الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبيدٌ منذ المهد

عبدالله خليفة

2014 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



حين لا يشعر العبيد بعبوديتهم تكون تلك الطامة الكبرى، وانسداد آفاق التغيير والأمل في ظهور شيء من الإنسانية.
وحين يبدأ التململ ويتسرب نبضٌ إلى الوعي يبدأ الفجر.
لكن الفجر بعيد في مراحل الظلمات!
لو أن ثمة ثوريين إيرانيين حقيقيين بادروا بسرعة إلى الإطاحة برجال الدين المؤثرين وسحق نفوذهم.
لكنهم كانوا جبناء ومتخلفي الوعي ومحبوسين في أقمطة عبودية الطفولة حيث التجارة الأثيمة بالدين، وتحويل الجوع والدموع والفقر إلى مملكة الذهب للملالي!
والآن عليهم أن يدفعوا أثماناً مضاعفة من الشباب والدماء ليتحرر الشعب!
لم تتحرر الشعوب إلا بالقضاء على الإقطاع الديني حيث بيض الأفاعي الذي يفقس سماً كل لحظة، ويشكل أطفالاً معوقين يصبون عاتاهم على زوجاتهم وأمهاتهم معطلين كل قدراتهم لكي يصيروا نافعين منتجين!
لو تردد زعماء الثورة الفرنسية ولم يجندلوا رجال الدين والإقطاع على المشانق ولو لم يبتكروا ذلك الاختراع الرهيب وهو: المقصلة، لكان العالم لا يزال يغطُ في نومه سابحاً في مستنقع الخرافات والعذابات!
لو تردد لينين ورفاقه في القضاء على الكنيسة التي مصت دماء الناس عبر القرون لما شع من قوالب أجراس الكنائس النورُ!
خابت الثورات في العالم الخرافي الثالث، وظهر الصغار معوقين، يحملون أثقال العبودية حتى يُوضعوا في لحودهم لم يشموا نسمة حرية واحدة!
فكيف لهم أن يزيحوا الظلام من فوق رؤوس أمهاتهم وزوجاتهم؟
كيف لهم أن يسمحوا لهن بالخروج؟
فكيف إذا قمن بالرقص؟
ووأدهن في الجاهلية كان بضع مئات ووأدهن في العصر الحديث صار كياناً وجموعاً.
ليس لأنهم يساريون خونة، ومذهبيون متخلفون، بل لأنهم عبيد مؤسسة العبودية الدينية التي صهرتهم وشربتهم منذ كانوا في المهود حليبَ العبودية، ودعك من الكلام عن ثورة الحسين، ونضال عمر، فلو جاءا في هذا العصر لسجونهما بدعوى الشيوعية!
هم عبيد منذ نعومة أظافرهم فكيف يفهمون العصر؟
هل لعبيد على رقابهم النير أن يعلموا أطفالهم النضال من أجل وطن، وترقية شعب، أو يشاركوا الأمم في مسيرتها الحرة؟ أو يصنعوا أحزاباً مناضلة متنورة ونظاراتهم السوداء تبطش بما حولهم؟
لا تنفع معه كلمات دستور وبرلمان وهو عبدٌ معتقل في كهف حتى قبل أن يولد، وحين ينشأ يذهب إلى كلمات الحرية لكي يطفئها.
كيان خرافي موحل منذ القدم لا ينفع معه سوى الإزالة، يقوم به ثوار على طراز ثوار الثورة الفرنسية وليس ثوار الطامة الكبرى الثوار العرب والمسلمين.
فلا تقل لي الحزب التقدمي!
ولا تقل لي القوميون العرب
ولا تقل لي اليسار الاشتراكي
و لا تقل لي الحزب الإسلامي المنفتح
بل قل لي هؤلاء هم أبناء العبيد يرضعون حليب الذل، هذا هو نسل العبودية الخالدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اطفال الشطرة يرسمون لغزة


.. غانتس يهدد بانسحاب حزبه من حكومة الائتلاف ما لم يصادق نتانيا




.. مراسلتنا: استهداف موقع الرمثا الإسرائيلي في مزارع شبعا |#الظ


.. السعودية تشترط مسارا واضحا نحو إقامة دولة فلسطينية مقابل الت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل تصعيده ضد محافظات رفح والوسطى وغزة وا