الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتفرقوا بين موتاكم يارفاق

خالد بهلوي

2005 / 7 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


يسلك كل إنسان في مسيرة حياته نمطا من التفكير والمعيشة والعمل0 البعض يسلك طريــق العلوم والمعرفة وآخرون يعملون في الزراعة وقسم يبحث عن أفضل سبل العيش له ولأسرته
ونسبة أخرى تمتهن السياسة وتنتظم في تنظيمات سياسية تناسب قناعا ته ومبادئه ويعمل طيلة حياته جاهدا مناضلا من اجل ذلك مقدما الكثير من وقته وماله وراحته في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية والديموقراطية والمساواة لجميع أفراد المجتمع ويعتبر الفلاح سليمان نموذج الفلاح البسيط الذي عانى في حياته الشقاء والتعب في سبيل مبادئه الشيوعية التي آمن بها وعكس ذلك على أولاده وأصبح أحدهم وزيرا وفي هرم القيادة الحزبية 0
نحن جميعا نفتخر بان يكون أولاد العمال والفلاحين مسئولين وقادة وأطباء ومهندسين وهذا دليل على قوة هذا الفلاح وأيمانه وتضحياته من اجل أولاده ومجتمعه ليرى ثمرة هذا النضال الطويل بالجيل القادم بعدهم على أمل أن يحملوا الرسالة رسالة الدفاع عن المظلومين والفقراء والكادحين دون هوادة إلى أن يتحقق العدالة والمساواة لجميع أفراد المجتمع دون تمييز
ووفاء لهذا التاريخ النضالي قرر ابنه إقامة أربعينية له في المركز الثقافي بالقامشلي
لم نذكر ولا يعرف أحدا سابقة في محافظة الجزيرة وعلى مستوى الحزب الشيوعي انه أقيم أربعينية لفلاح من الريف أو عامل في المركز الثقافي مهما كانت درجة نضاله وتضحياته ومدة اعتقاله وأي كان معاناته مع المرض الذي خلفه التعذيب أيام زمان في العهود السابقة
وللامانه فان تاريخ منظمة الجزيرة حافلة بالمناضلين الذين رحلوا دون وداع أو كلمات على قبرهم سوى من ارتقى سلم المجد ووصل إلى المراتب العليا واخذ مكانا في القيادة وتمسك بها طيلة عمره وحافظ على مكاسبه وامتيازا ته لأنه تعلم وأدرك نمطا من المعيشة ونمطا من ركوب السيارات المكيفة يستحيل بعدها العودة إلى الدراجات الهوائية التي اشتهرت بأن صاحبها ومالكها شيوعي ومن المستحيل العودة إلى العهود السابقة عندما كان يعتبر فطور زيت والزعتر عيدا له و فطورا فاخرا
ما نشهده اليوم يخرج عن المألوف بالنسبة للشيوعيين ويطرح أكثر من سؤال
هل يحظ جميع العمال والفلاحين المناضلين هذا التكريم
أم التكريم مخصص لأولاد المسوؤلين وذويهم
إننا مع تكريم جميع الرفاق المناضلين الذين سخروا كل حياتهم ووقتهم للحزب
ولو كان في خيمة أو في ساحة مكشوفة أو في قرية بعيدة هؤلاء الرفاق الذين
لم يتعلموا مهنه ولم يجمعوا مالا وتفرغوا لخدمة حزبهم وقضوا أيام شبابهم وعندما شاخوا لم يحصلوا على راتب تقاعدي يقيهم من أهوال المرض والجوع والفقر0ايام شبابهم كان يفتح لهم دكان صغير أو يامن لهم عربة دفش لتكون وسيلة وهمية ليناضلوا من خلالها ويدخلوا القرى وينشروا سياسة الحزب وفي نهاية عمرهم ما الضير أن يفتح لهم ذلك الدكان ليطردوا الفقر والحاجة ولكن بأسلوب آخر بمصدر رزق
نعلم جميعا أن تكريم والد مسئول وتمييزه عن رفاقه الشيوعيين يخلق حالة من الاستغراب والدهشة أولها يشكل رد فعل سلبي عند الرفاق وخاصة أولاد المناضلين الذين ضحوا بالكثير من اجل مبادئهم وقناعا تهم ورحلوا دون اهتمام أو تكريم
أنني على ثقة بان والد الوزير لو كان حيا لرفض هذا التمييز بينه وبين رفاقه لأنه طيلة حياته ناضل من اجل تحقيق العدالة والمساواة بين جميع الرفاق والأصدقاء
كان الشاعر الكردي جكرخوين دائما يقول :
أنني الآن مهمل ولا أحد يهتم بوضعي المعيشي والاجتماعي وبعد موتي سوف يتسابق الجميع لوضع أكاليل من الورود على قبري ويتسابقون بإلقاء الكلمات الرنانة والوصف والتقدير لمسيرة حياتي

هكذا كان أبو الوزير بعيدا عن الأضواء والشهرة إلى أن أصبح ولده وزيرا
من المؤسف أن تكون مقاييسنا وتعاملنا حسب أهمية المرء وقربه من مركز القرار والقيادة وليس على أساس نضال الإنسان وأخلاقه واستقامته ونزاهته وأيمانه بالماركسية اللينينة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مالذي سيحسم في فوز فون دير لاين بفترة ثانية على رأس المفوضية


.. رهان قوة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بسبب التجارة




.. مسؤولون أمنيون إسرائيليون: عملية رفح العسكرية ستنتهي خلال أس


.. قيادي في حماس يعترف بتراجع شعبية الحركة في قطاع غزة




.. قراءة عسكرية.. مروحيات إجلاء إسرائيلية تغادر جنوب غرب مدينة