الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دبي وأربيل...والمنافسون الجدد للسياحة المصرية

إبراهيم الغيطاني
(Ahmed)

2014 / 5 / 25
الادارة و الاقتصاد


لم تعد الأزمة السياسية في مصر، والمستمرة منذ يناير 2011 حتى الآن، هي المعضلة الوحيدة التي تقف في طريق عودة الـ 10 مليون سائح لمصر، فرغم أن مصر تمتلك العديد من المقومات الثقافية والتراثية التي تجعلها دولة رائدة في القطاع السياحي، إلا أن الأمر لم يعد يتعلق فقط بالمحيط الداخلي، فهناك ثمة متغيرات أخرى في خريطة السياحة على المستوى الإقليمي، يجب أن ننتبه إليها.
وحاليا، لم تعد مصر هي المقصد السياحي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط، فالسياحة الوافدة إلى الشرق الأوسط تناثرت بين مناطق مختلفة، ودخلت أطراف عدة تحمل استراتيجيات قوية لتنمية قطاعها السياحي مثل الإمارات العربية المتحدة، وكردستان العراق، بالإضافة إلى اللاعبين القدامى مثل تركيا والمغرب.
وذكرنا سابقا أن مصر تمتلك العديد من المقومات الثقافية و التاريخية و التراثية، التي تجعلها دولة رائدة في القطاع السياحي، إضافة إلى الشواطيء المنتشرة بطول ساحل البحر المتوسط أو البحر الأحمر، وهذا ما نسميه المزايا النسبية، ولكن اختلفت النظرة عالمياً خلال العقود الماضية، وتم التحول إلى مبدأ القدرات أو المزايا التنافسية.
وما نعنيه بهذا المبدأ أن المزايا النسبية لم تعد كافية لجذب عدد أكبر من السياح، وهناك قدرات تنافسية أخرى أضحت لازمة وضرورية لدعم القطاع السياحي، وهي (الأوضاع البيئية‏،‏ ومستوي الأمن‏،‏ ودرجة الأمان الشخصي‏، ومستوي البنية الأساسية للنقل الجوي والبحري والبري‏،‏ وتوافر الموارد الطبيعية‏، ومستوي الرعاية الصحية‏،‏ ومستوي النظافة العامة‏، ومدي توافر خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات‏،‏ وكفاءة الموارد البشرية‏،‏ وجودة المواد الثقافية الجاذبة للسائحين‏)، وهي معايير وضعها المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" لقياس تنافسية قطاع السياحة والسفر لدى دول العالم.
وإذا نظرنا إلى ترتيب مصر في مؤشر تنافسية قطاع السياحة والسفر لمنتدى الاقتصادي العالمي عبر السنوات الماضية، مقارنة ببعض الدول في منطقة الشرق الأوسط، فنجد أن ترتيبها آخذ في الهبوط مقارنة بدول أخرى آخذة في الصعود.
وقد جاءت مصر في مؤشر 2013-2014 في المرتبة 85، لتعبر بذلك عن تراجع ليست فقط في عدد السياح وعدم الاستقرار السياسي، وإنما أيضا القدرات التنافسية التي تمتلكها مصر، بينما جاءات الإمارات في المرتبة 28، وللعلم أن إمارة دبي جذبت وحدها نحو 11 مليون سائح في 2013، أي نفس عدد السياح التي استقطبتهم مصر قبل ثورة يناير 2011 عندما كانت حركة السياحة في ذروتها، وفي نفس المؤشر جاءت تركيا عند المرتبة 46، و المغرب 71.
وخلال الآونة الأخيرة، ظهر لاعبون جدد في المنطقة، وهي مدينة أربيل عاصمة كردستان العراق، وقد شهدت طفرة كبيرة في البنية التحتية للقطاع السياحي، ولديها عدد من المقومات الثقافية و التاريخية تجلعها مدينة سياحية من الدرجة الأولى، وبحسب رئيس هيئة السياحة في إقليم كردستان العراق، مولوي جبار وهاب، فإن المدينة لديها خطة استراتيجية للعام 2025 تتمثل بجعل إقليم كردستان واجهة سياحية عالمية، وجذب نحو 7 مليون سائح في العام 2025.
وفي ضوء التغيرات الجديدة التي طرأت على خريطة المقاصد السياحية في منطقة الشرق الأوسط، توقعت منظمة السياحة العالمية أن يتضاعف عدد السياح في الشرق الأوسط بحلول عام 2030 من 61 مليون سائح إلى 149 مليوناً، وأن يتضاعف عدد السياح في شمال أفريقيا من 19 مليوناً إلى 46 مليون سائح في 2030، وسوف تزيد حصة الشرق الأوسط من سوق السياح العالمي في 2030 إلى 8% من 6% في 2010.
واستنتاجاً مما عرضناه سابقً، فإن التنافس الإقليمي في القطاع السياحي أضحى مشتعلاً، مما يضع معه احتمالات توزيع كعكعة الوافدين إلى منطقة الشرق الأوسط بين عدة لاعبين، ومن ثم فإن مصر أمامها مهمة قوية لا تتعلق فقط بإعادة الاستقرار السياسي، ولكن أيضا دعم قدراتها التنافسية حتى تستطيع البقاء ضمن أهم المقاصد السياحي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 07 مايو 2024


.. مصادر العربية: احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط في حقل زرقة شرقي




.. نشرة الرابعة | -النقد الدولي-: هجمات الحوثيين تسببت في انخفا


.. المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: ما الإنجازات التي حققته




.. انخفاض طفيف في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الإثنين 06 مايو 202