الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زياد رحباني

محمد الأحمد

2014 / 5 / 27
الادب والفن


لا يليق بعظيم عاشقي الموسيقى "زياد رحباني"
محمد الأحمد

بقيتُ أتابع البرنامج حتى آخره، إكراماً لضيفه الذي لم يكن شخصاً عادياً بل موسيقاراً له حضوره الواضح على الساحة الغنائية والمسرحية العربية.. سليلُ اكبر مدارس الجملة اللحنية اقتداراً، وابنُ اشهر فنانة ملتزمة، لها أسمها الناصع البياض، تعدُ رفيقة كلّ صباحٍ يمرّ، وكلما تشحّ فيه العصافير على اغصان اشجارنا الوارفة. نسمعها من اجل ان تمتلئ بصدحها مساحة اذهاننا زقزقة وحيوية الذكريات الحميمة، يأخذنا "طير الوروار"على جناحيه, فنمرُ على "شادي" و"جارة القمر"، وليُنَسم علينا الهوى.. فَتسيُّر صباحتنا بالبهجة.
تعدّ "أمهُ" هي الاخرى النادرة الظهور على قنوات الإعلام، ولولا تشوقي لمتابعة المقابلة النادرة- مع ابنها- لكنت انتقلت الى قناة اخرى علني اجد موضوعاً آخراً يروقني. فأغلب الأحايين لا تقدر ان تمسك بنا القنوات، ما لم تقدم لنا برنامجاً مقنعاً، يروينا من ظمأ جهلنا. للتخلص من سماجة كل تقديم ضعيف. حيث يكون المقدم صاحب ظلّ ثقيل بالرغم من كونه اعلامياً معروفاً بجرأته، فما عادت حتى الوسامة والجمال، المعيار.. بل عمق الثقافه التي تجعل من المقدم يسهل الامر على ضيفه، فيعطي البرنامج كل رونقه. فكان اللقاء مع الكاتب والملحن، الاكثر جدلاً، والاغنى معرفةً، في تفاصيلٍ مثيرة تعمّد "الرحابنة" عدم نشرها على الملأ. فهو القريب الصريح. صاحب البصمة الحاضرة في المشهد الثقافي، اضافةً الى كتابته المئات من الاغاني بأعذب الالحان الرائعة والتي هي ايضا مدرسة اضافية الى تراث الصوت الجميل الذي يروينا كما الماء ساعة الجدب.. امتازت الحانه بعذوبة نغاماتها، ويُسرّ معانيها، فالكثير من ألحانه غناها كبار اساطين الغناء العربي. فتباين الفرق جلياً بين المتحاورين، في عمق الثقافة، وعمق الاستقبال.
يكشف اللقاء عن امتلاء المقدم او خواءه عندما تختل لديه المعلوماتية والعلمية في المادة التي يقدمها، فيتجلى الفرق واضحاً، وفاضحاً عندما يكون الضيف من الطراز الرفيع. ومقدم البرنامج متقافزاً بجهل فوق المسافات متظاهراً انه العارف وهو لا يعرف. فكانت الفجوة عميقة بينهما، حيث ذيعت تلك الحلقة من البرنامج، وكأنها لم تكن إلا لمقدمة برامج جديدة العهد بالتقديم، وافسدت علينا متعة اللقاء به، وكأنها قليلة خبرة.. قد بانت تستعرض حبّها لبعض الاغاني امام ممول القناة. وليس امام الجمهور. بالرغم من أن القناة قد أحضرت لهُ "بيانو رائع" من ماركة "ستاندر" الشهيرة، المعروفة بثمنها الغالي والتي لا يمتلكها إلا كبار العازفين، لما فيها من تفاصيل دقيقة في طراوة مفاتحيها ومخارج نغماتها البديعة.
تضمن اللقاء معلومة كشفها الضيف "انه قبل اجراء المقابلة/ اشترط ان لا يكون الحوار متضمناً لطلبات غنائية مثل طلبات جمهور الحفلات عادة". مع ذلك تمادت في طلباتها، وليتها في اسئلتها. فأيّ مقدم لايّ برنامج يعدّ وسيطاً في ايصال السؤال الذي يدور في ذهن المشاهد. ولا يتحول الى عبء مقاطعاً كل لحظة، لكل استرسال، فالضيف مادة البرنامج ورأس ماله. حيث تكررت مقاطعتها له كلما استرسل في كشفه عما نتشوق لمعرفته. كأنها ما صدقت بأنها أجرت حواراً مع هكذا شخصية، فأرادت أن يبرز وجودها أكثر من محاورها، فوقعت في مطبِ التقريرية، لا الحوارية.. وكأنما جيئ بالضيف ليغني لها ما تريد!
اعتادت القنوات الاخرى ان لا تعتمد على خبرة مقدم البرنامج، وذوقه وحده. فهو عادة ما يكون قاصراً، وغالباً ما يفشل البرنامج الذي يبقى حبيس ذوق واحد، فالمفترض ان يعدّ لذلك اللقاء المهم جملة تحضيرات، اولها اعداد كادر من ذوي الخبرة الفنية، يتخفى خلف الكواليس، يُشذب الاسئلة، وينظمها بشكل يدلّ على علمية القناة، وليس على مقدم البرنامج وحده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية


.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!




.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع