وسجنهم للعديد منهم ... وأقول هنا أن هذا ليس بغريب عنهم بعد أن قتلوا وصلبوا السيد المسيح بشخصه أو بشبيهه .....
ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
25/5/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي