الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفقر أزمة قومية والوطن البديل

نبيل محمود والى

2005 / 7 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لا وجود في حياتنا لأي مشكلة ملحة مثل قضية الفقر وليس هناك جرحاً نازفاً أكثر منها ولقد أصبح الفقر يشكل القنبلة القومية الموقوتة وحيث تنتمي مصر إلى العالم الاقتصادي النامى فالناتج القومي للفرد الواحد و مقياس مستوى المعيشة المتعارف عليه دوليا ومستوى التنميه سيصل هذه السنة إلى أقل من المعدلات العالميه المتعارف عليها مما يظهر مصر كدولة غير متطورة دولة متخلفة تقف على حافة الانفجار هذا المقياس هو نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر .

وبالمقارنه مع دوله جاره مثل اسرائيل حيث بلغ مستوى دخل الفرد الواحد فى العام الماضى 18 ألف دولار فلقد اجتازت نسبة الإسرائيليين الفقراء عن ذات العام نسبة 20% من المجموع الكلي للسكان و لا توجد أي دولة غربية متطورة تصل فيها نسبة الفقر إلى الرقم القياسي الإسرائيلي ففي الولايات المتحدة مثلاًبلغت نسبةالذين عاشوا تحت خط الفقر في العام الماضي10.5%، وفي كثير من الدول الأوروبية تراوحت نسبة الفقراء بين 7 و9% من المجموع الكلي للسكان ,

وتعتبر المقارنة شديدة الخطورة حين يجري الحديث عن الأولادإذ يعيش ما لا يقل عن 31% من أولاد إسرائيل في عائلات فقيرة وعندما نستخدم التعريف الإسرائيلي للفقر نجد أن نسبة الأولاد الفقراء في الولايات المتحدة الأميركية تقل عن 14%. أما في بريطانيا فتبلغ نسبتهم 11% فيما يكاد ينعدم الفقر بين الأولاد في دول غرب أوروبا المتقدمة.

ولا يتوقف الأمر على كون الفقر في مصر يزيد بنسبة شاذة وغير محتملة بل إنه يزداد اتساعاً فلقد ارتفع عدد المواطنين الفقراء خلال السنوات السته الأخيرةبين 1998 و2004، بنسبة تفوق كل المعدلات المعترف بها عالميا فيما ارتفع عدد الأولاد الفقراء بأرقام فلكية مما أدى إلى حدوث هذه القفزة وتحويل الفقر إلى المرض رقم واحد في المجتمع المدني المصرى فهل تعى حكومتنا الرشيدة وسلاطين الحزب الحاكم وتدرك تلك المعطيات و ماهو المطلوب منها عمله للارتقاء بالمواطن وتعلن للشعب والعالم بصراحه عن مستوى دخل المواطن المصرى فى العام مقارنة بالعالم المتحضر ؟


وعندما يصبح الفقر أزمة قومية تكون المحاولات المستبسلة وعمليات النصب لشباب مصر الذي يبحث عن وطن بديل ثم وظيفة حيث الهجرة إلى الخارج من أكثر الأحلام التي تراود الكثير من الشباب المصري ففرصة السفر والإقامة في دولة أجنبية أهم من فرصة الحصول علي وظيفة حتى ولو بدخل مناسب فمازالت الدول الأجنبية تستحوذ على أفكار الكثير من الشباب لما توفره من فرص عمل ومستوى معيشي جيد واحترام للمواطن .

وعلى الرغم من تحول 11 سبتمبر إلى عائق أمام أحلام الشباب إلا أن عددا كبيرا منهم دأب لتحقيق حلمه بالخروج من مصر مهما كلف الأمر .. فلا روادع أو معوقات قد تثني عزيمتهم الهدف محدد والسبيل لتحقيقه لا بد أن يثمر يوما ما .

لعل السبب الأساسي وراء الإحباط الذي أصابهم عدم قدرتهم على إيجاد وظيفة عند التخرج حيث بات مؤكدا أن تلك الوظيفة أصبحت حلما بعيد المنال ولكن هذا الأمر بات حلما أيضا نتيجة التدابير الصارمة التي وضعتها الدول بعد 11 سبتمبر وأمام هذه العقبات يبرز حل غير منطقي إلى حد ما وهو توفير حوالي العشرين ألف جنيه من اجل الحصول على تأشيرة لإحدى دول اوروبا الشرقية التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي وهو أمر من المستحيل تحقيقه .

أسباب انتشار أحلام الهجرة بين الشباب والخريجين هو الإقامة في بلد تحترم فيه حقوق الإنسان وتوفر له كل متطلباته الأساسية من فرص عمل ودخل مناسب وبيئة نظيفة والهروب من المجتمع المصري الذي بات ينفجر من ارتفاع معدلات البطالة التي تزيد عن 70% في ظل وعود الحكومة التي تعلن من وقت لأخر بتوظيف عشرات الآلاف من الخريجين وهي وعود كلها فقط .

هذه الهجمة الشبابية جعلت من طلبات الهجرة وما تتطلبه من تكاليف موضع اهتمام عدد من الأفراد الذين وجدوا فرصة للاستفادة من أحلام هؤلاء الشباب الأمر الذي يؤكده مركز البحوث الاجتماعية حيث يمكنك رصد ا لعصابات التي اتخذت فروعا لها في عدد من محافظات الجمهورية حيث يستغل هؤلاء الأفراد ويجمعون أموال تزيد عن العشرين ألف جنية من راغبي السفر للخارج هذه الوعود التي غاليا لا تنفذ هي عملية نصب لااكثر ولا أقل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مادة جاهزة للنشر : عادات وشعوب..احتفال -هانامي- موسم تفتح أ


.. بيدرسون: لا يجب التعامل مع سوريا مثلا فلسطين




.. إسرائيل: الاعتراف بدولة فلسطينية يسمح بتكرار الـ 7 من أكتوبر


.. الجيش الإسرائيلي يفجر محطة غاز شرقي رفح




.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار