الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- مغاربة العراء-

سعيدي المولودي

2014 / 5 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



تتقدم الفجيعة خطوات لعمق المدى،تغرس يديها في سكة القرب والبعد، ويتساقط سحاب طائش ينصت لألم غريب يسري في الفلوات، الوطن الهشيم يقف مذعورا، مغمض العينين يتوسد جرحا لا ينام ويقرأ خيباته على إيقاعات الديموقراطية الفاحشة.في الممرات الموصدة والأرصفة الموقدة يقرع الفقراء المخذولون أبوابه الطويلة، ولا يعبرون، قريبا منهم يمضى الأعداء رجال الوقت مدججين بالسحنات الدواكن، والقبضات المجنونة الهائجة التي لا ترتوي،ويختفون في مسالك وحقول بعيدة،غامضة يرعاها الوطن، ويناديهم أيها الأصدقاء: ضعوا بنادقكم كالعادة في الخطوط الأمامية وليذهب الحفاة العراة إلى الضاحية كي يتعلموا البحث عن النار...
تقول الفجيعة: أنا سليلة المتعبين، والفقراء المثخنين بالجراح الأبدية. سأحفظ السر في هذه الآبار التي لا تنتج نفط الجهالة. الخط متواصل كالعادة السرية، والوطن يلبس جلد الوقت الأرعن، ويقتدي بهوادج الظلام التائه:يعفو عن اللحى، ويقص الشوارب، ويرتدي اللباس الأفغاني العقيم،والحجاب الخامية الظليلة،ويسير على مهل لحافات الموت،يحكي حكايات الوباءات والجهاد الأسود والدجل المقطر والحروب العمياء المسربلة بالغباء.
هاهو الوطن آمن في خوفه، يخفي ريح الأحلام الضائعة تحت جناحيه، ويقترب من المقبرة. يتحول إلى قفص في مفترق طرق مهجورة، تملأ وجعَه المستطاب الشعاراتُ الغريبة: لاتنس ذكر المسافات، لا تنس ذكر الالآم، لا تنس ذكر الآهات، صلِّ على شهوة الأشباح الغربان القادمين من تراب التاريخ الحاقد، وعلى الزيف المشاع، وعلى الصحابة الأرذلين،بيادق "الناتو" المبجلين، والدماء المستعارة التي تراقص خطو اليباب.
تتوغل الفجيعة في امتداد الأرجاء، تهتف " إِيمِي لْ شِيلْ " من هولها، حتى منتهى الدموع، ويخرج أهاليها في انكسارات، طوابير من جوع ، يرسمون سحائب التنمية البشرية ، وخرائط الندوب الهوجاء.
لا آلهة ترعى هذا الهواء.
الشمس تمضي لمستقر ليس لها،
والجاذبية الغراء تهرب من قبضة الماء.
ينام أطفال "آنْفْكُو" في حضن الهباء، يرسمون خرائط الموت البلدي الأصيل، وينعون وطنا يهرق خطواتهم في نوبة النسيان، ويلقي بهم في قارعة الجراح، ولا يد تغسل أقدامهم الشبيهة بالأرض.
تتهاوى الجبال.
ولا حكومة تسع هوانا، ولا دولة تأخذنا لغابات الدفء، كأننا من كوكب غريب، يجلس الناس تحت أجراس الجوع، والبرَد المصقول كأحجار من سجون، ولا قافلة تستعجل خطاها.
تذهب الوعود أدراج الرياح، والقبور على دين سكانها، وفي كل شبر تولد صخور الخطيئة، نضع أيدينا في ماء الله، وفي باب "على الله"، وفي الفراغ الذي يصغي لرائحة الأحزاب،وهوس الصفقات والمناورات الصغيرة والدسائس البائسة،والانقلابات النيئة والمطبوخة،وزيف النبوءات المتكسرة التي تتراقص شظايا في عقر الظلمات، باسم الشعب الذي يأكل ويشرب مخاوفه، وينام باكرا، ويغني للخراب الذي لا يأتي.
تتوقد الفجيعة وتلبس دماء مغاربة هذا العراء، الممتد من الأعالي للأعالي ومن السفح للسفح ومن الغدير للغدير، ومن الجمر للجمر،ومن القهر للقهر ومن الفقر للفقر، للوجع الهائم.
مغاربة العراء ، نحن، القادمون من اللحظات المثقلة بالوزر، نملك هوى الأوطان، جوعا أو قتلا أو سجنا، ولا لغة لنا غير لغة السيبات والحروب المؤبدة. "الداهية" التي غادرتنا دون عودة، أمنا التي أسلمتنا مفاتيح النبض، أورثتنا عبادة الأرض."كوسيلا" الذي ركب طريق الموج، وأطفا شمعة الخوف، أبونا القابض على الرصاص الهادف، لا نزال نهتف باسمه وننام على صوته الصدى بين الغربة والضياء، والرهبة والكبرياء. "صالح بن طريف" المنارة العريقة في اللالأء، نبينا الطليق في الأنداء، المتألق بين النجوم، سنرحل لضفافه البعيدة، لنبدأ صرخة الميلاد والميعاد.
مغاربة العراء، نحن،الراسخون في المكان، نفيق على الحصون الجوفاء والشوارع الصماء، وثقوب الجباة التي تجرفنا، وتحملنا للمدارس المعفنة حفاة، وللديموقراطيات الزائفة عبيدا ينتظرون الإشارات المديدة، ويتلذذون بكيد المرابين الذين يمضون بنا كل مغيب لكبوة الخسران.
مغاربة العراء، نحن،
عبثا نمضي،
وهذا الوطن الموحش أغبر، لا يوشك أن ينتهي.





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


التعليقات

1 - أطفال أنفكو تخلى عنهم من يحلبون بقرة الأمازيغية
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 28 - 19:52 )

نسأ من يحلبون الملايين من البقرة الحلوب الأمازيغية ويقبضون على الرررررررررريع

قبضا الملايين والان يتصارعون عليها أمام المعهد الملكي للثقلفة الأمازيغية

منهم أساتذة متفرغون
وأعضاء بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية
ومنشطو برامج في القناة الأمازيغية
ومسيرو جمعيات وهمية
وكتاب مقالات مدفوعة الأجر بالعربي الفصيح عن لغة لايكتبون بها جملة
أسألوا عن ميزانية المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وميزانية موظفيه وتجهيزاته
اسألوا عن القناة الأمازيغية وبرامجها الفلكلورية وعن مواسم الرقص والمهراجانات
وماينفق عليها من ملايين
أما شلوح وأمازيغ الريف والأطلس والجبال حيث تنعدم الطرقات والماء والكهرباء
والمستشفيات والعمل
فلا عزاء لهم
الأمازيغية هي البقرة الحلوب التي باسم الأمازيغ يحلبونها حلبا

2 - مغاربة العراء
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 5 / 29 - 06:41 )
نعم مغاربة العراء هم نحن . لكننا لم نعد مغاربة الغباء ولهذا نحارب الظمأ ونقاتل الجوع ونشتم الإستكانة لون الأحزاب صار رماديا فأهملناه لكن جاءنا بعده حزب يقول بأنه أبيض مثل الثلج ولما تمكن منا نحن كشعب العراء صار ينطحنا مثل التيس ويرمينا بالغبار ويتحدث إلينا فنشم نتانة أنفاسه ونهرب إلى الخلاء
ديمقراطية العراء ليس لها سوى اللصوص الذين يفطرون صباحا بجبننا النيىء ويتغذون بلحم أبقارنا البليدة
ومساءا بعد القيلولة يعاقرون كؤوس لا تعرف طبيعتها يشربونها في صحتنا وليلا يحلمون بنا فيروننا في أحلامهم كملائكة أغبياء .
لمغاربة العراء حكومة أشباح لم يبق لديهم ما يقدمونه أو يؤخرونه سوى التسبيح بشتمنا والدعاء لنا بمصيبة النوم والحرص على صلاتنا من أجل الآخرة ليبقوا هم سعداء بالدنيا فقط لأجلنا . مغاربة العراء سيعرون عن سوأستهم التي لابد من أن الله يعرف لونها وطبيعة ما يخرج من ثقبها .

3 - مغاربة العراء
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 5 / 29 - 06:58 )
وما رأيك ياعبد الله اغونان
في حكومتكم التي جاء بها ربيعنا فإذا به صار ربيعكم ؟
ما رأيك في الوزير الذي سب زميله تحت قبة البرلمان بشتيمة لا تقال إلا داخل مقهى الدحمان الشعبية ؟
ما رأيك في الوزير الذي طرد صحفية من برلمانها التي جاءت لتغطية أشغاله بحجة أنها ليست بلباس الحشمة الأفغاني وبالحجاب الطالباني ؟
ما رأيك في الوزير الذي اشترى صحن شكولاطة بملايين مغاربة العراء في أنفكو ؟
ما رأيك في الوزير مول الكرابط الذي وصف المجازين بالمختلين عقليا لأنهم يطالبون بالشغل والكرامة ؟
ما رأيك في الأخطاء الفادحة الأخرى والمتعددة والتي لا يتسع لنا المجال لذ كرها في هذه العجالة ؟
ومع ذلك لم يقدم أحد من هؤلاء حرفا واحدا من الإستقالة ولحد الآن
لازالوا عضايات على المناصب كما لو يريدون الخلود في دفئها
لكم أن تتصوروا شكل هذه الحكومة وتتصوروا المصيبة التي نحن فيها ؟

4 - ومن أنتم؟ هل تمثلون الأمازيغ الطبيعيين؟
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 29 - 19:03 )
مغاربة العراء هم نحن؟ لاتجمع الكل في سلة واحدة هناك أمازيغ بورجوازيون وفي كل أشكال الطيف اسلاميون اشتراكيون استقلاليون أحرار وفي جماعات دينية كالعدل والاحسان التي كانت تشكل عصب 20 فبراير ومعارضة شعبية وهناك أغلبية صامتة غير معنية بالسياسة ولاتراها الا تامرا ولعبة سياسية
حزب العدالة والتنمية غير مبني على أساس عرقي وتعرف أن الزعماء فيه منهم أمازيغ وعرب .نجاحه في الانتخابات لم يكن منة من أحد وظاهرة نجاح الاسلاميين عامة عربيا واسلاميا. بل ان تأسيس الأصالة والمعاصرة كان باعتراف زعمائه للحد من اكتساحه
وتم خلق ج8 كتجمع لاسقاطه ففشلت كل هذه المبادرات ونجح حزب العدالة والتنمية
بأغلبية غير مسبوقة
المشكلة أن مانص عليه الدستور من صلاحيات هناك عرقلة لها من طرف لوبياتمن أسماهم بن كيرا التماسيح والعفاريت والكل يعرفهم في الاقتصاد والاعلام بل حتى في المعارضة الحاقدة
راجع لماذا انفعل الوزير وسب من هاجموه والصور موجودة لماذا لاتذكر أنواع السب الذي تمارسه المعارضة والصحافة في حق الحكومة.اذكرك بمظاهرة شباط التي قادها الحمير بصور بن كيران. الوزير الذي نبه الصحفية ذلك اختصاصه .سبق أن قدم لوزير العد

5 - من أنتم...تابع
عبد الله اغونان ( 2014 / 5 / 29 - 19:18 )
سبق للرميد أن قدم ملف مزوار وبن سودة للنيابة العامة قصد محاكمتهما فرفض الطلب
ولم تساعد المعارضة في تأييد الحكومة
قضية ملايين الشكلاطة عزم بي كيران على محاسبة صاحبها ولكن تم اقبار الملف ورفضه. عندما يعترض المعطلون مواكب الوزراء ويحاصرون منزل رئيس الحكومة
يجب تطبيق القانون اذ هذا ليس مطالبة وحوار بل تشرميل وبلطجة
الفساد موجود في كل تجاه ولاعذر لأحد عندما يقع في الخطأ بل يحاسب لكن تريدون محاسبة البعض وغض الطرف عن اخرين
من يحاسب النشطاء الأمزغويين الذين يذهبون الى عقر الصهيونية ليتدارسوا القضية الأمازيغية وحقوق الأمازيغ البسطاء ومع من مع أكبر من يخرق الحقوق عبر عقود؟؟؟
كم تقدر لررررريع الذي يمارسه نشطاء باسم الأمازيغية والأمازيغ وهم لايشعرون
كم تظن مايكسبه الأستاذ عصيد مثلا باسم الأمازيغية؟؟؟
خلينا ساكتين. الحوار يقتضي المصداقية دوو علينا وجيو علينا

و
تلاااااااااااااااااااح

اخر الافلام

.. علي... ابن لمغربي حارب مع الجيش الفرنسي وبقي في فيتنام


.. مجلة لكسبريس : -الجيش الفرنسي و سيناريوهات الحرب المحتملة-




.. قتيل في غارات إسرائيلية استهدفت بلدة في قضاء صيدا جنوبي لبنا

.. سرايا القدس قصفنا بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال المتوغل



.. حركة حماس ترد على تصريحات عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-