الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحفي اكبر كنجي هل يصبح برميل البارود الذي يفجر الوضع في ايران ؟

جابر اجمد

2005 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


منذ أن اعتقل اكبر كنجي في نيسان من عام 2000 على يد النظام الإيراني وحتى اشهر قليلة ظلت قضية هذا الكاتب الإيراني منسية من قبل اغلب المنظمات الدولية والإنسانية كما أن قوى المعارضة اختلفت فيما بينها في تقييم هذا الكاتب وتبني قضيته على المستوى الداخلي والدولي ولعل مرد هذا التردد يعود إلى كونه ابن المؤسسة الدينية الإيرانية وقد خدمها بقلمه وأفكاره وسار في ركابها مدة طويلة، متجاهلا ما يجري حوله من اعتقالات وتجاوزات على حقوق الإنسان في إيران، إلا أن هذا الكاتب خرج فجأة من صمته وأطلق صحية مدوية من الأعماق كاشف من خلالها الجرائم والانتهاكات والاغتيالات التي ترتكبها أجهزة الأمن الإيراني بحق المثقفين والنا شطين السياسيين الإيرانيين وقد جاء كتابه " اقايان سرخ بوش واقايان خاكستري " السادة "أصحاب الألبسة الحمراء والسادة أصحاب الألبسة الرمادية " ليكشف للعالم اجمع أن عمليات الاعتقالات والاغتيالات التي يتعرض لها النشطاء السياسيين في إيران إنما تم بفعل فتاوى تصدر عن الولي الفقيه أو من هو أدنى منه مرتبة كهاشمي رفسنجاني ، كما كشف كنجي في هذا الكتاب ضلوع الكثير من رموز النظام وتورطهم في جرائم في مجال الفساد الإداري والاقتصادي وعلى الأصعدة الأخرى.
وقد جاء اعتقال كنجي( 48 سنة) على خلفية اشتراكه في مؤتمر للمعارضة الإيرانية مثير للجدل عقد في برلين عام 2000 حيث أصدر ت محكمة الثورة حكما بسجنه عشر سنوات بحجة تشويه "صورة إيران" أمام " أعداء الثورة " خفف فيما بعد إلى 6 سنوات لم يبقى منها إلا سبعة شهور وكنجي ليس هو الصحفي الوحيد الذي يسجن بسبب التعبير عن معتقداته وإنما هناك قائمة طويلة من الصحفيين والمفكرين الإيرانيين الفرس ومن أبناء القوميات في إيران هم الان رهن الاعتقال منهم الصحفي والكاتب عباس عبدي ، ويونس اشكفري ، وايرج جمشيدي وهدى صابر ورضا علي خاني وحسين قاضيات وسيامك بور زنده وتقي رحماني وإنصاف على هدايت ومصطفى سبطي وناصر زرفشان والعديد من الصحفيين ولذلك فقد اعتبرت إيران اكبر سجن للصحفيين في العالم .
ورغم أن عقوبة كنجي سوف تنتهي خلال الأشهر السبعة القادمة إلا انه أعلن إضرابا عن الطعام منذ 40 يوما ، أراد من خلاله أن يعري ويكشف ديكتاتورية النظام الإيراني وكذبه للعالم اجمع والذي يدعي دائما انه لا يسجن أي شخص بسبب آرائه ومعتقداته ، وبإضرابه أراد كنجي إن يفدي روحه من اجل حريته .
ورغم أن كنجي فقد من وزنه ما يقارب أكثر من 22 كيلو غرام وانه يعاني من شتى الأمراض الناتجة عن السجن ، إلا أن نائب المدعي العام لطهران في شؤون السجون محمد سالاركيا قال أن حالة اكبر كنجي الصحية جيدة .
وقد كتب كنجي قبل أيام حول الأسباب الذي دفعته للإضراب عن الطعام قائلا :
ليست هذه المرة الأولى التي أضرب فيها عن الطعام ولكن خلال هذا الإضراب فقدت ما قارب 22 كيلو غرام من وزني وربما يتساءل الجميع في الداخل والخارج لماذا اضرب عن الطعام ؟ لماذا أسعى عن طريق " تدمير الذات " الوصول إلى أهدافي المشروعة؟ ألا تدعوا العقلانية أن تتناسب الوسائل والاساليب في سبيل الوصول إلى الأهداف ؟ ألا تهدف العقلانية إلى استدعاء جميع الطرق النظرية والعملية المناسبة للتعبير عن المعتقدات .
يقول كنجي :" إن المفكر هو ذلك الشخص الذي يناضل ديمقراطيا و سلميا ضد الأنظمة العقائدية ويناضل من اجل حقوق الإنسان وفي هذا المجال تعد حرية التعبير العامل المشترك الذي يجمع بين جميع المفكرين المناهضين للأنظمة الأيدلوجية حيث يعمل المفكرون إلى منافسة هذه الأيدلوجية وجرها إلى النقاش ، وان سلاحهم في هذا المجال هو الشجاعة الأخلاقية التي تتمثل في فضح جرائم الحكام في مجال انتهاك حقوق الإنسان و سيطرة الاستبداد ، حيث أينما حل الاستبداد وانتهك حقوق الإنسان تكون الأيدلوجية رصيدها ، فان المفكرين الشجعان سوف يظهرون وسيقفون بشدة بوجه هذا النظام وإذا كان هذا التعريف يصدق على نشاطاتي السابقة وعلى ما كتبته ، فأنني اعد نفس من المفكرين وقد وضعت في السجن بسبب التعبير عن أفكاري لا غير وما يدفعني في هذا المجال هو مسألتان الأولى الدفاع عن الديمقراطية والثانية الدفاع عن حقوق الإنسان " ونستنبط من أقواله في مجال الديمقراطية " أن نظرية ولاية الفقيه تتعارض أساسا مع الديمقراطية كيف وإذا اتخذت هذه النظرية شكلا قانونيا ."
وفي مجال حقوق الإنسان يقول كنجي " إن حقوق الإنسان عبارة عن مجموعة من الضوابط الضرورية التي تمكن الأفراد من العيش ، عيشة مقرونة بالعزة والكرامة " ويرى أيضا أن هناك ارتباطا وثيقا بين الديمقراطية وحقوق الإنسان حيث يرى إن " الديمقراطية وحقوق الإنسان يشكلان العامود الفقري للفلسفة المعاصرة " وهنا يستند كنجي على ما ذهب إليه مايكل فريمن الذي سأل نظرية الديمقراطية قائلا : "من هو صاحب الحق في الحكم وتجيب النظرية على الفور انه الشعب ، ويسأل نظرية حقوق الإنسان ما هو السلوك الذي يجب على الحاكم إتباعه تجاه الشعب فتجيب النظرية احترام حقوق جميع أفراد الشعب " وحسب رأي كنجي " أن الديمقراطية مفهوم جمعي ، وان بوسع الدول الديمقراطية أن تنتهك حقوق الإنسان ، إلا انه في المقابل فان مفهوم حقوق الإنسان جاء لكي يحد من سلطة الحكومات بما فيها الحكومات الأكثر ديمقراطية في العالم " وفي هذا المجال يشير إلى جملة من انتهاكات حقوق الإنسان في إيران نتطرق إليها باختصار :
- خلال السنوات الماضية وبأمر من على خامنئى تم إغلاق العديد من الصحف وأرسل بالعديد من الصحفيين إلى السجون ، ويجب أن لا ننسى أن مسئولي القضاء صرحوا مررا وتكرارا أنهم في هذا المجال يعملون وفقا لتعليمات القائد ،إذا ما كانت تعنيه مقولة حرية التعبير في ظل النظام السلطاني هذا؟
- القضاء على المعارضين خارج البلاد بواسطة فرق متواجدة في الغرب لهذا الغرض وهذا ما يسميه السادة الحمر والسادة الرماديين بالقتل العلاجي .
- قتل الصحفية زهرا كاظمي التي قيدت قضيتها ضد مجهول و زهراء كاظمي هي الوحيدة في العالم التي بقي قاتلها مجهولا .
- الهجوم الوحشي الذي تعرضت له مدينة الطلاب الجامعية ، واعتقال أعدادا كبيرة من الطلاب وتعريضهم للضرب والتعذيب حيث يعد ذلك انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان .
- الممارسات الوحشية وغير الإنسانية التي يتعرض لها الصحفيين أثناء التحقيق حيث يدخلونهم إلى الحمامات عراة ويقومون بتصويرهم وهناك جرائم كثيرة ترتكب بحق المعارضين بندى الجبين لها .
كتب اكبر كنجي في مقالته الأنفة الذكر والذي كتبها أثناء إضرابه الأخير يقول :
" لقد أعلنتها صراحة وقلت ما آن الوقت لعلى خامنئي أن يترك السلطة بعد 16 عاما من الحكم ، هذا التصريح يعتبر شيا عاديا في بلدان الشرق الأوسط ولكن تصريحا من هذا القبيل في إيران يكلف الإنسان حياته " ويقول " أيضا مما يلفت النظر أن تلفزيون الجمهورية الإسلامية يظهر من على شاشته المظاهرات التي تجري ضد حسني مبارك في مصر ، حيث غالبا ما تتفرق هذه المظاهرات دون إراقة دماء ، ولكن القيام بمثل هذه المظاهرات ضد خامنئ في إيران تعتبر ضربا من المستحيل وفيما إذا جرت ستسيل فيها انهر من الدماء " ثم يقول " إنني لا اعتقد بنظام ولاية الفقيه لأنه نظام عسكري مناهض للديمقراطية وحقوق الإنسان " .
لقد تحولت قضية اكبر كنجي في هذه الأيام إلى حديث الشارع الإيراني وتجاوزت أبعادها الدائرة الإيرانية لتصل إلى العالم بأسره بدءا من المنظمات الإنسانية المدافعة عن حقوق الإنسان إلى الاتحاد الأوروبي و إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
لقد أعلن مكتب تحكيم الوحدة في طهران وهو تنظيم تنطوي تحت رايته مجموعة من الاتحادات الطلابية ، انه يريد أن ينزل للميدان لأن هناك طريق واقعي واحد لا غير يمكن أن يفي بالغرض المنشود وهو أنه يجب سحب القوى الاجتماعية إلى الشارع سواء تم ذلك قانونيا أو خارج نطاق القانون ، حيث لا يوجد وقتا كافيا ، فصدور البيانات لا تداوي جراح كنجي .
والسؤال المطروح هل يقرن الطلاب أقوالهم بالأفعال ، يخرجون للتظاهر أم سوف تبادر الحكومة بسحب البساط من تحت أقدام الطلبة بإطلاق سراح اكبر كنجي و اعتبار قضيته بحكم المنتهية ؟ هذا ما سوف تكشفه الأيام المقبلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ا?كلات فلسطينية شهية تحضير الشيف عمر ???? دايركت عالمعدة


.. هل تعرضت ماريانا للا?ذى من إحدى صديقاتها ????




.. صراع بيل غيتس وإيلون ماسك، أنت مع من؟ | #الصباح


.. وفد بقيادة رئيس الموساد ديفيد برينغ يتوجه إلى قطر لبدء جولة




.. طائرة الرئيس الصيني ترافقها طائرات مقاتلة بعد اختتام زيارة إ