الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيدة السيدات.. / بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2014 / 5 / 27
الادب والفن


(إلى كل الأمهات في كل مكان في العالم، بمناسبات عيد الأم المتباينة حسب الأقطار، أهدي قصيدتي المتواضعة هذه، التي سبق أن نشرت في 2012 تحت عنوان: إنها الأم صاحبة الجلالة.. ففي هذه السنة، أرى من الواجب إعادة نشرها، لكن تحت عنوان: سيدة السيدات، بعد تصحيح وتعديل وإضافة أبيات تليق بالمقام.. فمعذرة على هذه المبادرة، التي أرجو أن تكون في محلها، لأن الأم تستحق أكثر من هذا بكثير).

بنعيسى احسينات- المغرب



دعوني أتحدث عن سيدة السيدات..
عن إنسانة مقدسة مانحة للحياة..
لبني آدمَ من بنينَ وبنات..
لأنها فوق الكلمات وفوق العبارات..
تسكنُ الجسدَ والروحَ بالعطاءات..
هي منبعُ الحياة واستمرارُ نبضها..
سرُ الدنيا والآخرة يجري تحت أقدامها.

دعوني أتكلم عن حواء، من الأمهات..
عن أم، أحلى إنسانة في الحياة..
عن الاعتراف بجم عطائها..
لمن جنة الخلد تحت أقدامها..
تغيب الشمسُ ويَأْفُلُ القمرُ ليلا..
ونجمُها لا يعرف غيابا ولا أُفولا.
صَدْرُها يتسعُ أبدا لاحتضاننا..
قَلبُها الكبيرُ دوما يحمينا..
يلفنا برقة الحب المبين..
يفيضُ بالحنان المكين..
يَضُمنا بالرعاية..
يخُصنا بالعناية..
نبغي رضاها بالترحاب..
في الحضور.. في الغياب..
لا يَنْبُضُ معينُها من العطاء..
نطوق لدعواتها في السراء والضراء.

رضاها مَعْبَرٌ إلى جنة الجنان..
مُعَبدٌ بالطاعة الواجبة والإحسان..
قلبُها يُنْشدُ للحب أعْذَبَ الألحان..
كبدُها يَعْزفُ أرَقا أنغام الحَنان..
هي الرجاءُ في اليأس..
هي الفرحةُ في الأحزان..
هي القوةُ في الضعف..
هي البسمةُ في بكاء الفتيان..
تعطي دوما ولا تأخذُ كالسماء..
تمنح الحبَ والحنانَ بكل سخاء..
تَظْلمُ نفسَها وتنسى حقها وحقوقَها..
من أجل راحة وسعادة أبنائها..
هي الأمانُ والأمْنُ والسلامُ..
هي الحنانُ والحبُ والوئامُ.
فمهما كَبُرَ شأنُ الإنسان والأقوام..
فالأم تبقى أكبرَهُمْ جميعا على الدوام..
بدونها تتلاشى قيمُ العالم المقدام ..
فبالأمهات تقومُ الأوطانُ..
بدونها لم يكن للحياة مكانُ..
ستبقى أبدا الإنسانةُ العظيمةُ..
تفيض منها المعاني الجميلةٌ..
تمنح الحياة سخاء للوجود..
تحقق الاستمرار بلا حدود..
ستبقى أعظمَ إنسانة في الخلود..
تزخَرُ بالحب، بحنان الأمومة..
تصنع الأجيالَ بروح النعومة..
بدونها لا تقومُ قيامةٌ للحياة..
تُعَمرُ الأرضَ بالبنين وبالبنات..
تُلهمُ الأبناءَ والبنات سرَ النجاح..
وتُذكي عزائمَهم للصلاح، للفلاح.

فعقولُ البشر لو اجتمعتْ في لحظة..
لا تساوي عاطفةَ أم واحدة..
كفاها فخرا بحق وبجدارة..
كونُها تحمل وسامَ تاج الأمومة..
كونُها أعظمُ هبة من الله للمرأة..
كونُها مدرسةٌ لتربية الناشئة..
كونُها أمُ الرسل والأنبياء..
أمُ قادة الأمم والزعماء..
أمُ المفكرين والعلماء..
أمُ الفنانين والعظماء..
فالجنةُ الموعودةُ تحت أقدامها..
والأُنْسُ والأمَانُ يُحيطنا بحضورها..
والألمُ والفراغ القاتلُ يزورُنا في غيابها..
فمهما فكرْنا ومهما عبرْنا..
ومهما أحسَنْنَا ومهما أطعْنا..
لم نف للأم حقها..
لم نُقَدرْ حق قدرها..
لم نَرْقَ إلى إنصافها..
إنها الحبُ..
إنها الحنانُ..
إنها الوجودُ..
إنها الحياةُ في نبضاتها..
إنها الأمُ صاحبةُ الجلالة بمقدارها..
يكفيها الجنةُ تحت أقدامها..
غنية عن التعريف والبيان..
وبالولدين إحسانا في القرآن..
والجنة تحت أقدامها بكل بيان..
تحتاجُ إلى الاعتراف والإحسان..
من ذريتها الأبرار من بني الإنسان..
سترحل يوما وتودعنا قبل الأوان..
وعندما تلبي نداء خالقها في الحسبان..
وتنتقل إلى جوار عفو ربها الرحمان..
تظل أبدا في وجداننا طوال الزمان..
تسكن في أعماقنا، ترعانا بالرضوان..
فيُتْمُ الأم أشد مرارة على الإنسان..
من يُتْم الأب في كثير من الأحيان..
فمغفرة واسعة لها، ومقامها بالجنان..
ندعو لها بالرحمة من عند الله المنان..
ليسكنها جنة الخلد بجوار نبينا العدنان.
.................................................
بنعيسى احسينات- المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تبدع في الغناء على الهواء في ص


.. السوبرانو الأردنية زينة برهوم تروي كيف بدأت رحلتها في الغناء




.. بعد استقبال جلالة الملك للفنان عباس الموسوي.. الموسوي: جلالت


.. صباح العربية | بحضور أبطاله ونجوم وإعلاميين ونقاد.. افتتاح ف




.. اشتهر بدور الساحر غاندالف في -سيد الخواتم-.. الممثل البريطان