الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق الانسان العراقي في عُهدَة سلاّمة الخفاجي

عدنان فارس

2005 / 7 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لم يسمع أحد يوماً أن مراسلي وكالة الانباء القطرية في العراق قد ساهموا ولا حتى بسطرٍ واحد من تقاريرهم في فضح او حتى استعراض الجرائم الارهابية التي يتعرض لها العراق والعراقيون وحلفائهم في قوات متعددة الجنسيات على يد المجرمين من فلول البعث ومرتزقة الارهاب العروبي والاسلامي ولم تتناول يوماً تلك الجرائم التي يرتكبها الخارجون على القانون وقطاع الطرق ضد الحريات والممتلكات والآمان في مدن العراق.. ماالذي أغرى السيدة سلاّمة الخفاجي أن تشتكي هدر الحقوق الانسانية (للمساجين) لدى وكالة أنباء قطر؟ هل لأن هذه الوكالة قد تحدثت يوماً عن حقوق (الاحرار الطلقاء) في العراق حتى تطلب اليها سلامة الخفاجي الحديث والتحشيد عن حقوق المساجين؟.. وأي مساجين؟.. المتهمين بالارهاب والمشتبه بقيامهم بأعمال ارهابية واعتداءات على المواطنين... انه لأمر يثير الشك والظنون المريبة أن تختار السيدة سلامة الخفاخي وكالة الانباء القطرية بالذات لتشتكي عنها حقوق الانسان العراقي.. هذه الوكالة التي نعتت الذين فجروا بناية صغيرة واحدة ولمرة واحدة في قطر بأنهم ارهابيون ولكن هؤلاء الارهابيين في قطر هم مجاهدون عندما يقتلون الآلاف من العراقيين بل وتنفي صفة الارهاب عن جرائم هؤلاء في العراق تحت التعبير اللئيم (مايُسمّى بالارهاب) الشائع في وسائل الاعلام القطرية وعلى رأسها قناة الجزيرة.
لماذا لم تلجأ سلامة الخفاجي الى وكالة الاعلام العراقية او احدى وكالات الاعلام الغربية والاميركية مثلاً؟ خصوصاً وان الاعلام الاميركي، قبل الخفاجي وقبل القطرية، هو الذي كشف عن ممارسات غير لائقة من قبل عدد قليل من الجنود الاميركان ضد عدد قليل من أوغاد الارهاب والجريمة في سجن ابو غريب... هل أن لجوء سلامة الخفاجي الى وكالة انباء قطر هو نصرة لحقوق الانسان العراقي أم انه تشهيراً وقذفاً ضد الحلفاء الاميركيين؟
لا ندري كيف ربطت هذه النابغة الحقوقية بين السيادة الوطنية وبين السيادة على السجون؟.. السيادة الوطنية والحمدلله بيد العراقيين منذ اكثر من سنة.. اما السيادة على السجون فاعلمي يا سلامة الخفاجي أن صدام حسين لو لم يكن تحت الحراسة الاميركية وفي سجن اميركي في العراق لهرب صدام أو تمّ تهريبه.. فبأية سيادة على السجون تطالبين ياسلامة الخفاجي ولماذا؟... انهم يكثرون في الحجج ويوغلون في التحجج: بدأوها بشعار المقاومة (السلمية) الى أن تطورت الى مقاومة دموية.. شعار إنهاء الاحتلال الى أن تحوّل الى ذريعة بيد الارهابيين... شعار السيادة الوطنية الى أن سادت الطائفية والمحاصصة حسب الانتماء الطائفي... شعار إخلاء (المدن الآمنة) من القوات الاجنبية كي يفسحوا في المجال امام (قوات خير اللـه طلفاح الجديدة) في مدينة الثورة وكربلاء والنجف وفي البصرة وبقية مدن الجنوب العراقي.... والان واخيراً وليس آخراً شعار: اطلقوا سراح الابرياء من الارهابيين وبنسة 50%!!
من المعروف عن الذين يتم اختيارهم للعمل في منظمات ولجان الدفاع عن حقوق الانسان أن تكون لهم خلفية حقوقية وقدر من الباع في هذا المجال وكي تكون إدّعاءاتهم الحقوقية صادقة ومحترمة يجب أن يعتمدوا لائحة جنيف العالمية لحقوق الانسان.. فهل السيدة سلامة الخفاجي واحدة من هؤلاء؟.. ماذا كان موقف سلامة الخفاجي عندما حرّض السيد على السيستاني على رفض تعيين احدى المحاميات العراقيات النجفيات بمنصب قاضٍ في احدى محاكم النجف قبل سنة ونصف من الآن؟ سلامة الخفاجي أطلقت على عصابات مقتدى الصدر وجرائم جيشه في عدة مناطق من العراق على انها(انتفاضة الشيعة)..هذا المرأة ومنذ أن كانت عضو في مجلس الحكم الانتقالي سابقاً والآن تمّ تعيينها رئيساً للجنة حقوق الانسان العراقي، كانت ولم تزل تصمّ أذنيها وتعصب عينيها عن مطاردة العراقيات وانتهاك كرامتهن والانتقاص من انسانيتهن على يد جندرمة طلفاح الجديدة.. نراها اليوم تشتكي لدى وكالة الانباء القطرية، القطرية بالذات، بأن القوات الاميركية تعتقل (الابرياء) من الارهابيين وقد حدّدت نسبتهم، بفطنتها الحقوقية، ب 50% من الذين تمّ اعتقالهم اثناء مطاردة القوات الاميركية والعراقية لعصابات الارهاب والجريمة.
سلامة الخفاجي، راعية حقوق الانسان العراقي، لم تتحدث لوكالة أنباء قطر عن اختطاف مدن بأكملها وزرع الرعب والموت في بيوت ودروب العراقيين وتدمير موارد البلد الاقتصادية وتفشي الفساد الادراي وسيادة المحسوبية الطائفية والحزبية وشحة او تلاشي الخدمات وانتقال مجاري المياه من تحت الارض الى سطحها في أكثر مدن العراق.. هذه المرأة اختزلت كل ذلك حينما اختصت وكالة الانباء القطرية بمسبة اميركا.
المادة التاسعة والخمسون من قانون إدارة الدولة العراقية في المرحلة الانتقالية، والسيدة سلاّمة الخفاجي أحد ال 25 الذين وقعوا على إقرار هذا القانون، تنص هذه المادة على أن القوات الاميركية وبقية قوات التحالف الموجودة الآن في العراق تحمل اسم ( القوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في العراق).. فمن يُسمّها حسب مزاجه الطائفي وتقلباته السياسية بأنها (قوات احتلال) انما هذا خروج على القانون وتبرير للارهاب وتزكية لجرائم الارهابيين باسم التحرير.
ليس الدين عند الله وليس الولاء للوطن وليس الدفاع عن حقوق الانسان العراقي في مسبة اميركا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة نجاح حلوانية سورية بمدينة غازي عنتاب التركية | عينٌ على


.. إسرائيل ترسل مجددا دبابات إلى شمال قطاع غزة وتزيد الضغط العس




.. السودان: سقوط 27 قتيلا واستخدام - أسلحة ثقيلة- في معارك الفا


.. مصر: التنمر الإلكتروني.. هل تكفي القوانين لردعه؟ • فرانس 24




.. رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في زيارة -حسن جوار-