الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سورية المدمرة على يد النظام والمعارضة

فراس سعد

2014 / 5 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


بعد ثلاث سنوات من الثورة اصبح النظام اقل من ان ينتقد، رغم قوته العسكرية فهي قوة اعلامية اكثر منها حقيقية على وقع الانفجارات وصورها في الميديا نظن انه مازال قوي، الضعيف فقط من يلجأ الى الخيار العسكري، هكذا كان قرار النظام قرار ضعف، وقرار من يدعمه من روسيا المهلهلة وايران المرعوبة وحزب الله اليائس وزعران المنظمات العراقية ... وشذّاذ آفاق اسلاميون من كل اصقاع العالم جلبهم النظام الاسدي كمرتزقة مازال رواتبهم تتراجع حتى وصل الى 500 دولار لمقاتلين افغان او ابخاذيين فينا راتب مقاتل من حزب الله 1500 دولار في الحد الادنى وربما تراجعت رواتب الحزب ايضاً
اصبحت المعارضة هي من يجب الالتفافت اليها ونقدها لأن مسالكها وصلت الى منعطفات خطيرة إحداها طرح التقسيم كحل لمواجهة النظام او تحقيق نصر وعدوا نافسهم به انتصار كيفما كان حتى لو كان على حساب تدمير سورية فالراعي الخليجي صاحب المال سيفلت من اييدهم لو انهم لم يحققوا شيئ ما، اعتادوا على القبض وسدت في وجوههم المسالك والحيل والاشغال والنضال ، فلم يجدوا سوى خيارات قاتلة من اجل ضمان استمرار تدفق الاموال ...
إن الوسخ –حرفياً- الذي رأيناه وفاحت روائحه من نشاطات وسلوك المعارضة السورية ربما يوازي –نسبياً- اوساخ النظام السوري المتراكمة نصف قرن، وهو وسخ متوقع على كل حال، أقصى مايمكنه لمعارض وطني او مجموعات معارضة وطنية ان تقصي او تحيّد نفسها عن التلوّث به او سلوك نهج وسخ،
لهذا اصبح من الواجب الوطني الالتفات الى المعارضة السورية لنقدها كما كنا نفعل مع النظام السوري سابقاً ولاحقاً، الاتفات الى المعارضة لأنها اصبحت سلطة فاسدة وقوة قاهرة للثورة واهلها ومناضليها، فالمعارضة التي تنشر اوساخها وفضائها حتى ليكاد الشعب السوري المظلوم يخسر كل حلفائه ويقترب من الانقراض الفعلي من سورية موتا وقتلا ومجازر تهجيراً ونزوحاً أمراضاً عضوية ونفسية وعصبية تشوهات وعاهات دائمة او مؤقتة ...كل ذلك واعضاء في المجلس الوطني والإئتلاف يقضون اوقاتهم في حرتقات وخلافات ومكايدات لتعيين فلان او طرد فلان او إزاحة فلان، واتصالات واجتماعات ولقاءات لاقتسام غنائم مال النفط والسفارات والمؤسسات الدولية ..
بعد ثلاث سنوات من الثورة سنعود للكتابة رغم ان مخاطرها مازالت ماثلة، بل ربما زادت المخاطر، فنحن اما سلطتين معاديتين للحقيقة : النظام والمعارضة، سلطتين لهما نفس التكوين والجذور المعرفية والذهنية، ولهما نفس التجليات والسلوك بحجج ومقولات مختلفة ربما كانت متناقضة احياناً لكنها تنتهي الى ذات النتائج ...
ولئن كان ما توقعناه في مقال طويل عن تجربة في معتقل صيدنايا اسميناه اختبار صيدنايا وانعكاسه على الثورة السورية، بدأ بالتحقق في خروج مجموعات مقاومة من حمص ومدن اخرى بعد اتفافات مع النظام، فهذا ما يدعونا ان نكتب ونصرخ كي لا تذهب تضحيات الشعب السوري هدراً وتنقلب على اصحابها بعكس مارغبوا وحلموا ودفعوا ثمنه غالياً، وكي لاتذهب معارضة ونظام مجنونين فاقدي الأخلاق منعدمي المسؤولية كيلا يذهبا بالوطن شر ممزق ...
ولأن كان النظام دمر سورية ماديا واجتماعيا فالمعارضة تدخل في سياق فعلي ربما لتدمير مستقبل سورية، وما يتم الكلام عنه من رعاية امريكية لمؤتمر علوي بالشراكة مع مغامرين ومرتزقة سوريين علويين ربما يكون تمهيداً لإعلان كيان علوي معارض على شاكلة كيان كردي معارض وملحقاته على الارض، ومن حديث لقيادي في الاخوان المسلمين عن احتمالات لدولة في حلب، تزيد تقسيم المقسم وتغلق ابواب الامل، ماهو سوى بداية لجنون المعارضة او بعض شخصياتها، جنون مطبق، يطبق على راهن ومستقبل سورية وشعبها المسكين المعذّب.
25 ايار 2014










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟