الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قرار منزوع البهجة

عدنان الأسمر

2014 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


قرار منزوع البهجة

اتخذت الحكومة الأردنية قرارا يبعث في النفس مخاوف عديدة على مستقبل العلاقة الأردنية السورية وعلى دور الأردن في المرحلة القادمة في الأزمة السورية ويمكن اعتبار ذلك القرار خاطئ ويؤشر على أن الأردن سوف ينتقل إلى مرحلة جديدة جوهرها الاصطفاف العلني مع قوى محور الشر التي تقوم بأعمال التخريب والتدمير والحرب الإرهابية ضد الدولة والشعب السوري .
فهذا القرار مستهجن ومستغرب فهو متناقض مع النمط التاريخي للعلاقات الخارجية والدبلوماسية الأردنية مع دول الجوار في حالة أزماتها الداخلية وتراجع صارخ عن الالتزام الأردني بالحل السياسي للأزمة السورية وفق مؤتمر جنيف كما أنه مخالف لميثاق الأمم المتحدة باعتبار سوريا عضوا في المنظمة الدولية ومخالف لاتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1815 كما أن القرار الذي اعتبر السفير السوري بهجت سليمان شخص غير مرغوب فيه وفتح ممثليه في عمان للجماعات المارقة هو قرار غير مفهوم ولا يدرك حقيقة التغيرات في الإقليم وفي سوريا ، فالإدارة الأمريكية تسعى إلى توافق تام مع القيادة الإيرانية بما في ذلك فتح جهات الإقليم الأربعة أمام إيران وتغير الإستراتيجية السعودية للتعامل مع عصابات التكفير والإرهاب وعمق الأزمة السياسية والاقتصادية التركية وآخرها كارثة المناجم وارتفاع وتيرة الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة والعناد الروسي في مواجهة أمريكا وتوسع المصالحات في المدن والقرى السورية والهزائم المتكررة لعصابات الإرهاب ومحاولتهم الفرار من الأراضي السورية مما دفع العديد من الدول الأوروبية والعربية لتشديد إجراءات منع عودتهم واعتقالهم وتغليظ العقوبات عليهم واستمرار الجيش العربي السوري في توسيع سيطرته على الأرض السورية وخاصة مناطق تواجد الإرهابيين كم أن عصابات الإرهاب لم تتمكن من بسط سيطرتها على جزء من الإقليم السوري وتكوين مؤسسات رسمية وقانونية حظيت باعتراف دولي باعتبارها احد شخوص القانون الدولي العام قادرة على الوفاء بالواجبات و الالتزامات الدولية أو التمتع بالحقوق في العلاقات مع شخوص القانون الدولي العام وإنما ظلت تلك العصابات تقوم بأعمال الثورة المضادة وأدوات تدخل تخريبي بيد المراكز الساعية لتدمير مقدرات الأمة وخدمة المشروع الصهيوني فالعلاقة التاريخية الوثيقة بين الشعبين والدولتين الأردن وسوريا وعدم موافقة الشعب الأردني على المشاركة في إراقة قطرة دم شقيق سوري يتطلب عدم الانزلاق في المستنقع السوري لأن ذلك سيؤدي إلى إضعاف الدولة الأردنية والدور الأردني المحوري المعتاد ويمكن الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني من الإنفراد بالأردن وإضعافه وفرض شروط واستحقاقات سياسية على الأردن تخص اللاجئين الفلسطينيين والسوريين أو تهيئة الظروف للإدارة الأمريكية لسحب الغطاء عن النظام السياسي الأردني وإشعال الفتن والحرائق سيما وأن الظروف الاقتصادية من غلاء وبطالة وكساد وعنف مجتمعي يساعد على ذلك من هنا يمكن اعتبار القرار الأخير قرارا منزوع البهجة فالحذر الحذر من الوقوع في الفخ السوري فهو حارق ودام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ