الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البصرة تسرقها العمائم( الفضيلة )وغير (الفضيلة)

محسن صابط الجيلاوي

2005 / 7 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


البصرة تسرقها العمائم( الفضيلة )وغير (الفضيلة)
محسن صابط الجيلاوي
الأخبار الواردة من البصرة تعبر بكثافة شديدة الوضوح عن معاناة العراق، فهذه المدينة الأممية، العريقة، ثغر العراق، المدينة المفتوحة على العالم والحضارة والثقافة..مدينة السياب والبريكان وسعدي يوسف ومهدي محمد علي والكاصد وفؤاد سالم...تلك المدينة التي رفدت العراق دوما بالإبداع والعلم والحداثة، تعيش اليوم محنة حقيقية على أيدي سلطة العمائم...تلك السلطة التي اغتصبت الدين وأزجته في السياسة لا حبا في شيء سماوي بل حبا في الأرضيات حيث استعباد الناس ومعها حب المال ورنين الدراهم..باختصار سلطة تحاول بإصرار أن تعيد الوطن إلى العصور الغابرة حيث لا كرامة للإنسان ولا قضاء ينصف المظلوم ولا عدالة اجتماعية..الشكل المصغر لذلك مدينة البصرة كجزء من القضم الذي يطمح له هؤلاء لكي يضعوا وطنا كاملا تحت رحمتهم الشريرة...هؤلاء في ممارستاهم اليومية ومنذ سقوط الصنم حتى هذه اللحظة يقفون بالضد من أمّة كاملة، وبالتالي ضد أي مشروع يسعى إلى التقدم والديمقراطية..وبانشغالاتهم المريضة هذه تركوا الوطن فرصة ولغمة سائقة أمام الإرهاب والقتل وسيادة عقلية اللاقانون....
المحافظ السابق ( منظمة بدر ) متهم بسرقة 120 مليون ومحافظ جديد من( الفضيلة )حيث لا فضيلة، مجموعة تنسحب وأخرى تهيمن على المدينة، تبادل أدوار عجيب ومعها وضع هؤلاء أنفسهم في مكان المُشرع والقاضي والناهي..يدخلون الجامعات ويمنعون الناس من ممارسة حياتهم الاجتماعية المتعارف عليها عبر سيادة ثقافة (طلبانية) حيث هناك شكل محدد للباس النساء والرجال ومفاهيم سخيفة عن الثقافة والفنون...إنهم يشيعون ظلاما حقيقيا في مدينة أنهكتها الحروب وسلطة قمعية لعقود طويلة...

لمدينة البصرة أفضال على العراق والعرب والعالم عبر كامل تاريخها المزدهر دوما باللغة والعلوم والمعارف.....المطلوب مساعدة هذه المدينة الباسلة لكن تنفض عن نفسها هذا الواقع البائس لكي تعود مدينة مزدهرة بالجمال والحياة والحب... لتعود مدينة عراقية حقا وليست مدينة تُسرق ليُدخل في نسيجها عنوة ثقافات غريبة سواء كانت إيرانية أو غيرها...!
لنفتح جرح مدينة البصرة والوطن العراقي أمام العالم لكي تمتد تلك الأيادي الصادقة حقا لمساعدتنا في هذه المحنة الخطيرة عبر حماية الإنسان العراقي من الإرهاب بكافة أشكاله سواء كان إرهاب فكري أم مسلح..لنضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لحماية العراق من دوائر الشر المنفلتة من عقالها....

المطلوب اليوم من كل القوى الديمقراطية، قوى المجتمع المدني، وسائر من يهمه مستقبل العراق من كتاب
ومثقفين وعلماء وشخصيات سياسية أن يقفوا مع البصرة- الفيحاء- في محنتها..تلك هي بروفة لإنقاذ وطن...!

من المهم أن نكتب وان نفضح ما يجري ولكن الأهم التحرك بصورة عملية، والسؤال كيف... ؟ متروك أمام كل وطني عراقي لتوحيد الصفوف والدفاع عن شعبنا وعدم تركه يواجه تلك المحنة القاسية....

لا حياد في معركة النور ضد الظلام....!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن