الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة حب سريالية

محمد الذهبي

2014 / 5 / 26
الادب والفن



لم يكن يمتلك دليلا ضدها، دليله الوحيد انها تكرهه، والدليل الثاني انها تكذب ببساطة، ولاجل اي شيء، منذ اليوم الاول لاقترانه بها احس بخطئه الفادح، الذي ارتكبه بعد خروجه من قصة حب فاشلة، وخروجها ايضا، لم يكن يمتلك الشجاعة للانفصال عنها، فعاش طويلا وسط دوامة من الشكوك القاتلة، في كل مرة يتخيل لها عشيقا بشكل معين، وكل هواجسه انها تخونه، لكنه لايمتلك اي دليل على هذا، فهي من اصدقاء الله المخلصين، لديها انواع الصلوات وانواع العبادات، تقضي الليل في الصلاة هروبا منه، الى ان احس هو بهذا ففصل فراشه بعيدا، فانقطعت علاقتها الليلية بالله.
هذا الرجل الذي يقرأ انواع الروايات ويطلع على احدث المنشورات ويعطي رأيه صريحا بها، هو مختلط المشاعر تجاه نهلة التي ارعبته، تمتلك مظهرا يوحي بالسذاجة والمسكنة، لكنه متأكد انها غبية بما يكفي، فهو قد اختبرها باكثر من اختبار، بعض الاحيان يفكر انها تصطنع الغباء، واخرى يسلم انها طبيعتها، فيحمد الله ان ابناءه جميعهم متفوقون دراسيا، لقد جلد ذاته في اوقات كثيرة وقرر ان الذنب ذنبه، فهو نزق ، ضجر ، ملول، لاتمضي على صداقته مع اي امرأة او رجل ايام طويلة حتى يسأم فيها منهم ومن احاديثهم، اصدقاؤه يعلمون بهذا وطالما صارحوه، حتى عمله في الصحف كان يتسم بالضجر والملل وكثرة الاعداء، على الرغم من طيبته، لكنه ثائر دائما ولاتفه الاسباب، حتى غدى اصدقاؤه يخشونه ويخشون الاختلاط به، عواطفه متأججة بلا اية علاقة تذكر، كان يخاطب السراب ويحب السراب، وبغضه لزوجته صور له ان اية امرأة ممكن ان تكون عوضا عنها، يوميا يتزوج واحدة بشكل معين وطعم معين، يعيش معها للحظات في خياله السارح، هن كثيرات من حوله وهو يمتلك اسلوبا جذابا في الحديث يستطيع من خلاله ان يكسب الى صفه الكثيرات، ويستطيع ان يقنع الآخرين ان زوجته هي سبب امراضه المتعددة والتي تبدأ من الصداع ولاتنتهي بالقرحة والسكر والضغط.
دائما يكرر انه يعيش سهوا، وان عمره سقط سهوا من جيب الله فتلقفته القابلة، يتصور ويحسب حسابا للسنة المقبلة، فهو مجنون ومن الممكن ان يكون بعيدا عن كتبه وبيته في نزوة جنونية او شطحة من شطحاته الصوفية، ومع هذا يتراجع بقوة، قبل سنة تعرف على امرأة حقيقية ليست من فتيات الفيس بوك، وبادلته الحب بقوة، ولكنه هرب منها سريعا لانها كانت تكره زوجها وتريد الانفصال عنه والارتباط به، يشعر دائما ان الزواج علاقة غير مقدسة علاقة مليئة بالكذب والخداع، وينصح اصدقاءه دائما بعدم الدخول في هذا القفص المجنون الذي يصادر اول مايصادر العواطف، ليترك الانسان كالثور المعصوب العينين يدور يدور يدور الى مالانهاية، دائما كان يتوقع ان مستقبله ليس مع الشعر او الرواية او كتابة الاعمدة، مستقبله مع المجانين وهذا ماتريده المرأة من الرجل، هي واسطة لفقدانه عقله والتحول الى حيوان اليف، كانت تتعمد ان تظهر الجفوة امامه ليزداد غيظا فيهرب الى كأس تطفىء غضبه، ويعود ثانية من الكأس فيرى وجها متجهما غليظا، لم تعتد ككثير من النساء ان تريحه، فهي لاتمتلك ماتمتلكه النساء، من النون الى الهمزة، وقد علم ا ن اباها كان يناديها قديما انها رجل، لانه احس بعدم امتلاكها لاية عاطفة، اسعد ايها المسكين لماذا اقحمت نفسك وسط هذا الجنون، الجنون نعم الجنون، وهل انا مجنون، قابله خضير بنصيحة: يا اخي اما ان تصدق انك في مستشفى الامراض العقلية ، او انك ترسل الى واحد من اخوتك يخرجك من هنا، فانتفض اسعد: واين اذهب اعود الى البيت كلا ، ان المجانين ظرفاء وهم اجمل كثيرا من زوجتي، كان خضير فيلسوفا ولذا يحاول دائما استفزاز اسعد، ما رأيك ان وراء كل عظيم امرأة، استخرج اسعد سيكارة من جيبه وقال: لو كنت عظيما فامي ورائي، اتعرف آخر قصيدة كتبتها، تقول ان : ان النساء جميعهن مخادعات وغادرات ماعدا امي، وانني مهما بحثت لن اجد شبيهة بها، لقد كنت ازور قبرها قبل ايام وشكوت لها انني مهموم، هي تعرف، فكان خضير بالمرصاد: انت لم تغادر المصح فكيف زرت قبر والدتك، لقد زرتها خرجت وانت لاتدري، ضحك خضير وهز يده: وهو يردد: وراء كل مجنون امرأة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية - الشاعرة سنية مدوري- مع السيد التوي والشاذلي ف


.. يسعدنى إقامة حفلاتى فى مصر.. كاظم الساهر يتحدث عن العاصمة ال




.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج