الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صور من حارتنا (5)

عبد الصمد فكري

2014 / 5 / 26
الادب والفن


البنية العمرانية

منذ دخول الألفية الثانية، بدأ ظهور ما يعرف بالسكن الاقتصادي"القفوزة "، والذي كان قد استحدث في البلدان النامية نظرا لما تعرفه هذه البلدان من ضغط وانفجار ديمغرافي في البنية السكانية، حيث يفوق الحد الأدنى لمعدل الولادات نسبة الوفيات.
لقد نَظَّر الغرب بهذه الفكرة الإستراتيجية وقام بتطبيقها على الدولة العربية التقليدية في صورتها الشمولية، بعد ظهور ما يعرف بنطاحات السحاب لديهم منذ النهضة الاقتصادية بأوروبا بالقرن 19م، لكن هذه الخاصية لم تكن مستحببة من طرف أغلب ساكنتهم الذين فضلوا العيش بانفراد – كل قريب من أرضه وبعيد عن غيره - ... لتنتقل بذلك الفكرة ويتم تطبيقها في المجتمع العربي عموما، لتتناسب بذلك مع ظروفه وأوضاعه المعيشية (...) وحاجياته ومستواه الإيكواجتماعي.
من هنا أمكن الحديث عن ظهور هذه المجمعات السكنية أو ما يطلق عليها ب "الإقامة" بالمناطق الشبه عصرية بالمدن الحضرية. بمنطقة "سيدي مومن" - نموذجا - (مدينة الدارالبيضاء) التي كانت عبارة عن أراضي زراعية، يتم زراعة القمح... ورعي البقر والغنم بمعظم أراضيها...
لقد كان المواطن الفلاح المغربي التقليدي المعصرن بالمنطقة المذكورة مرتبط إلى درجة عالية بالأرض التي يعمل بها، وكان يدين بالولاء بدرجة كبيرة إلى السادة أرباب الأرض (أجداده + بعد ذلك المستعمر + بعدها هو كخادم أولا وحاضن بعد مغادرة المستعمر) بالرغم من جسامة المتطلبات التي كان يلتزم بها إزاء المستعمر، ومن تم أمكن الحديث عن الازدواجية الثقافية بين الساكنة الأصلية للمنطقة والساكنة المستحدثة من باقي المناطق من داخل المدينة وخارجها، لتظم المنطقة بذلك أكبر تجمع سكاني بالمغرب حسب الإحصائيات الأخيرة لسنة 2004 بمعدل 453,552 نسمة بمساحة 38,59 كلم .
كانت مساحة الشقق في البداية بما يقارب 54 متر مربع، بثمن 200 000 درهم (20 مليون سنتيم) بمعدل 20 إلى 28 شقة في العمارة الواحدة بسطح ومخرج مشترك، ليظهر بعدها سكن من نوع آخر بشراء بعض "الزماكرية " خصوصا أو بعض الأمازيغ الذين انتقلوا لمدينة الدارالبيضاء، وشراء بقع أرضية وبناءها لحدود الطابقين بمعدل شقتين بمساحة 74 متر مربع وبناء مقهى بالأسفل أو محل تجاري ضخم (super marche)...
من خلال هذا الاستبطان النموذجي لمنطقة "سيدي مومن" وتحولها من فضاء بدوي تقليدي إلى فضاء حداثي شبه عصري، أمكن القول أن البنية العمرانية تمكنت من تجاوز الصورة النمطية التي كانت تعيشها قبيل تسعينيات القرن الماضي، باعتبارها كانت مرتكزة على مناطق راقية بالمدينة (أنفا نموذجا)، وأصبحت تشكل الأساس العمراني للمدينة ككل، وبهذا فهي وسيلة حققت الغاية الطبيعية لساكنة المنطقة بوجه خاص والمناطق الداخلية والخارجية للمدينة ككل.

عبد الصمد فكري
(المغرب - الدار البيضاء)

التسلط باسم الدين (6)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل