الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا.. أيضاً.. وأيضاً

شادي جابر

2005 / 7 / 23
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سورية.. أيضاً.. وأيضاً..
"إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"

هذا المثل القديم يصلح لبعض رجالات السياسة والإعلام في لبنان والعراق وبعض الدول العربية الذين لا هم لهم في هذه الدنيا إلا اتهام سورية بكل ما يجري في هذا العالم من أحداث، وربما تقف أيضاً وراء الظواهر الطبيعية من زلازل وبراكين كما تقف وراء أعاصير تسونامي على حد تعبير وزير الإعلام السوري.
سورية بلد عربي من دول العالم الثالث ما تزال أرضها محتلة.. ولديها الكثير من المشكلات كما لدى تلك الدول وربما أقل.. ولديها أزمة اقتصادية وأزمات أخرى.. ولكن بالمقابل لديها مشروع إصلاحي تحديثي متكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية.. وتتحرك عجلة الإصلاح والتحديث حسب الأولويات ووفقاً للمتطلبات الملحة وصولاً إلى الأقل إلحاحاً كما أكد الرئيس بشار وكما يجري حالياً على الأرض.
ولعل البعض نسي أو تناسى أن سورية دولة تحترم الشرعية الدولية وتنفذ قراراتها.. وتتعامل بديناميكية وحكمة مع الضغوط الدولية التي من المفترض أن توجه ضد إسرائيل الدولة الخارجة عن القانون الدولي بامتياز.. والتي لا يخفى على أحد ممارساتها الوحشية العنصرية ضد كل ما هو فلسطيني وعربي وإسلامي.. ومن خلفها واشنطن بما لها من ثقل لا يحتاج إلى شرح أو بيان.. ويكفي ما ذهب إليه عضو الكونغرس الأميركي "تانكريدو" قبل أيام خلال مقابلة أجراها مع برنامج إذاعي بولاية فلوريدا الأمريكية مجيباً على سؤال لمذيع البرنامج حول رد الفعل الأمريكي في حال مهاجمة الولايات المتحدة من قبل مسلمين أصوليين متطرفين بالقول "إن أحد الردود المحتملة هو تدمير مواقعهم المقدسة" عندها سأل المذيع "تانكريدو" إذا ما كان يقصد "مكة" فرد بنعم.
سورية سحبت قواتها وأجهزتها الأمنية من لبنان.. وبنت جداراً رملياً على طول حدودها مع العراق.. وأنشأت مخافر لمراقبة تلك الحدود ونشرت عدداً كبيراً من جنودها هناك.. علماً أنها لم تفعل ذلك أثناء تعرضها لعمليات تفجير إرهابية في الثمانينات عندما كانت السيارات المفخخة تدخل عن طريق نفس الحدود.. ولكن الفيلم الأميركي الطويل لم ينتهي بعد والاتهامات والمهاترات مستمرة كل يوم بل كل ساعة بدون دليل موضوعي واحد.. بالاشتراك مع بعض جهابذة السياسة والإعلام العرب.
ما هذا الحقد ولماذا..؟! لأن سورية تفتح أبوابها لكل من هو عربي.. لأن سورية تدافع عن قضاياها ومصالحها.. لأنها ترفض الاحتلال الأميركي للعراق والاحتلال الإسرائيلي لأراضيها والأراضي العربية وتدعم حق الشعب الفلسطيني في مقاومة ذلك الاحتلال.. لأنها لم تقبل بازدواجية المعايير.. لأنها تحملت مسؤولية وجودها في عش الدبابير اللبناني حين كان غارقاً بالدماء التي لم يبخل بها السوريون بينما ابتعد الآخرون.. وحين صنفت كدولة إرهابية نتيجة دعمها لمقاومة حزب الله التي أسفرت عن تحرير الجنوب اللبناني.. أو لسبب آخر مرتبط بموقف آخر ما وراء المحيط.. أين كان هؤلاء ممن يتبجحون هذه الأيام بسيادة لبنان ويديرون شؤونه "وانتخاباته الأخيرة" من منزل السفير الأميركي في عوكر.. أو أن هذا ليس تدخلاً!!!
نقول لجهابذة السياسة والإعلام العرب ممن يهللون لديمقراطية بوش في المنطقة.. كفاكم مزايدات.. وتوقفوا عن ترديد مصطلحات سبق أن رددها الصقور قبل الببغاوات.. ونتمنى عليكم إعطاء بعض الوقت للقضايا العربية العادلة بما فيها قضية الجولان السوري المحتل أو "السكوت".. بدلاً من أسلوب التحامل والاتهام والابتزاز الموجه ضد كل ما هو سوري.. وعذراً لاعتقادي أن على بعض هؤلاء اللجوء إلى أطباء نفسيين لمساعدتهم على تفريغ صدورهم من الأحقاد التي لا تنمّ إلا عن مشكلة نفسية يعانون منها وتعبر عنها تصريحاتهم وآرائهم المؤسفة التي ينبغي ألا تصدر عمن يفترض أنهم طبقة النخبة المثقفة في مجتمعاتهم.
شادي جابر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما شكل المقاربة الأمريكية للدفع باتفاق سياسي لإنهاء الحرب في


.. خلافات معلنة بين بايدن ونتنياهو.. ما تأثيرها على الانتخابات




.. واحات جنوب المغرب -الساحرة- مهددة بالزوال!! • فرانس 24 / FRA


.. السفينة الأميركية -ساغامور- تحمل أولى شحنات المساعدات من قبر




.. #متداول.. مستوطنون يقطعون الطريق بالحجارة أمام شاحنات المساع