الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سايمون الممثلة الجميلة

محمد الأحمد

2014 / 5 / 26
الادب والفن



استذكر فيلماً قد شاهدته قبل ايام عنوانه "سايمون"، وهو احدى نوادر المخرجة "اندروا نيكول" ويعدّ الفليم ايضاً من روائع الممثل الاسطورة "آل باتشينو" للعام 1990م.. ظهر فيه بدور شخصية مخرج افلام مغمور اسمه "فكتور ترابسكي"، تخونه الظروف، وتختلف معه الاذواق لحدّ ان تتخلى عنه زوجته اول الامر، وبعد ذلك الممثلة الرئيسة "نيقولا" التي من المفترض ان تمثل له دور البطولة في فيلمه الذي كتبه وأخرجه. ويجدها معرضة عن العمل معه لأسباب وحجج واهية، اولهما بأنها لم تفهم العمل الذي يعمل عليه، حتى صارت تطلب منه طلبات تعجيزية من اجل ان تتفرغ لأعمال مع مخرجين غيره، تظنهم باتوا افضل منه في تقديم اعمالهم، فتتركه. ويتبين فيما بعد بان "نيقولا" لم تترك العمل معه إلا لسبب انفصاله عن زوجته الممولة للفيلم، ويقع في احراج كبير. اثناء ذلك يلتقي به احد اصدقائه القدامى الذين يعرفون نهجه الفني، والذي كان مؤمناً ومعجباً بطروحاته، اسمه "هانك" ويعد نفسه فاشلاً في الفن لكنه تحول الى التكنولوجيا وإعداد برامج الكومبيوتر، وقد سببت له تلك الشاشة مرضاً وعطباً في عينه ولا يمكنه ان يعيش إلا لبضعة اشهر قادمة، ولكن "ترابسكي" لا يمنحه تلك الفرصة، لأنه لم يصدق ما طُرح عليه. لكن بعد موته يصله طرداً بريدياً يتسلمه من محامي "هانك" ويعطيه مغلفاً فيه "هارد دسك" يحوي على ذلك البرنامج الذي حدثه عنه، مُثْبِتاً بأنه جعل الكومبيوتر يشارك في التمثيل، بمهارة. وقد أستحدث صورة ممثلة فائقة الجمال بإمكانها ان تؤدي الادوار المؤثرة باقتدار ومن بعد ان اختار اجمل عينين وأجمل انف وانقى بشرة، واصفى جيد، وأفضل خصر، ليتحول هذا الافتراض الى اجمل ممثلة تظهر على الشاشة، وأعطاها اسماً مركباً من مقطعين رمزاً لكلمتين من المصطلح السينمي "المشهد الاول- المقطع الاول/ S1-M-One"، تقوم بدوره الحسناء "راتشيل روبرت"، ودبلج لها صوت لممثلة أخرى, فصارت شخصية "سايمون" تجمع خبرات التقنية، وثقافة العصر، واستطاع بعد ذلك ان يدخل بها كممثلة كأنها كيان من لحم ودم، وليست معادلة رياضية افتراضية، وصارت تحضر بفاعلية المسابقات حتى نالت ارفع الجوائز، وانشغل الناس بهذه الممثلة التي صار "ترابسكي" يُعتّم على خصوصيتها الاجتماعية -وكأنها "بشراً"- من المتطفلين، والمعجبين بشخصها، وأولهم زوجته، من شدة نجاحها بدأت تشعر بالغيرة تجاهها، وقررت استعادة زوجها الذي تركته لأسباب لم تكن موضوعية، و"سايمون" هي التي جعلتها تعرف قيمة زوجها طالما هو مرغوب فيه وفضلته نجمة الملايين، وعاطفتها تجاهه بدأت تخضر من جديد، وأكثر من السابق. .خصوصاً بينهما ابنة يافعة، ناضجة متعلمة الكثير من ابيها المثقف، الذي استطاع كمخرج ان يواصل طموحاته الفنية بعدة افلام ناجحة جداً فأراد ان يعترف لزوجته بالحقيقة، بأن غريمتها لا وجود لها على ارض الواقع، فلم تصدقه، وتخيلتهُ مازال يعاني من الأسباب التي اختلفت بها معه، فصار عنده ردة فعل بان يتخلص من "سايمون" المفترضة التي لا يمكنه معها استعادة زوجته، فقرر مسح برنامجها. كما اراد ان يقنع جمهوره ويقيم دفناً رسمياً لجثتها الافتراضية، يليق بنجمة، من بعد ان رمى صندوق متعلقاتها الى عرض البحر، ولم يكن بحسبانه أن الشرطة ستتهمه بقتلها، واخفاء جثتها.. وعلى أثرها يتعرض الى تحقيق ينهار فيه، ويعترف بقتلها. ثم ياتي دور ابنته باستعادة ذلك البرنامج من عرض البحر، واستعادة "سايمون" لتظهر على قنوات الاعلام لتقول: انها ما تزال حيّة. منقذة اياه من جريمة ابداعية، بحق شخصية افتراضية.. اذ بات البرنامج الافتراضي حيّاً، ولا يمكن محوه من حياتنا، ولا حتى تجاهله، او ازاحته مثلما باتت العديد من الاوهام التي تدخل حياتنا ولا تفارقها..!
______________








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية


.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!




.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع