الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي ومسعود ........وفخ نفط كوردستان

علي الصفار

2014 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي ينشغل فيه العراقيون بالإنتخابات ونتائجها نتفاجأ إعلان حكومة إقليم كوردستان بتصديرها الشحنة الأولى من النفط عبر تركيا وإيداع العوائد في بنك تركي،وبالرغم من معرفة الجميع إن إلإقليم يصدر النفط منذ سنوات بل إن كلا من الحزبين (البارتي والإتحاد ) يصدران النفط بشكل مستقل عن بعضهما وإن العوائد لا تدخل لخزينة الإقليم بل يتقاسمها الحزبان مع صمت القوى الكوردستانية والكورد الذين إستطاع البارزاني إشغالهم بل وتكبيلهم بالحلم القومي بإعتباره الهدف الوحيد والأسمى لحل مشاكل الكورد بدلا من التفكير بالتنمية والحكم الرشيد كبديل لحكم العشيرة.
هل جاء الإعلان صدفة أم نتيجة تهور البارزاني أم إنها خطوة محسوبة بدقة ؟
في تقديري لم يكن الإعلان صدفة أبدا ، خاصة و المؤشرات تشير إلى إن المالكي سيخسر منصب رئيس الوزراء بعد أن إنفض عنه الشيعة والسنة وإن الأجواء السياسية تسير في نفس السياق الذي يدعى الكورد إنهم يعملون من أجله وأعني به إبعاد المالكي عن الولاية الثالثة، وبالتالي كان من المفترض أن يهدىء الكورد اللعب(كما يقال) ويقللون من الضغط السياسي لحين مجيء رئيس جديد للوزارة يكون أكثر مقبولية من الشيعة والسنة والكورد،إلا إن إلإعلان يؤدي إلى العكس تماما،فما الهدف ؟ في تقديري إن السيد البارزاني سارع إلى الإعلان لأنه شعر بأنه سيخسر المبرر للإنفصال لذلك فهو من أشد المتمنين بقاء المالكي في الحكم لأن الأخير أصبح مكروها من جميع القوى السياسية الفاعلة والذين يحملونه أسباب الإنقسام السياسي والمذهبي والقومي وبالتالي فإن أي رد فعل كوردي سيفسر على كونه نتيجة لتصرفات المالكي وليس رغبة يسعى لها البارزاني لأهداف شخصية لاعلاقة لها بحلم الشعب الكوردي.حينئذ ستكون القوى السياسية في موقف صعب إذ هي تقر بأخطاء المالكي الكارثية ولن تستطيع لوم الكورد أو على الأقل سيكون رد فعلهم مرتبكا وضعيفا وهو مايريده البارزاني.
إعلان البارزاني فيه إحراج كبير للمجلس والتيار الصدري القريبين من البارزاني والساعين لإبعاد المالكي ،فقد أضغف البارزاني موقفهم خاصة في قضية يتفق العراقيون ولنقل العرب على إعتبارها جريمة بحق العراق وأعني بها تصدير النفط دون علم الحكومة الفيدرالية وهو إجراء لايمكن أن يحصل في أي فيدرالية في العالم.
هنا البارزاني يقامر مرة أخرى بمصير الكورد كما فعل والده في 1975 وكما فعل عام 1996 وكما إعتاد أن يفعل هو منذ 2003 حتى بات الكثير من عرب العراق سواء من القوى السياسية أو من المواطنين يراجعون مواقفهم في دعم القضية الكوردية وهو الموقف الذي كان له أثر كبير في إنتصار الكورد مقارنة بكورد إيران وتركيا حيث يجمع مواطنو الدولتين على عدم أحقية الكورد بالحكم الذاتي ،هنا لاننكر صمود الشعب الكوردي بوجه الإضطهاد طيلة عقود من الزمن.
البارزاني يكره المالكي ولكن وجود المالكي في السلطة يصب في مصلحة البارزاني ولايوجد تفسير على إعلان التصدير إلا رغبة البارزاني بإبقاء العراق ضعيفا مشتتا ليبرر له الإنفصال.إنهما وجهان لعملة واحدة وقد قيل قديما (عدو عاقل أفضل من صديق جاهل)
يعتقد البارزاني إن رد الفعل على تصرفه سيكون إنصياع الكتل الشيعية لرغبة المالكي في البقاء في الحكم بإعتباره المتصدي لرغبة الكورد في الإنفصال وستلعب إيران هذه الورقة أيضا وسيصبح المالكي بطلا شيعيا وعراقيا بحكم خلافه مع الكورد،وعلى الأغلب سيكون هذا هو رد الفعل الشيعي وسيرضخون لبقاء المالكي،ولكن ماذا لو ظهر في الوسط الشيعي لاعب سياسي ذكي (وهم قليلون) وإستطاع إقناع المالكي إن وجوده في السلطة لن يعزز من وحدة العراق بل سيكون الحجة لتقسيمه وإذا إفترضنا إن المالكي المعروف بسذاجته القرويه وجهله السياسي صحا فجأة وتنازل عن رئاسة الوزارة وإستطاع الشيعة الإتفاق على رئيس وزراء يكون مقبولا من جميع الشيعة ومن الأغلبية العظمى من السنة حينئذ (عدا النجيفي المرتبط بعلاقات إقتصادية مع الكورد) سيكون الكورد في موضع صعب للغاية،إذ سيتحول خلافهم بدلا من المالكي إلى خلاف مع الشعب العراقي وبالتالي سيخسر البارزاني جولة القمار التي لاأعرف إلى أي رقم وصلت لو عدها الشعب الكوردي.فلو جاءت حكومة يرأسها رئيس وزراء عاقل ومقبول فلن يكون أمام الكورد حلا سوى العودة للمفاوضات والإلتزام بالدستور الذي وافقوا عليه ولن يمكنهم مخالفته وإذا حدث خلاف سيكون موقفهم أصعب لأن رئيس الوزراء الجديد لن يحصر المفاوضات معهم به شخصيا( كما فعل المالكي بغباء) بل سيلجأ على الأغلب إلى تشكيل فريق عمل متنوع وبالتالي ستظهر المطالب الكورديه على إنها مخالفة للدستور وسيتأجل الحلم (المسعودي) بدولة بارزانية يخلفها لأولاده بعد أن يتخلصوا من إبن عمهم نجيرفان.
المحزن إن البارزاني وعائلته الحاكمة لن تخسر شيء فالأموال بالمليارات والحدود التركية قريبة وأولاده موجودن ليعيدون الكرة كما فعل هو بعد والده. صحيح إن الكثير من الكورد قد لا يتفقون مع هذه الرؤية ولكن المتبحر بتاريخ العائلة البارزانية يكتشف إن ضررها على الكورد لايقل عن ضرر (صدام) فقد آن الآوان للشعب الكوردي أن يعي إن الحلم القومي ليس هم الحل الأمثل دائما بل إن الحل التنموي والإنساني وبناء الإنسان وضمان تقدم الشعوب لايحدده علم ونشيد وطني بل إن بناء مجتمع متحضر وغير عشائري والإندماج بركب الحضارة هو الهدف الأسمى وأستغرب كثيرا على شعب مجاهد كالشعب الكوردي كيف يرضى بحكم العائلة وسرقة ثرواته بهذا الشكل المفضوح دون أن يبادر لفعل معاكس ولكن مرة أخرى أجد التبرير فقد مررنا نحن العرب بمثل هذه الحالة لعقود عندما كان حلم الوحدة يبرر إضطهاد القوى الوطنية حتى إنتهينا إلى مانحن عليه ،أعني به أمة خارج التاريخ.
أخيرا هل ينتبه المالكي والشيعة والسنة العرب للفخ البارزاني وهل يصحو الكورد من غشاوة الحلم القومي الذي يختلف تماما عن الحلم البارزاني المتمتع بالوضع الحالي لأنه الأمثل له والذي يريد دولة كوردية بارزانية وليس الدولة الكوردية المبنية على أسس العدالة والحكم الرشيد الذي لن يسمح للبارزاني أن يحكم هو وأولاده بهذه الطريقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قرار سياسي
هوزان خورمالى ( 2014 / 5 / 26 - 18:05 )
عزيز الاستاذ كاتب المقال .لو لم تخنك الذاكرة وترجع قليلا الى الوراء اي الى عام 1991 عندما قامة الطاغية صدام بسحب جميع مؤسساتة الادارية لغرض خلق فراغ اداري في كردستان ..في حينها كان العقل الكردي لة بمرصاد وانتكس حلم الصدامين بتشكيل حكومة كردية وانتخابات تشريعية وانشاء برلمان كوردي مصدرة الشعب ..تذكر سيدي الخطاء الذي ارتكبة المقبور وكان من افضل المبررات لقيام كيان كردي والى يومنا هذا .عزيزي المالكي واعوانة ارتكبوا نفس الخطاء وبنفس العقلية قموا بحصار الشعب الكردي بقطع الرواتب وقوت العيش وهوة بعينة كان المبرر القوي لدفع القيادة الكردية الى اصدار قرارسياسي دون رجعة من وقد تم اصدار النفط رغما انفم العراقين .امابصدد اولاد البارزاني يجب عليك بان لاتنسى عدي وقصي واحمد المالكي وتكارتة و وتسلط الشعية على العراق كطائفة سياسية حاكمة لم لاتذكر المقولة الشهير لمختار العصر المالكي وهي بعد ماننطيها عليك ان تكون منصفا بكاتبة مقال والتاريخ الذي تقول بان الكرد يخسر لعبة كعام 1975غير منطقي لان عصر السيادة ولى والى الابد قررالكرد الانضمام الى السوق الاقتصاد العالمي والسياسي بك قوة وتحدي وشكرا

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة