الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رؤية في قصيدة - عيناك الملطخة بدمائي - للمبدع جوتيار تمر / عايده بدر

عايده بدر
باحثة أكاديمية وكاتبة شاعرة وقاصة

(Ayda Badr)

2014 / 5 / 26
الادب والفن


عيناك الملطخة بدمائي
جوتيار تمر

عيناك الملطخة بدمائي
مرآة في بياض ظلّي
الساقط فوق رحيلي في الموت

تتعمدين تجاهل
طقسي.....جرحي.... صمتي المنتحب في ذاكرة التاريخ

عيناك تكسر أطراف القضبان
تغمسها في ظلّي
لنار بحجم الخراب

تزيّن صدرها بعظامي
وتلبس روحي.........
تسخر.......تنفخ.........تقرأ سورة دمي

تسطر على أقدام الفجيعة
ظلاّ في القيود......

ملطخة بدمائه و هي مرآة لبياض ظله تسقط فوق رحيله نحو الموت
و كأنها بهذا السقوط و انعكاس الظل تتعمد تجاهل طقوس الموت و الجرح و الصمت المنتحب في ذاكرة تاريخ يحاول تجاهل هذا النحيب
و كأن التجاهل هنا لكل أوجاعه الجمعية و الفردية أيضا فالشاعر ابن مجتمعه
تبدو العينان هنا يمتلكان من القوة ما يكسر القيود التي يفرضها حول نفسه فهي لم تكتفي بأنها عكست هذا البياض في رحيل الموت
بل تكسر اطراف القضبان في محاولة لاختراق هذا القابع خلف قلاعه لكنها تكسر القضيان
و تغمسها في ظله الذي رغم بياضه هو يرحل في الموت و لا يتأتى عن ذلك إلا نار بحجم الخراب
تعود العينان لتمتزج بالذات هنا تلبس روحه و تزين صدرها بعظامه لعل هذا الامتزاج الحادث ينقل إليها شفرة الحزن الصامد خلف القضبان
ثلاث أفعال تأتينا في زمن الحاضر
تسخر.......تنفخ.........تقرأ سورة دمي
لعلهم يسيرون بالتوازي مع ما سبق و ذكره من أمر تجاهلها :
طقسي.....جرحي.... صمتي المنتحب في ذاكرة التاريخ
هل يمكن أن نربط بينهم فيكون :
تسخر من طقسي ... تنفخ في جرحي ... تقرأ سورة دمي في صمتي المنتحب في ذاكرة التاريخ
عودة للظل مرة أخرى في مقابلة بين بياض ظله الراحل في الموت و الظل المسطور على أقدام الفجيعة في القيد
لا نبتعد عن الموت في أشكاله المختلفة بداية من دمائه الملطخة لعينيها و مرورا بتجاهلها لطقوسه ثم انتهاء بسطرها على أقدام الفجيعة ظلا مقيدا
يستوقفنا أن يكون تلطخها بالدم هو ما يجعلها مرآة لانعكاس البياض
و ما بين الدم الأحمر و البياض الابيض ثمة مقابلة تعكس نقاء هذا الدم كأن البياض هو لون دواخله التي تعكسها و إن اتخذ من الاحمرار مظهرا خارجيا
ثم الربط بين البياض و الرحيل في الموت و كأن هذا االرحيل ليس غاية فقط ووسيلة أيضا و مظهرا أيضا لنشر البياض من خلال رحلته في الموت
لعل التجاهل المرصود منها هنا كان محاولة لإعادة رسم دربا آخر غير درب الموت وتجاهل صمته المنتحب في ذاكرة التاريخ محاولة اخرى لفصل الذات الفردية عن المعاناة الجمعية
و وفقا لمسيرة الرحلة التي نحن بصددها نراها و قد فشلت في تغيير مسار الرحلة لغير الموت فجاء تعمد التجاهل
أو هي تمر فوق كل تلك الصعاب من طقوس موت و نحيب و صمت و ذاكرة تمتلىء بالفجائع لتصل إلى حيث تلبس روحه لتسطر ظلا مقيدا في الفجيعة لن يغادرها
تنكير " مرآة " جاء لا ليحدد العينين بصفة االمرآة بل منحنا صورة أنها جزء من كل لا يبين هنا فالمريا متعددة
المضارع المسيطر على حالة القصيدة تخلق دالة امتدادا الفعل فهي لا تمنحه صفة الاستمررية و حسب بل أيضا تتيح له امكانية إعادة انتاج الفعل مع عدم اغلاق الحدث على فترة زمنية مضت
و يبقى هنا شلالا من الصور الممتعة في تراكيبها فأقدام الفجيعة التي ينهي بها نصه ليست بأقل متعة من عينين ملطختين بدمائه في مبدأ النص
ما بين العنوان و القفلة ندور في عوالم الشاعر صاعدين هابطين مع كل حركة للذات الشاعرة هنا بعد أن جعلنا نغلق عوالمنا لندخل عالمه
دليلنا هو حرفه الـ يقودنا لحيث نتصور أنه المنتهى بينما قفلته تفتح عوالم أخرى لما بعد الفجيعة و الظل المسطور

عايده بدر
25-5-2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي